أكدت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين، ثانى أكبر فصائل المقاومة فى قطاع غزة، عدم إلقاء السلاح أو تخليها عن المقاومة المسلحة فى مواجهة العدو الإسرائيلى، مشددة على أن السلاح هو الوحيد القادر على لجم العدو الإسرائيلى ضد مواصلة عمليات قتل الشعب الفسطينى. وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس، ردا على ما ذكرته إسرائيل عن توافق فلسطينى على المقاومة الشعبية والتخلى عن المسلحة "إننا مع استخدام جميع وسائل مقاومة العدو الإسرائيلي، لكن لاينبغى على الإطلاق تغييب سلاح المقاومة"، وتساءل "ماذا ستفعل مسيرة سلمية أمام صواريخ طائرات إسرائيل أف 16 والأباتشى والاستطلاع". وأشار إلى أن من يريد تطبيق خيار المقاومة الشعبية فعليه أن ينفذ ذلك، منبها إلى أنه تم استخدام سلاح "المقاومة الشعبية" من قبل أكثر من مرة لكنه زاد العدو الإسرائيلى "غطرسة" ونفذ عمليات اغتيال واسعة مجددا تأكيده بضرورة عدم التخلى عن المقاومة المسلحة. وقال "إن تصدر السرايا لقائمة عمليات المقاومة خلال العام المنصرم يؤكد من جديد على إصرارنا وعزمنا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة". وحول أسباب كشف سرايا القدس عن راجمات الصواريخ المتحركة ما أحدث دويا كبيرا لدى إسرائيل واعتبرته تقدما فى سلاح المقاومة، قال الناطق باسم سرايا القدس "إننا قصدنا من وراء ذلك توجيه رسالة إلى العدو الإسرائيلى ليعلم أن هناك خطا أحمر لا يمكن تخطية وأن المقاومة قادرة على أن تضرب فى العمق". وكشفت سرايا القدس عن راجمات متحركة فوق عربات ذات دفع رباعى، الأمر الذى أقلق إسرائيل واعتبرته تطورا هو الأول من نوعه فى تاريخ المقاومة الفلسطينية. وعن مدى استفزاز إسرائيل بالكشف عن هذا السلاح، قال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس "إن إسرائيل لا تحتاج إلى استفزاز فهى تغتال الفلسطينيين صباحا ومساء دون إبداء الأسباب". وعما زعمته إسرائيل عن دخول أسلحة ثقيلة إلى قطاع غزة تم تهريبها من ليبيا، قال أبو أحمد "إن هذه الادعاءات تأتى من باب التحريض على المقاومة الفلسطينية فالجميع يعلم صعوبة إدخال أسلحة لقطاع غزة"، مشيرا إلى أن إسرائيل بهذا الحديث تهدف إلى خلق رأى عام معاد للمقاومة، وتبرير عمليات قتل المقاومين، والاعتداء على الشعب الفلسطينى بأحدث الأسلحة. وأكد حق المقاومة فى الحصول على الإمكانيات والقدرات العسكرية التى تمكنها من مواجهة القدرة العسكرية الضخمة التى يملكها العدو ويحاول من خلالها قهر الشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة. وردا على استهداف إسرائيل لناشطين فى جماعات صغيرة بغزة مؤخرا، قال "إن الأمر واضح فالعدو أراد تصعيدا محدودا فاستهدف جماعات مسلحة صغيرة متشددة، وربما أراد من وراء ذلك أن يجر الفصائل الكبرى للرد باستفزازها من خلال هذه العمليات وتعطيل المصالحة"، مضيفا أنه لو أراد تصعيدا أكبر لاستهدف فصائل أكبر، لكنها قد تكون مقدمة لتصعيد ضد قطاع غزة. ونوه بأن عدد شهداء سرايا القدس خلال عام 2011 بلغ 29 شهيدا نتيجة لعمليات استهداف إسرائيلية فى قطاع غزة.واغتالت إسرائيل خلال الأسبوع الماضى اثنين من الناشطين فى جماعات سلفية محدودة النشاط والانتشار فى قطاع غزة. وحول التهديدات المتتالية من قيادات فى الجيش الإسرائيلى بقرب شن حملة واسعة على قطاع غزة، استبعد الناطق باسم سرايا القدس حدوث ذلك، موضحا أن وضع إسرائيل الداخلى لا يسمح بذلك حاليا، وقال "إن مجرد إطلاق صاروخ من قطاع غزة يحدث ارتباكا فى جبهته الداخلية الهشة، كما أن الأوضاع فى أمريكا لن تساعدها بخلاف أن التطورات فى المنطقة وثورات الربيع العربى لن تسمح أيضا بذلك". وقال أبو أحمد الناطق، باسم سرايا القدس إن الوحدات العسكرية لسرايا القدس أطلقت على المستوطنات الإسرائيلية: "المحاذية للحدود مع غزة فى عام 2011 نحو 226 صاروخا وقذيفة، من بينها 59 صاروخ جراد، و39 صاروخ قدس، و98 قذيفة هاون، و30 صاروخ طراز 107 كما أصابت العشرات ودمرت العديد من المنازل. وحذر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس من شن حملة عسكرية على قطاع غزة، فى حال استمرار سقوط الصواريخ على المدن والبلدات المحاذية للقطاع، مؤكدا أن الحرب على القطاع باتت مسألة وقت. وقال "إن هذه التقديرات لن تدعنا نركن إلى الهدوء"، مؤكدا على الجاهزية التامة للمقاومة الفلسطينية للرد على أى اعتداء رغم قلة إمكانياتها.وأضاف "أن قدر الشعب الفلسطينى وفى المقدمة منه المقاومة أن يبقى على خط النار فى مواجهة عدو لا يرحم ولا يلتزم بعهوده ومواثيقه، وهذا يفرض علينا أن نبقى على استعداد تام للتعامل مع أى طارئ وللتصدى لأى عدوان". وعن تقديره لرد الفعل الإسرائيلى على الإعلان إيران عن تطور قدراتها العسكرية، قال إنه من خلال التصريحات حول هذا الأمر نرى أن إسرائيل منزعجة جدا لهذا الأمر، وليس هى فقط بل أمريكا أيضا، مضيفا أن هناك تهديدات متواصلة من إسرائيل بضرب إيران فمن حقها وحق أى دولة مستهدفة أن تحصن نفسها، وما تفعله إيران نتمنى أن تفعله جميع الدول حتى تقف فى وجه العدوان الإسرائيلى الأمريكى إذا فكر فى إلحاق أى أذى بها.