«نيويورك تايمز»: إسرائيل«القلقة» تتأهب للحرب «وورلد تريبيون»: جيش الاحتلال يعانى عجزا بشريا هو الأكبر منذ 30 عاما «ليبرمان» يحذر من قدرة حزب الله وحماس على استهداف «إسرائيل» بالصواريخ محلل صهيونى: الغارات على سوريا سببها وجود مصلحة مشتركة ل«إسرائيل» والمتمردين عسكرى «إسرئيلى: أيةمواجهة ستغيّر وضعنا إلى الأسوأ.. وجبهتنا الداخلية غير جاهزة للحرب خالد البطش: «إسرائيل» مستفيدة من التشرذم العربى.. وتسعى لتفكيك الجيوش وحرمان إيران من قوتها ومصادرة الحق الفلسطينى يجمع الكثير من المحللين أن المناورات العسكرية التى شرع بها الجيش الإسرائيلى تعكس حالة التخبط التى تعيشها تل أبيب حيال تطورات الأحداث فى سوريا، وانعدام موقف موحد من المخاطر المحدقة والمتفاعلة على الجبهة الشمالية، مع تباين المواقف من بقاء نظام بشار الأسد، وشبه الإجماع على ضرورة رد الاعتبار واستعادة قوة الردع مقابل حزب الله اللبنانى. وبحسب هؤلاء فإن القيادة السياسية فى «إسرائيل» -التى تلتزم الصمت- تراهن على نجاح وتثبيت حالة الاستنزاف على الجبهة فى الجولان، فيما تواصل القيادة العسكرية حالة التأهب وتعزيز جاهزية القوات وإعادة انتشار الجيش فى الجولان بشكل غير مسبوق منذ اتفاق فصل القوات ووقف إطلاق النار عام 1974. فى المقابل يرى محللون آخرون أن المناورات العسكرية الحالية فى الجولان واستدعاء ألفى جندى من المشاة والاحتياط،وهى جزء لا يتجزأ من فحص جاهزية الجيش الإسرائيلى وتدريباته على مدار العام، وذلك تحسبا لأى طارئ أو تطور عسكرى من كافة الجبهات مع إسرائيل، غير أن توقيت هذه التدريبات وتزامنها مع حساسية وسخونة الأحداث فى سوريا وإعادة انتشار حزب الله فى الجنوب اللبنانى يمنحها هذا الاهتمام من قبل وسائل الإعلام. دوامة وتخبط وبدوره يعزو الصحفى «يواف شطيرن» صمت القيادات السياسية الإسرائيلية وتوخيها الحذر من الإدلاء بأى تصريحات جوهرية حيال تطورات الأحداث فى سوريا والتوتر على الجبهة الشمالية- إلى عدم وجود سيناريوهات محددة بشأن كيفية التعامل مع الملف السورى فى ظل ترسخ قناعات بأن «إسرائيل» ستكون الخاسر الكبير من تداعيات الأحداث وما ستفرزه من نتائج ووقائع على الأرض. وقال«شطيرن» إنه فى ظل تطورات الأحداث فى سوريا فإن إسرائيل تواجه أكبر معضلة، وتعيش بدوامة، إذ إنها تراقب وترصد وتتابع عن كثب ما يجرى ميدانيا دون أن يكون بمقدورها التأثير فى سير المعارك هناك، كما أن قناعتها قائمة على أن الهدوء الذى ظلت تتمتع به الحدود الشمالية طوال 45 عاما لن يكون على هذه الحالة عند سقوط نظام الأسد. ووفقا ل«شطيرن» فإنه لا يمكن اعتبار المناورات الأخيرة توطئة للحرب على سوريا، لأن الجيش النظامى السورى لم يعد يشكل خطرا على إسرائيل، موضحا أن مبعث قلق إسرائيل هو وصول الأسلحة الكيميائية إلى حزب الله، وأضاف أنه «رغم الهدوء على الجبهة مع لبنان منذ عام 2006، فإن هذه الجبهة موجودة على فوهة البركان، فإسرائيل-كما حزب الله- على أهبة الاستعداد للمواجهة، ولديهما سيناريوهات جاهزة فى (الدرج) للمواجهة والحرب بكل لحظة». نوايا إسرائيلية وذهب الباحث الميدانى فى المؤسسة العربية لحقوق الإنسان «المرصد» فى الجولان، سلمان فخر الدين، لتفسير التحركات الإسرائيلية الأخيرة على أنها تعبير عن انزعاج «إسرائيل»، وشعورها بالضغط لانعدام دور لها فى سوريا، وأنها لذلك تسعى لفرض سيادتها على الساحة السياسية العالمية المؤثرة فيها، وبذلك فلا مجال لإغفال نواياها ومخططاتها للشروع بحرب إذا سنحت الظروف الدولية من خلال التوغل فيها، أو توجيه ضربة عسكرية إلى حزب الله اللبنانى مستغلة تراجع شعبيته وانتشار قواته وانشغالها بجبهات أخرى. ولا يستبعد «فخر الدين» أنه إذا طالت دائرة الأحداث والحرب بسوريا وتفككت الدولة وسقط نظام الأسد وعمت الفوضى؛ أن تلجأ «إسرائيل» لاحتلال ما تبقى من الجولان واحتلال مثلث حوران لفرض وقائع جديدة على الأرض للتفاوض عليها فى المستقبل، مرجحا أنه إذا توغلت إسرائيل فى سوريا فإنها ستواصل الزحف حتى الحدود مع العراق. وبرأى «فخر الدين» فإن «إسرائيل» تعتبر مبادرات السلام المطروحة فرصة لكسب الوقت والمراوغة إلى حين تهيئة الظروف والأجواء العالمية التى تسمح لها بالحرب أو تنفيذ اجتياح عسكرى، خصوصا أن إسرائيل تعتبر العالم العربى الرجل المريض وتستغل كل فرصة لنهب ثرواته وتنفيذ مشروعها الاستعمارى، وذلك فى ظل غياب مشروع عربى حقيقى وجدى للتصدى لها. الجبهة الداخلية جزء من المعركة وفى هذا السياق، يؤكد الخبير بالشئون الإسرائيلية أكرم عطا الله أن التدريبات العسكرية التى تجريها إسرائيل تأتى بعدما أدركت تماما -خصوصا بعد عدوانها على لبنان عام 2006- أن جبهتها الداخلية أصبحت جزءا من المعركة، فضلا عن إخفاقاتها فى العدوان على لبنان. وما لحق بجبهتها الداخلية جعلها تنتبه إلى أنها بحاجة إلى إجراء مثل هذه المناورات. وأشار عطا الله، فى تصريح له، إلى أن كثيرا من المسئولين الإسرائيليين تحدثوا كثيرا عن حالة الضعف التى تعيشها الجبهة الداخلية الإسرائيلية، منهم ميتان فلنائى وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلية عندما قال: «لم يبق وادٍ فى إسرائيل إلا وتصله الصواريخ». ويوضح عطا الله أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أصبحت جزءا من حروب إسرائيل، مشيرا إلى أنها تمرينات دائمة سنوية ودورية؛ إذ إن إسرائيل تسعى إلى أن تكون الجبهة الداخلية مؤهلة لخوض الحرب فى أى لحظة بجانب القوات الإسرائيلية. ويلفت الخبير بالشئون الإسرائيلية إلى أن منسوب الحرب منخفض فى الوقت الحالى قياسا بالشهر الماضى؛ إذ يتضح أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، أظهرت الأضواء الحمر لكل الدول الكبرى باعتبار أن المنطقة إذا تُركت يمكن أن تذهب إلى حريق كبير لا يمكن وقفه. ويشدد عطا الله على أن «التدخل الروسى مع التنسيق الأمريكى خفض منسوب الحرب. وهذا لا يعنى أن إسرائيل ستكف وتلتزم بما تقره الدول العظمى؛ هى تريد أن تدفع كل العالم إلى الهجوم على إيران وسوريا وحزب الله، ولكن يبدو أن العالم أكثر حرصا من الذهاب نحو المغامرات الإسرائيلية». يشار إلى أن التدريبات كان يفترض أن تجرى قبل ثلاثة أسابيع، لكن أُجّلت عقب الهجمات التى نفذها سلاح الجو الإسرائيلى على مواقع فى سوريا، وارتأت إسرائيل التأجيل لتفادى بث رسالة بأنها تستعد لحرب. جبهة عربية وإسلامية ضعيفة فى المقابل، يرى القيادى فى حركة «الجهاد الإسلامى» خالد البطش أن الاستعدادات والتدريبات الإسرائيلية المستمرة داخل إسرائيل، تقابلها جبهة عربية إسلامية متفككة وضعيفة، لافتا إلى أن إسرائيل تسعى بهذه التدريبات والمحاولات إلى استعادة قوة الردع والهيبة التى فقدتها خلال حرب يوليو 2006 على لبنان، والحرب الأخيرة على قطاع غزة. ويلفت البطش إلى أن إسرائيل يمكن أن تقدم فى هذه المرحلة على شن عدوان كبير يستهدف غزة، وربما لبنان ويمتد إلى إيران وسوريا، لكنه يؤكد ضرورة مواجهة إسرائيل والدعم الأمريكى لها، عبر ساحة عربية إسلامية موحدة فى الموقف والقرار. ويضيف البطش: «إسرائيل تريد أن تفرض واقعا على الأمة العربية، وهى مستفيدة من حالة التفكك والشرذمة باتجاه تحقيق أهدافها المرجوة والمطلوبة، وفى مقدمتها تفكيك الجيوش، وأبرزها منع إيران من أن تكون دولة قوية، ومصادرة الحق الفلسطينى». الرعب الإسرائيلى رصدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية استعداد إسرائيل التى وصفتها ب«القلقة» من المستجدات الأخيرة بالمنطقة، للحرب باعتبارها أسوأ السيناريوهات المطروحة. وأشارت فى تعليق على موقعها الإلكترونى، إلى قول عمير إيشيل قائد القوات الجوية الإسرائيلية قبل أسبوع: «نشهد هذه الأيام سيناريوهات قد تقود إلى حرب مفاجئة»، موضحة أن سيناريو «صوملة» سوريا الذى يراه الدبلوماسيون الإسرائيليون والعرب على السواء أمرا ممكنا، قد يضع إسرائيل وحزمة جديدة من التحديات الأمنية وجها لوجه. ونوهت الصحيفة بأنه لم يمض يوم على مدار الأسابيع الأخيرة دون طرح خيار الحرب على طاولة نقاش القادة فى إسرائيل، على الرغم من حرصها على ألا تُستدرَج إلى ساحة الاضطراب السورية. وأشارت إلى وضوح الموقف الإسرائيلى إزاء المشهد؛ فتل أبيب -حسب الصحيفة- لن تسمح بوقوع أسلحة من شأنها تغيير موازين القوى فى الأيادى الخطأ، كما لن تسمح لسوريا بإرسال أسلحة كيميائية إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية. ولن تسمح كذلك بحصول سوريا على أنظمة صواريخ تجعل من الصعب على إسرائيل مستقبلا الدفاع عن نفسها عند تعرضها للعدوان. ورصدت «نيويورك تايمز» فى هذا السياق قصف طائرات حربية إسرائيلية فى وقت سابق من الشهر الجارى، أهدافا سورية للحيلولة دون وصول صواريخ إيرانية إلى «حزب الله». ورأت أنه فى ظل هجمات إسرائيل وتعهداتها «بالتعامل بحزم» لتحقيق أهدافها، كان من الصعب تفادى تصعيد من الجانب الآخر ولو بالوعيد والتهديد الخطابى، مشيرة إلى تهديدات سوريا باستخدام صورايخ ضد إسرائيل، بالإضافة إلى تهديد جماعة «حزب الله» بتدشين «حملة مقاومة شعبية» فى مرتفعات الجولان السورية المحتلة كما فى الجنوب اللبنانى، وهو ما استتبع تصعيدا من جانب إسرائيل فى نبرة تهديدها. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن البروفيسور إيال زيسر من جامعة تل أبيب قوله: «إن إسرائيل تريد أن تجمع بين أكل الكعكة والإبقاء عليها كاملة غير منقوصة فى الوقت نفسه؛ فالحكومة الإسرائيلية تريد مهاجمة منشآت وقوافل سورية عندما ترى ذلك ضروريا، وفى الوقت ذاته، تتوخى الحيلولة دون اشتعال فتيل الحرب». وقالت «نيويورك تايمز» إن على قادة إسرائيل أن يُطلعوا شعبهم على الحقيقة؛ فالحرب على سوريا ليست تفضيلا بين أمرين أحدهما جيد والآخر سيئ، بل هى اختيار أمر سيئ هو الحرب بديلا عن السماح لأعدائها بالحصول على أسلحة جديدة. واختتمت الصحيفة تعليقها بقول أحد العاملين السابقين بقوات حفظ السلام فى لبنان: «إن استمرار الحال الراهنة من التصعيدات يجعل من الصعب وصف نشوب حرب بالأمر المفاجئ». عجز الجيش الصهيونى ذكرت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلى يعانى عجزا بالقوى البشرية يعد هو الأكبر على مدار ثلاثة عقود مضت. ونقلت الصحيفة الأمريكية -فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى- عن رئيس وحدة التخطيط بجيش الاحتلال الجنرال نيمرود شيفير قوله: «إن الوحدات أقل من نصف قوتها التى كانت عليها منذ 30 عاما مضت»، محذرا من أن الجيش الإسرائيلى يعانى تناقص قواته الفعلية العاملة بتزايد اعتماده على جنود الاحتياط، مشيرا إلى أن 70% من إجمالى عدد الجنود العسكريين بالجيش الإسرائيلى، جنود احتياط يفتقدون الخبرة والتدريب بالمقارنة بالقوات العاملة على الأرض. وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى أن «عدد الجنود بالجيش فى تضاؤل، ونشعر بذلك الإحساس يوميا»، محذرا من أن الجيش الإسرائيلى يعانى عجزا فى جبهات رئيسية كالدفاع الصاروخى والحرب الإلكترونية. وكشفت الصحيفة النقاب عن أن الكيان الإسرائيلى شن على مدار العام الماضى حملة لتجنيد اليهود الأرثوذكس الذين أجَّل كثير منهم الالتحاق بفترة التجنيد، بسبب دراسة اللاهوتية فى المعاهد الدينية، بيد أن هذه الحملة فشلت؛ نظرا إلى الاقتطاعات فى ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية من جهة وتصدى الحاخامات لها من جهة أخرى. وفى سياق متصل، ادعى قائد أركان الجيش الإسرائيلى «بنى جانتس» عدم وجود نوايا لدى قيادة الجيش لتغيير تعليمات إطلاق النار فى مناطق الضفة الغربية؛ وذلك فى معرض رده على تساؤلات طرحتها عضوة الكنيست من حزب «ميرتس» زهافا جالون. وجاءت تصريحات جانتس، الثلاثاء الماضى، خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست؛ إذ سألت «جالون» عما يدور من حديث عن نية الجيش إعطاء تعليمات جديدة لإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين فى الضفة الغربية. وفى جوابه قال «جانتس» إنه لا نوايا لتغيير السياسة القديمة، معتبرا إصدار تعليمات جديدة للجيش -وفقا لمطالبات طرحها قادة سابقون فى الجيش والمستوطنين- سوف تسبب تدهور الأوضاع فى الضفة الغربية ما سيؤدى إلى فقدان السيطرة. واستعرض جانتس أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، تداعيات وانعكاسات التقليص المقترح فى ميزانية الجيش. وقال «جانتس» فى مستهل الجلسة، إن جيش الاحتلال يعمل على مسارين لمواجهة التحديات الحالية، أولهما يتمثل فى تفعيل قوات عملياتية فى جبهات مختلفة إزاء الأحداث والتطورات، والآخر يتمثل فى بناء قوة الجيش للمدى البعيد مع مراعاة القيود التى تفرضها الميزانية. بدوره قال رئيس اللجنة «أفيجدور ليبرمان» أن المحور الراديكالى فى المنطقة قد تجاوز فى الآونة الأخيرة جميع الخطوط الحمراء، مشيرا إلى أبعاد الأزمة السورية. وحذر «ليبرمان» من قدرة حزب الله وحماس على استهداف إسرائيل بالصواريخ قائلا: «يجب الرد الملائم على ذلك»، كما حذر من مساعى إيران إلى امتلاك قنبلة نووية، معربا عن أمله أن تتخذ إسرائيل القرارات الصحيحة بهذا الشأن. مخاوف من سوريا وحزب الله كما قال المحلل العسكرى الصهيونى فى القناة الثانية «الإسرائيلية» رونى أدنيل؛ إن «لدى حزب الله ترسانة صواريخ ضخمة ومرعبة تمكنه فى أى وقت من أن يشن الحرب على الأراضى الإسرائيلية وإرعاب جبهتنا الداخلية»، وفق تعبيره. وأضاف أدنيل أنه «لدى حزب الله 100 ألف صاروخ تقريبا قادرة على إصابة أى نقطة فى إسرائيل بدقة، وهذا يعنى سقوط إسرائيل استراتيجيا تحت نيران صواريخ حسن نصر الله»، وفق قوله. واستطرد أدنيل قائلا: «يجب علينا فعل شىء. هذه الصواريخ خطر جدّى علينا، وكل مشاريعنا الرامية إلى تدمير هذه الترسانة غير مجدية حاليا، جيب وقف أى تهديد للأراضى الإسرائيلية والجبهة الداخلية فى أى حرب مقبلة؛ فحزب الله ليس الوحيد القادر على تهديدنا. يجب أن لا ننسى سوريا وإيران والمنظمات الإرهابية داخل غزة»، وأضاف: «إذا كان حزب الله وحده قادرا على إمطارنا بهذه الكميّة من الصواريخ، فماذا عن إيران وسوريا اللتين تمتلكان ترسانة أكبر من الصواريخ؟!». فيما قال محلل الشئون العربية فى صحيفة «هآارتس» الإسرائيلية تسفاى برئيل؛ إن «الغارات الإسرائيلية فى سوريا تشير إلى مصلحة مشتركة لإسرائيل والمتمردين»، وإن «إسرائيل قد توسع عملياتها الجوية فى سوريا من أجل منح مظلة لحماية المتمردين أيضا». وتساءل برئيل عما إذا كان «بإمكان إسرائيل -عند مطالبتها بتنفيذ ذلك- أن توسع عملياتها الجوية فى سوريا، تحت غطاء منع تسرب أسلحة إلى حزب الله أو إلى التنظيمات الأخرى، أو كمظلة جوية للدفاع عن القوات المتمردة». واعتبر أن «حلا كهذا قد يكون مريحا للولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا، التى ليست مستعدة للتدخل عسكريا دون موافقة دولية واسعة. وقد تجعل إسرائيل النظام السورى والمعارضة يعتادون على وضع جديد تتعامل فيه إسرائيل مع سوريا كمنطقة نشاط شرعى لعملياتها، مثلما تفعل فى لبنان». وحذّر برئيل من أن «تدخلا إسرائيليا كهذا من شأنه أن يمنح تدخل إيران وحزب الله فى القتال الدائر بسوريا الشرعية، حتى إنه قد يفتح جبهة أخرى من جهة لبنان». من جانبه، قال المحلل العسكرى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أليكس فيشمان؛ إن «الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية». من جهته، رأى مدير مركز الحوار الاستراتيجى فى مدينة نتانيا والباحث فى القدرات الصاروخية والدفاعية «رءوفين بدهتسور»؛ أن ما ورد من مواقف وتهديدات على لسان الأمين العام لحزب الله، لا يشذ كثيرا عن الكلام المعهود الذى يصدر عنه. ورأى بدهتسور، فى حديث إلى القناة العاشرة، أن إسرائيل تعلم «وإن لم يكن بدقة كاملة»، أن لدى حزب الله أكثر من خمسين ألف صاروخ، «وتعلم بأن حزب الله قادر على استهداف أى نقطة فى إسرائيل. وهذا ما كرره نصر الله فى كلامه الأخير»، لكن ما يجب التوقف عنده -حسب بدهتسور- «هو الجديد الوارد على لسانه (نصر الله)، الذى يجب علينا جميعا أن نصدقه كما ورد تماما؛ أى أنهم لا يملكون رءوسا كيميائية تركب على الصواريخ، وهذا صحيح ومنطقى. وأقول إن نصر الله يصدق حين يؤكد أنه لا حاجة لحزب الله إلى استخدام سلاح كيميائى». وحذر من أى مواجهة أو حرب ضد حزب الله؛ لأن «أى مواجهة ستغيّر وضع إسرائيل نحو الأسوأ؛ إذ لا تتعلق الحرب المقبلة ببضعة آلاف من الصواريخ. هذه المرة -وعلى خلاف حرب عام 2006- ستتساقط الصواريخ بكميات كبيرة جدا، وبكثافة غير مسبوقة»، وأوضح أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة للحرب؛ إذ ليس لدى إسرائيل دفاع حقيقى. علينا أن نتواضع ونخفف كثيرا من الحماسة الزائدة بشأن الوهم المتمثل فى منظومة القبة الحديدية. عندما تندلع الحرب فإن كل هذه المنظومات -على قلتها العددية التى تبلغ أربعا فقط- ستنصب للدفاع عن القواعد العسكرية. أما التجمعات السكانية فستكون بدون حماية»، مؤكدا أنه خلال يومين فقط من بدء الحرب، ومن تساقط الصواريخ، لن يبقى لدى الجيش الإسرائيلى مخزون صاروخى لهذه المنظومة؛ لأن كل مخزونها من الصواريخ الاعتراضية سينفد سريعا.