عريقات: واشنطن تسعى لتقويض السلطة الفلسطينية بتقليص المساعدات (فيديو) في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على قطاع غزة في الجبهة الجنوبية وحزب الله في الجبهة الشمالية، وسط تدريبات واسعة بالتعاون مع الجيش الأمريكي، مع تصعيد التصريحات عن إمكانات المقاومة التي تمتلكها والتدخل الإيراني وإمداده بالسلاح للمقاومة، بات السؤال الذي يراود الشارع عن قرب وقوع الحرب في الوقت الذي لم يتم ترميم آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. وللإطلاع وتحليل صورة الوضع من جميع الجوانب كان لنا هذا الحديث مع اللواء واصف عريقات الخبير في الشأن العسكري الفلسطيني، حيث أكد أن باب الاحتمالات للحرب مفتوحة، وأن التهديدات التي تعلنها "إسرائيل"، تؤكد أن هذا العدو يعيش ويتنفس على العدوان والحروب، خاصة في ظل قيادة يمينية متطرفة، تعيش أزمات كبيرة تريد القيادة الإسرائيلية أن تصدرها للخارج. واستدرك أن التحليل الموضوعي والمنطقي، هو أن الإسرائيليين غير قادرين خاصة التقديرات الإستراتيجية التي صدرت عن قيادة الجيش أو الاستخبارات العسكرية أو عن مركز الأمن القومي، تحدثوا في عدة عوامل مهمة، أولها أنه لا يوجد حرب مخطط لها في العام 2018، وهذا الاعتبار على وجه التحديد لا يمكن الأخذ به لأن الحرب بالنسبة للإسرائيليين خدعة، ولكن العناصر الأخرى تقول أن أي حرب لإسرائيل قادمة يجب أن تحقق الانتصار، وهذا الانتصار من وجهة نظرها مكلف وغالي الثمن، ولأن ثمن الحرب مكلف ففي ظل قيادة مطلوبة للمحاكم الداخلية في "إسرائيل" مثل بنيامين نتنياهو، فتقديري أنه غير قادر على دفع فاتورة الحرب وما ستجنيه إسرائيل من الحرب، خاصة أنها جربت نفسها في 2008 –2012- 2014.. ولم تحقق أي من الإنجازات. وقال إن "إسرائيل" الآن لا تبحث عن اعتداء، لأن الاعتداء يحدث كل يوم وهو موجود سواء على الضفة أو القطاع، مضيفًا أن "إسرائيل" تريد إذا ما خططت لحرب واسعة تريد أن تحقق انتصار وإنجاز وهذا مكتوب في تقديراتهم الإستراتيجية أنه بعيد المنال. وفكرة الانتصار ابتعدت عن التقديرات السياسية الإسرائيلية، لذلك من الصعب عليهم اتخاذ قرار عدوان واسع سواء على قطاع غزة أو جنوبلبنان. وخاصة أنهم يتحدثون عن بناء قدرات وتطوير قدرات في الجبهة الشمالية والجنوبية. وأشار إلى أن الإسرائيليين يتحدثون أن الجبهة الداخلية ستصبح جبهة أمامية، أي أن الداخل الذي يفترض أن يكون جبهة خلفية ستصبح جبهة أمامية، بمعنى الصواريخ ستطول كل الأراضي المحتلة وهذا "إسرائيل" غير معتادة عليه، وآخر تقدير أن الجبهة الداخلية استعدادها لخوض أي حرب واسعة نسبة 38%، هم يتحدثون، وهذا عنصر رادع للعدوان. وحول توحد الجبهات في حال اندلاع حرب، أوضح اللواء عريقات أن إسرائيل هي من وحدت الجبهات بعدوانها على سورية واغتيال علماء في إيران، وقصف قادة حزب الله في الجولان ودمشق، وبالتالي إسرائيل تقدر أنه إذا تم اعتداء على حزب الله أو الجولان، فإن الجبهة الممتدة من طهران مرورًا بغداد ودمشق وصولًا لجنوبلبنان ستكون جبهة واحدة. وحول دخول غزة في وحدة الجبهة، رأى أن ظروف غزة لا تسمح أن تكون جزء من المعركة. وحول علاقة المناورات العسكرية الإسرائيلية على حدود غزة بإمكانية شن حرب، أوضح اللواء عريقات أن هذه المناورات روتينية ومنذ العام 2001 مع الولاياتالمتحدة، ولكن في هذا الوقت تم إدراج هذه المناورات أكثر من أي وقت مضى، لأن إسرائيل تريد أن ترسل رسائل للجبهة الممتدة من طهران وحتى جنوبلبنان، لتقول أن الأمريكان موجودون وسيدعمون "إسرائيل" في أي حرب قادمة. وخاصة في مجال الدفاع عن سماء فلسطينالمحتلة من الصواريخ التي ستطلق يوميًا من 1000 صاروخ فأكثر. وتابع، أن الرسائل والصوت العالي من قبل إسرائيل هو الذي برز هذا العام، ولكن هي مناورات روتينية، والهدف منها رسائل للجميع. ولم يستبعد اللواء عريقات أن تستغل "إسرائيل" ظروف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لارتكاب حماقة؛ مستدركًا أن "إسرائيل" أيضًا تدرك أن الحليف لا يدعمها بالمطلق كما كان في السابق، وإنما يدعمها وهي منتصرة، وليس وهي في حالة فشل. وأشار إلى أن إسرائيل في الاعتداء الأخير على غزة عام 2014، حاولت "إسرائيل" أن تزج بالولاياتالمتحدة في معمعة العدوان، ولكن الولايات ترددت لأن "إسرائيل" فشلت في تحقيق الإنجازات. فبالتالي إسرائيل تدعم من قبل حلفائها حينما تكون منتصرة وقادرة على تحقيق إنجازات، ولكن حينما تكون مهزومة وفاشلة فالموضوع مختلف. وحول الجدران التي تبنيها إسرائيل على أكثر من محور وأهدافها، رأى اللواء عريقات أن "إسرائيل" الآن تتجه نحو الدفاع السلبي أكثر من الدفاع الإيجابي، لأنها تدرك تمامًا أن إمكانية الجيش الإسرائيلي لم تعد كما كانت في السابق، ولم تعد قوة الردع كما كانت في السابق، بالتالي أثرت على المعنويات وخاصة أن تقرير مراقب الدولة وتقرير لجنة الأمن والخارجية في الكنيست تحدثوا عن قوة الردع، وأنها لم تتعاف بعد وأن الجبهة الداخلية ستتعرض لنكسات وغير مهيأة لخوض حرب، وبالتالي هم بحاجة إلى تعزيز معنويات الجبهات الداخلية التي لا تثق بقدرات الجيش الإسرائيلي كثيرًا، هذا من جانب. من جهة أخرى تراجع أداء الجيش الإسرائيلي للخلف بالفعل، وأن وزير الحرب ليبرمان عندما يتحدث أن الجيش في الحروب القادمة سيعتمد على الصواريخ أكثر من اعتماده على سلاح الجو والطائرات الحربية خشية وقوع طيارين في الأسر، أو خشية من سقوط طائرات، هذا دفاع سلبي وليس إيجابيا. لافتًا إلى أن "إسرائيل" كانت تتحدث عن هجوم وليس عن الدفاع، ولكن في الآونة الأخيرة حتى في المناورات الأخيرة هي تبرز الدور الأمريكي لكي يكونوا دروعا بشرية معها، وهذه عوامل الضعف تريد أن تعوضها من خلال الحديث في مواضيع أخرى. وحيال إمكانية إبرام صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال، رأى عريقات أن أي صفقة تبادل للأسرى، بتقديري هي خاضعة لحسابات إسرائيلية داخلية من جانب، ومن جانب آخر هل تستطيع "إسرائيل" أن تقدم للفلسطينيين طلباتهم؟، وهل يمكن أن يكون هناك قبول للمطالب الفلسطينية؟ وقال: "بتقديري هناك صراع داخل القيادة الإسرائيلية، ونتنياهو لن يستطيع الصمود مستقبلا أكثر من الآن فيما لو لم يقدم تنازلات".