يعانى أهالى قرية الترامسة، غرب النيل بمحافظة قنا، من تراكم أكوام القمامة المحيطة بمنطقة الجبل، حيث ينتج عنها بعد حرقها العديد من الغازات الضارة. من جانبه، أكد محمد سليمان، من أهالى القرية، أن سيارات نقل القمامة التابعة لمجلس مدينة قنا تقوم بتجميع القمامة فى ذلك المكان، ويأتى بعدها عدد من الصبية فى منتصف الليل ويقومون بجمع الخردوات والزجاجات الفارغة من داخل تلك الأكوام لبيعها، ثم يقومون بإشعال النيران فيها. وأضاف، أن الرياح الشديدة تقوم بنقل تلك الأدخنة المنبعثة من الحرائق وما تحمله من روائح لتنزل به على منازل وشوارع القرية مما تسبب فى حدوث أمراض مزمنة كالحساسية وضعف البصر. كما أشار، سيد محمد، إلى أنه بجانب أكوام القمامة اليومية التى تعودنا عليها وروائحها الكريهة، توجد مشكلة أكبر وهى نزول الذئاب المفترسة والكلاب الضالة من سلاسل الجبال الغربية إلى تلك المنطقة لتأكل الحيوانات النافقة وهو ما نخشى فيه على أطفالنا الذين يخرجون من المعهد الابتدائى الأزهرى الموجود بالقرب من تلك المحرقة. وتساءل محمود سيد، لما لم يسمع المسئولون بالمحافظة إلى شكوانا اليومية فهل نحن نطلب المستحيل؟، كل ما نرجوه هو أن يتم نقل مقلب القمامة من تلك المنطقة إلى جبال الصحراء الشرقية التى لا يسكنها أحد، كما استنكر كلام المسئولين الذين وعدوهم عدة مرات بأنه سيتم ترحيل مقالب القمامة إلى مسافة أبعد قليلا قائلا: "إن سرعة الرياح تأتى من الناحية الغربية للنيل فمهما بعدت المسافة فإن الأزمة لن تحل". وأضاف عدد من الأهالى أنهم استخدموا كل الطرق السلمية حتى يسمع المسئولون صوتهم فى إنهاء تلك الكارثة والتى تهدد حياة الأطفال والشيوخ بالقرية، مهددين أنهم سيلجأون لقطع الطرق السريعة فى حين عدم الاستجابة لمطالبهم. وفى نفس السياق، أشار اللواء عادل لبيب محافظ قنا إلى أن مشكلة أهالى القرية لا تتمثل فى القمامة، لكن هم يريدون تسوية هذه الأرض وتنظيفها ليضعوا أيديهم عليها وهى تابعة لأملاك الدولة ولن نسمح بذلك، فى المقابل نفى حسين العزاز كلام المحافظ قائلا: إن كان وصل إليه أننا نريد الاستيلاء على تلك الأراضى، فنطالبه بتسوية تلك المنطقة وأحاطتها بسور.
أما على الجانب الطبى فأكد لنا مصدر مسئول بمديرية الصحة بقنا، أن حرق النفايات ضار جدًا على الإنسان، نظرا لأن الدخان المنبعث من حرق النفايات يحمل غازات مختلفة وجُزيئات قابلة للاستنشاق تحتوى على مواد سامة.