مافيا التنقيب عن الآثار «على الطريقة الحديثة »

يستخدمون مواتير لشفط المياه الجوفية.. وينشطون فى مناطق «الهرم وأبو صير وسقارة وميت رهينة والعزيزية »
فى ظل الركود الكبير الذى يضرب حركة السياحة منذ ثورة 25 يناير،نشط التنقيب «غير الشرعى » عن الآثار طوال السبع سنوات السابقة،فيبدو أن أبناء المناطق الأثرية أرادوا بالتنقيب، تعويضًا عن أعمالهم المتوقفة.
مصدر فى شرطة السياحة يكشف كواليس وتطور عملية التنقيب عن الآثار، موضحًا أن مأموريات رجال المباحث رصدت أن المنقبين يستخدمون الفأس والكوريك، وأحيانًا الدقاق الثقيل، بعدما يحددون الهدف الذى يريدون الوصول إليه، فإما أن يكون الحفر عميقًا أو أن يكون عبارة عن حفرة متوسطة الطول وفى نهايتها سرداب يستكملون منه الحفر، كما يستخدمون كشافات إضاءة أثناء عمليات الحفر والتنقيب.
وتابع «المأموريات الأمنية أظهرت مدى تطور السلوك الإجرامى للمتهمين، حيث كانوا فى البداية يقومون بالحفر تباعًا، أما الآن فيستخدمون أغطية من البلاستيك أو الصاج أو كتل خرسانية لتبطين الحفر، حتى لا ينهال التراب عليهم، ويبدو أنهم أخذوا درسًا من حادث التنقيب الشهير عام 2009 ، الذى كشف عن 16 متهمًا بتشكيل عصابى ينشط فى مجال التنقيب عن الآثار، وذلك خلال عملهم داخل مسكن بائع متجول، حين لقى 6 منهم مصرعهم، بعدما انهار تراب الحفر عليهم، لكن قبل ذلك لم ينتبه كثير من المجرمين إلى تلك النقطة .»
وأوضح المصدر أن عمليات التنقيب عن الآثار تكثر بجوار المنطقة الأثرية بالهرم والظهير الصحراوى، لاعتقاد المتهمين أنهم يمكنهم عن الطريق الحفر العميق الوصول إلى الآثار الموجودة فى الهرم، وكذلك أيضًا فى المنطقة الصحراوية فى أبوصير بمنطقة البدرشين وسقارة وكفر الجبل ونزلة السمان، وميت رهينة والعزيزية.
ويتابع «تكثر عمليات الحفر والتنقيب داخل المساكن والبيوت، كونها أماكن خاصة ومغلقة عليهم، ولكن لا تقتصر عمليات الحفر على تلك المناطق فقط، فهى تنتشر أحيانًا فى منشأة القناطر ومدينة 6 أكتوبر .»
ويضيف المصدر «ويواجه بعض المتهمين مشكلة وجود المياه الجوفية عند الحفر فيستخدمون مواتير كهربائية لشفط المياه للاستمرار فى عمليات الحفر والتنقيب .»
وعن ارتباط تلك الجريمة بفئات معينة، نفى المصدر ذلك، مشيرًا إلى أن «الإدارة تمكنت من قبل، من ضبط مدرس لاتهامه بالتنقيب عن الآثار داخل مدرسة بسقارة، كما تم ضبط مفتش آثار وبصحبته 9 آخرين فى منطقة أكتوبر، فهى لا ترتبط بمستوى تعليمى معين .»
وعن طرق تأمين المناطق الأثرية من عبث المجرمين، يستطرد المصدر «الإدارة تنشر أكمنة ودوريات أمنية بصفة دائمة، وتجرى تحريات مكثفة دورية عن نشاط المتهمين السابقين فى مثل هذه القضايا فى أوقات سابقة، كما أن يقظة رجال مباحث الآثار تجعلنا دائمًا نكتشف عمليات الحفر أولً بأول، وفى الغالب نضبط المتهمين فيها فى بداية الحفر.