سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«هوس التنقيب عن الآثار في الجيزة».. مصرع عامل داخل حفرة في أكتوبر.. مفتش آثار يتزعم عصابة للحفر.. ومصدر أمني: كشف حيل المتهمين ونشر أكمنة ودوريات أمنية لضبطهم
تظل الآثار المصرية ثروة قومية لا تقدر بثمن، كونها دليلا موثقا للعالم على عظمة المصريين وحضارتهم، إلا أن حلم الثراء السريع لا يقف عند قيم أو مبادئ، فيلهث أصحابه خلف المال وحده أملا في الوصول إلى ثروات طائلة ولو على حساب تاريخ وطن، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى رفع حالة التأهب وتدقيق التحريات وصولا إلى المتورطين في التنقيب عن الآثار. تنقيب غير شرعى وفي الآونة الأخيرة شهدت محافظة الجيزة العديد من عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار بطريقة غير مشروعة، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى رفع ملاحقة المتهمين بالتنقيب عن الآثار من خلال مأموريات أمنية، أسقطت عددًا غير قليل منهم، ففى منتصف الشهر الجارى تم ضبط عامل لتنقيبه عن الآثار داخل مسكنه بمنطقة أوسيم، بعدما أوهمه عدد من الأشخاص بوجود شواهد أثرية أسفل منزله. كما تم ضبط 4 أشخاص أثناء تنقيبهم عن الآثار بمنطقة قطب الرجال الأثرية جنوب منطقة سقارة الأثرية، عقب قيامهم بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات الأمنية أثناء ضبطهم. ابني بيتك وفى منطقة أكتوبر قام عاطل بالتنقيب عن الآثار أسفل أحد المنازل، ووصل عمق الحفر إلى 20 مترًا تحت الأرض، مما أدى لانهيار المنزل عليه ولقي مصرعه دون أن يتمكن رجال الحماية المدنية من إنقاذه. مفتش الآثار حتى المعنيين بالآثار أنفسهم لم يسلموا من هوس الثراء السريع بها، وبدلا من أن يكونوا مساهمين في حمايتها تورط أحدهم من مفتشي الآثار في تزعم تشكيل عصابي مكون من 9 أشخاص للتنقيب عن الآثار بمنطقة صحراء هرم سيتى بمدينة أكتوبر، إلا أنهم سقطوا في قبضة رجال الأمن. الحملات الأمنية وفي هذا الصدد يشير مصدر أمني بإدارة شرطة السياحة والآثار بالجيزة إلى أن الإدارة شنت خلال الفترة الأخيرة حملات أمنية مكبرة بنطاق المحافظة لضبط أي متهمين يحاولون التنقيب عن الآثار خصوصًا في المناطق الموجود بها تبات أو تلال عالية، حيث يعتقد المتهمون بوجود آثار أسفلها. أبرز أماكن التنقيب وأوضح المصدر أن عمليات التنقيب عن الآثار تكثر بجوار المنطقة الأثرية بالهرم والظهير الصحراوي؛ وذلك لاعتقاد المتهمين أنهم يقعون بالقرب من الأهرامات، وبالتالي يمكنهم عن الطريق الحفر العميق الوصول إلى الكنوز الأثرية، وكذلك بالمنطقة الصحراوية في أبوصير بمنطقة البدرشين وسقارة وكفر الجبل ونزلة السمان، وميت رهينة والعزيزية. وتابع المصدر: «تكثر عمليات الحفر والتنقيب داخل المساكن والبيوت، كونها أماكن خاصة ومغلقة على المتهمين، ولا تقتصر عمليات الحفر على تلك المناطق، فقد تنتشر أحيانا في منشأة القناطر وأكتوبر». أدوات بدائية وأكد المصدر، أن المأموريات الأمنية لرجال المباحث ترصد مدى بدائية الأدوات التي يستخدمها المنقبون غير الشرعيين عن الآثار، حيث يستخدمون فأس وكوريك، وأحيانا الدقاق الثقيل، ويحددون الهدف الذي يريدون الوصول إليه، فإما أن يكون الحفر عميقًا أو عبارة عن حفرة متوسطة الطول في نهايتها سرداب يستكملون منه الحفر، كما يستخدمون كشافات إضاءة أثناء عمليات الحفر والتنقيب. المياه الجوفية ويضيف المصدر، كما يواجه بعض المتهمين مشكلة وجود المياه الجوفية عند الحفر فيستخدمون مواتير كهربائية لشفط تلك المياه لاستمرار عمليات الحفر والتنقيب، التي غالبا تنتهي إما بالعثور على قطع أثرية أو عدم عثورهم على شيء. تطور السلوك الإجرامي ونوه المصدر الأمني إلى أن المأموريات الأمنية أظهرت مدى تطور السلوك الإجرامي للمتهمين، حيث كانوا في البداية يقومون بالحفر تباعا، أما الآن فيقومون بعمل أغطية من البلاستيك أو الصاج أو كتل خرسانية لتبطين الحفر بها، حتى لا ينهال التراب عليهم، ويبدو أنهم أخذوا درسا من حادث التنقيب الشهير عام 2009، والذي كون فيه 16 متهما تشكيلا عصابيا، ونقبوا عن الآثار داخل مسكن بائع متجول، ولقي 6 منهم مصرعهم بعدما انهال التراب عليهم. فئة المتهمين وعن ارتباط تلك الجريمة بفئات معينة يشير المصدر إلى أنه لا يقتصر المتهمون في قضايا الحفر والتنقيب على فئات معينة، فقد تمكنت الإدارة قبل ذلك من ضبط مدرس لاتهامه بالتنقيب عن الآثار داخل مدرسة بسقارة، كما تم ضبط مفتش آثار وبصحبته 9 آخرين في منطقة أكتوبر، فتلك الجريمة لا ترتبط بمستوى تعليمي معين. طرق التأمين وعن طرق تأمين المناطق الأثرية من عبث المجرمين يستطرد المصدر قائلا: الإدارة تنشر أكمنة ودوريات أمنية بصفة دائمة، وتجري تحريات مكثفة دورية عن نشاط المتهمين السابقين في مثل هذه القضايا في أوقات سابقة، كما أن يقظة رجال المباحث الآثار تجعلنا دائمًا نكتشف عمليات الحفر أولا بأول، ونضبط المتهمين فيها.