* تدمير الرصيف الحربي أول عملية تنفذها الضفادع البشرية في العالم * وصلنا إلى إيلات 5 مرات في 5 عمليات رغم التشديدات الأمنية للجيش الإسرائيلي وقتها القبطان عمر عز الدين، واحد من أبطال القوات المسلحة المصرية، حفر اسمه بحروف من ذهب في سجلات الأبطال، حيث شارك في العملية الشهيرة "إيلات"، تلك العملية التي كشف أنها لم تكن عبارة عن عملية واحدة فقط، حسبما جاء في الفيلم الذي تحدث عنها، لكنها كانت عبارة عن 5 عمليات، يروي القبطان البطل تفاصيلها في الحوار التالي: في البداية.. حدثنا عن تفاصيل عملية "إيلات".. وهل هناك كواليس لم يتم التطرق إليها؟ نكسة 67 تسببت في صدمة كبيرة لنا، وقررنا الأخذ بالثأر دون رحمة كما فعلوا مع أبنائنا الجنود والضباط الأسري، وكنا نتدرب بشدة ونواصل الليل بالنهار، وكأننا نحارب حتى حانت الفرصة، وتم تكليفنا بعملية في ميناء إيلات فهللنا من الفرحة، وكنا نتسابق على هذه العملية، بس أهم شيء أريد توضيحه أن هذه العملية كانت أول عملية يقوم بها مجموعات من الضفادع البشرية في العالم، واختاروا منا 3 مجموعات كل مجموعة ضابط وصف ضابط، وكلنا كنا برتبة ملازم ثاني، وعمرنا وقتها 21 سنة الضباط بالأقدمية: عمر عز الدين– حسانين جاويش- نبيل عبد الوهاب وصف الضباط : محمد العراقي– عادل الطراوي– فوزي البرقوقي وتحركنا مساء يوم 8 نوفمبر 69 من نقطة التحرك، وهي منطقة مهجورة بين الحدود السعودية الأردنية قبل ميناء العقبة 25 كيلو، وكان قائد العملية على الشاطئ الرائد رضا حلمي، وبعد وصولنا إلى مشارف الميناء أمرنا بالعودة، لأن ضوء الفجر بزغ، وخشي أن يكشف أمرنا، ورغم عدم إتمام المهمة فإنها منحتنا القوة والدفعة لتكرارها. أما العملية الثانية فكانت بعد هذه العملية بأسبوع يوم 15 نوفمبر بنفس المجموعة 3 ضباط و3 صف ضابط، لأن مجموعة الضفادع البشرية تتكون من ضابط وصف ضابط، ووصلنا إلى ميناء إيلات، ولغمنا السفينتين هيدروما وداليا ولحظات وارتفع صوت الانفجارات عاليا، وعادت مجموعتي ومجموعة حسانين أما القبطان نبيل عبد الوهاب فاستشهد معه فوزي البرقوقي، فلم يتركه وسبح به نحو 16 كم حتى خليج العقبة، وسلم نفسه إلى المخابرات الأردنية التي أعادته هو والشهيد البرقوقي إلى مصر. العملية الثالثة.. كانت يوم 8 فبراير 70 وقام بها مجموعتان من الضفادع البشرية الضباط كل من رامي عبد العزيز، وعمر البتانوني وصف الضباط هم محمد فتحي، وعلي أبو ريشة، وكانت المهمة تدمير السفينتين بات يم –وبيت شيفع. العملية الرابعة، كانت مهمة استطلاع معلومات، وكانت مكونة من مجموعة واحدة بقيادتي وصف ضابط على أبو ريشة. العملية الخامسة، كانت يوم 14 مايو عام 70 وهي أكبر وأخطر عملية، وكانت مجموعتين أنا والقبطان نبيل عبد الوهاب وصف الضباط على أبو ريشة، وفؤاد رمزي، ودمرنا فيها الرصيف الحربي والميناء العسكري إيلات بالكامل، وكان مزدحما بالمعدات العسكرية وعشرات الجنود، ورأينا بأعيننا جثث الجيش الإسرائيلي تتطاير فوق الرصيف وتتهاوي في البحر. تتحدث عن خمس عمليات.. ولم يعرض في الفيلم سوى عملية واحدة.. تعقيبك؟ بالفعل.. فيلم الطريق إلى إيلات به أخطاء كثيرة، وهذا بسبب الحبكة الدرامية كما يطلق عليه الكتاب، لكن التدريب والعمل والسباحة مسافة 25 كم إلى ميناء إيلات الإسرائيلي شيء لا يستطيع كاتب عمله في سلسلة أفلام، لأن التمثيل غير الواقع، ونتمني يوما من الأيام أن يكون هناك عمل درامي يروي للأجيال هذه البطولات التي شيبت اليهود، فنحن وصلنا إلى إيلات 5 مرات في 5 عمليات، ورغم التشديدات الأمنية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وقتها، لم يستطيعوا مرة واحدة رؤيتنا أو معرفة من قام بهذه التفجيرات، ولم يقبضوا على واحد منا ما يجعلها عمليات ناجحة 100%. هل شاركت في عمليات أخرى أثناء حرب الاستنزاف؟ نعم فقوات الصاعقة كانت تقوم بعمليات انتقامية من العدو الإسرائيلي داخل سيناء، وتدمر احتياطاته ومخازن الذخيرة، وكانوا يعبرون إلى الضفة الشرقية للقيام بهذه العمليات، حاملين معداتهم على زوديك - قارب صغير- ولكن حتى لا ينكشف أمرهم لا يشغلون المحركات، ومهمتنا كضفادع بشرية هي العبور قبلهم وشد حبل بين الضفتين يمسكون فيه من الزوديك ويعبرون، وقمت بالعديد من هذه العمليات وكلما نجحت عملية شعرت بالفخر والثأر. ماذا عن المهام التي نفذتها في حرب أكتوبر؟ تم تكليفي و6 ضباط يوم 8 أكتوبر بتدمير المنشآت البحرية في منطقة أبو رديس لنحرم العدو من طلب النجدة، وكانت عملية ناجحة جدا، وكانت نصرا جديدا لقواتنا المسلحة، وبعد الحرب تم تكليفنا بمهمة تطهير القناة من الألغام لمدة عامين حتى تم افتتاحها في 5 يونيو 75، وعندما وقع الرئيس السادات معاهدة كامب ديفيد عام 77 قال قي الكنيست إن حرب أكتوبر كانت آخر الحروب للجيش المصري فتقدمت لتسوية معاشي، وأنا على رتبة مقدم. لماذا قررت تسوية معاشك.. هل كنت معترضًا على اتفاقية السلام؟ لا.. لكنني منذ تخرجي أعمل بالوحدات الخاصة كمقاتل، وعندما انتهت الحرب قررت أن أقوم بعمل آخر، وهو ما أحبه الغطس فعملت بالقطاع الخاص لشركات البترول من أعمال غطس وتصليح السفن العالقة تحت الماء، وقرار الرئيس السادات وقتها كان صائبا فلا توجد دولة في العالم تظل تحارب إلى الأبد، فالحرب مكسب على الأرض، ثم تقوم السياسة بالباقي، والحمد لله انتصرنا بشكل مشرف أمام العالم كله، وتمكنا من استرداد كامل أراضينا بالمفاوضات وبالسياسة. أخيرًا.. ما الرسالة التي توجهها للشباب؟ الشباب هو الأمل والمصريون مهما كانت انتماءاتهم لا يفرطون في حبة رمل من أراضيهم، والمصري منذ الأزل محافظ على أرضه، ولكن لي عتاب ونصيحة للشباب فأنا أشعر أنهم محبطون، أقول لهم: كل واحد يبحث داخل نفسه، وسيكتشف أن هناك طاقات كبيرة مدفونة، وعليه أن يحاول جاهدا تحقيق ما يحلم به مهما كانت المصاعب وسيأتي اليوم الذي يصل فيه لهدفه وجيلي كانت إمكانياته قليلة، ولكننا لم نعرف طريق اليأس، وكافحنا من أجل الوصول إلى أهدافنا، ولدي إيمان أن الشباب المصري طاقات معطلة، يمكن الاستفادة منها في كل المجالات وعندما تدفعه لهدف يكافح للوصول إليه، ولكني لا أريد منهم الانتظار بل أنصحهم بالبحث عن الطريق الصحيح لتحقيق أحلامهم. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل"فيتو"