لن نتمكن من السيطرة على الأوضاع في سيناء 100 % مادام هناك دول داعمة للإرهاب تهميش الأزهر لا يخدم الحرب على الإرهاب.. والشرطة غير قادرة على مواجهة «الأحزمة الناسفة» «قانون الطوارئ» يعطى فرصة أكبر للكشف عن الإرهابيين والمتورطين معهم وأماكن تواجدهم قال اللواء أحمد عبد الحليم، أستاذ العلوم العسكرية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف سيساهم كثيرا في تحجيم العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن "قانون الطوارئ "يعطى فرصة أكبر للكشف عن الإرهابيين والمتورطين معهم وأماكن تواجدهم. وأوضح عبدالحليم أن قانون الإجراءات الجنائية لا يتيح محاكمة المتورطين في أعمال إرهابية أمام المحاكم العسكرية، مشددا على أن من يطالبون بتهميش دور الأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة مخطئون.. وإلى نص الحوار: بداية.. كيف قرأت قرار الرئيس السيسي بتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب.. وما أهم معالم تشكيله وهل له وظائف محددة؟ حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجزم كيف سيكون تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، الذي قرر الرئيس السيسي تشكيله مؤخرا، ولكنها توقعات فيمكن القول بأن فكرة إنشاء هذا المجلس تتمحور حول تعيين قيادة جديدة، وهذه القيادة سيكون أساسها أجهزة الأمن والمخابرات وقوات الشرطة والقوات المسلحة، إضافة إلى مجموعة من الخبراء في التخصصات المختلفة، حتى يكون لدى تلك القيادة القدرة على اتخاذ القرار في أي جانب من الجوانب المحيطة بمسألة مواجهة الإرهاب، والمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف يعتبر أحد الإجراءات في حربنا ضد الإرهاب، والإجراء الثانى هو فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وهذه الإجراءات بدورها تمنح قوات الأمن القدرة على استباق العمليات الإرهابية، ولن تكون قوات الأمن رد فعل لأى عمل من المتوقع حدوثه فيما بعد، ولكن ستتحرك وتهاجم البؤر الإرهابية، وتقبض على العناصر المشتبه في انتمائهم للجماعات الإرهابية، وحالة الطوارئ بشكل عام تعطى نوعا من الإيجابية في حركة قوات الأمن لمقاومة الإرهابيين. هل ترى أن قرار تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب تأخر أم أن موعده مناسب؟ ليس المهم أن القرار تأخر أم لا، الأمر المهم أن قرار التشكيل صدر، ولابد أن يتم تنفيذه على أكمل وجه، حتى نتمكن من القضاء على الإرهاب، وأشير إلى أن القوات المسلحة تعمل بكل قوة على أرض سيناء لتطهيرها من الإرهاب، وكان من الممكن إرسال 3 كتائب مدفعية ومدرعات لتدمير مناطق الإرهاب في سيناء «رفح والشيخ زويد وشرق العريش»، لكن هذا يؤدى إلى وفاة آلاف الأبرياء هناك، ونحن لانريد تهجيرهم بل نريد تعمير سيناء وليس تفريغها ليستوطنها آخرون. هل العمليات الإرهابية الأخيرة "حلاوة روح " بمعنى أن نجاح القوات المسلحة في تطهير جبل الحلال والشيخ زويد جعل بقايا هذه الجماعات تحاول أن تثبت وجودها؟ من المؤكد أن شراسة العمليات التي ينفذها رجال القوات المسلحة في سيناء ضد الجماعات الإرهابية، وما يتعرض له الإرهابيون من خسائر هناك، تعد أهم الأسباب في لجوء الجماعات الإرهابية لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية في بعض الأماكن الأخرى في المدن، فلم تعد هجماتهم برفح وسيناء والشيخ زويد فقط بل نفذوا إلى محافظات ومدن أخرى، بعد أن ضيق عليهم الخناق بأماكن تواجدهم إلا أن ذلك حلاوة روح، فالإرهابيون فقدوا عدتهم وقادتهم ومأواهم فهم إلى زوال. وهل يمكن القول إن داعش أعلن الحرب على مسيحيى مصر؟ بالقطع الكنائس على رأس أهداف الإرهابيين؛ من أجل الإيقاع وإحداث شرخ بين المسلمين والمسيحيين، وهذا هو أساس العمليات الإرهابية التي نشاهدها في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى أمرين في غاية الأهمية، أولهما هو زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدةالأمريكية والنجاحات الكبيرة التي يتحدث عنها العالم بين مصر وأمريكا وبداية صفحة جديدة من العلاقات المصرية الأمريكية، والأمر الثانى هو زيارة بابا الفاتيكان لمصر المقرر أن تنعقد آخر أبريل الجاري، وكان الإرهابيون يتوقعون أن يتم إلغاؤها بعد تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية، ولكن بابا الفاتيكان لم يهب الموقف، وأعلن أن زيارته ستكون في ميعادها، وهذا رد بليغ على الإرهاب والإرهابيين. قالت صحيفتا «التايمز» و«وول ستريت جورنال» إن الحكومة المصرية لا تستطيع حماية الأقباط فكيف تقرأ هذا الادعاء؟ كلام غير صحيح بالمرة؛ فالأمن يحافظ على الكنائس ويحميها بشكل غير مسبوق والدليل تغيير إستراتيجية الإرهاب بارتداء حزام ناسف، لأن السيارات المفخخة ستكشف والإرهاب لا دين له، فمن الممكن أن من ارتدى حزاما ناسفا وفجر نفسه في الكنيسة، كان من الممكن أن يفجر نفسه في أحد المساجد ويقتل عشرات المسلمين، فهو يكفر من يخالفه في الرأى، لكن الإرهابيين يستهدفون الكنائس بقصد إحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين. ولكن هل قانون الطوارئ يستطيع أن يتصدى لإرهابى أراد أن يفجر نفسه؟ لابد من الانتباه إلى أن الجماعات الإرهابية اتجهت للعمليات الفردية، الانتحارية وهذا النوع من العمليات من الممكن أن يحدث في أي وقت، وفى أي مكان، على عكس العمليات التي كانت تحدث في السنوات الماضية على سبيل المثال الهجوم على مديرية أمن مدينة الدقهلية، والقمر الصناعى في المعادى بالقاهرة، وهذا الاختلاف في نوعية العمليات يوضح أن الإرهابيين يفتقدون اليوم إلى الإمكانيات التي كانت لديهم لتنفيذ العمليات الكبرى، ويتجهون إلى العمليات الفردية، وهذا يثبت ضعفها ولا يمكن ردع العمليات الفردية مائة بالمائة، لأن قوات الأمن تتبع وسائل دفاعية وليست هجومية، والمبدأ الإستراتيجى الأصلح لهذا الموقف هو الاعتماد على الهجوم؛ لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع. هناك تحول نوعى في إستراتيجيات الجماعات الإرهابية وأساليب تنفيذ عملياتهم الإرهابية.. تعليقك؟ هناك تغيير جذري حدث في إستراتيجيات الجماعات الإرهابية بالفعل، فبعد أن كان التنظيم رأسيا، أصبح تنظيما «عنقوديا»، مثل عنقود العنب المتراصة حباته، ولا تعرف كل حبة عنب فيه شيئا عن الموجودة بجانبها، وذلك نفس الأمر الذي يحدث في مصر سواء على أرض سيناء أو غيرها، وهو أن الإرهابيين الموجودين في مصر يتحركون وفقًا لتعليمات من الخارج من الجماعات الإرهابية الدولية، وهذا ما تحدث عنه الرئيس السيسي حينما قال لابد من الحذر من الدول الناعمة وفواعل غير الدولة، والمقصود من فواعل غير الدولة هم الجماعات الإرهابية الدولية، وتلك الجماعات تحدد الخلية التي ستنفذ المهمة، ثم تمدها بالسلاح المطلوب والتمويل اللازم، لذلك نجد أن الإرهابيين لديهم أجهزة وأسلحة متطورة جدًا. فالجماعات الإرهابية غيرت إستراتيجياتها من استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي توضع أمام الهدف المراد تفجيره بالنسبة لهم، إلى العمليات الانتحارية بالأحزمة الناسفة، لسببين أولهما أن هذه الجماعات أنهكت بمعنى أنه لم تعد لديها إمكانياتها السابقة بعدد هائل من العبوات الناسفة أو ملء سيارة وتفخيخها بالمتفجرات، بسبب نشاط الجيش والشرطة في تجفيف منابع الإرهابيين وتجريدهم من أسلحتهم والقنابل التي يخزنونها تحت الأرض. الأحزاب الدينية والدعوة السلفية بقيادة ياسر برهامى.. هل ترى أن «الأعلى للإرهاب» سيكون له موقف منها ؟ أقول لهؤلاء كلمة واحدة «ربنا يستر عليهم من المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب»، وتلك الجماعات السلفية والأحزاب الدينية لابد من نهايتها؛ وحان الوقت لذلك لأن الدولة منحتهم الفرصة من أجل أن يعودوا لرشدهم، والعودة إلى القرآن الكريم والسنة المؤكدة، ولكنهم يصرون على الذهاب في طريقهم، والمغالاة وتكفير الآخر، وبعد ما شاهدناه مؤخرًا من تشدد واضح لابد من اتخاذ موقف حاسم معهم وسيكونون على أولويات مكافحة الإرهاب. ولكن الأجهزة الأمنية في مصر تعانى ولا تمتلك الإمكانيات والإستراتيجيات التي تتوقع من خلالها وقوع العمليات الإرهابية خاصة الانتحارية؟ لدينا كل الإمكانيات، لكن الأمن بشكل عام يتحرك كرد فعل للعمليات الإرهابية، وبالتالى يمكن أن يخترق كما شاهدنا مؤخرًا، حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعد أكبر دولة بالعالم، ولديها كافة الإمكانات يمكن أن تخترق، وهى تتعرض للاختراق بالفعل من ناحية حدودها مع المكسيك، ولذلك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقت الدعاية الانتخابية قال إنه ينتوى بناء سور على طول ألف كيلو متر ما بين أمريكاوالمكسيك لوقف الاختراقات، لكن وإن استطاع بناء ذلك السور لن تتوقف عمليات تهريب المتفجرات والمخدرات والمواد الممنوعة من المكسيك إلى أمريكا، والشاهد من القول هنا أن العمليات الدفاعية باستمرار يمكن أن تخترق، ولو ارتدى أحد العناصر الإرهابية حزاما ناسفا وفجر نفسه في أي منشأة لن تستطيع قوات الأمن أن تقبض عليه قبل تنفيذ العملية «هنجيبه إزاى يعني»؟! هل هناك علاقة بين تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية والدول الداعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا؟ الرئيس السيسي قال إنه لا يمكن السيطرة على الأوضاع في سيناء 100%، لأن هناك دولا داعمة للإرهاب، وكذلك هناك ما يسمى بفواعل غير الدولة أو الجماعات الإرهابية الدولية التي تدعم خلاياها الإرهابية في مصر، وفى كافة دول العالم وليس بمصر فقط. تجدد الهجوم على الأزهر عقب التفجيرات وتحدث إعلاميون عما اسموه (وفاة الأزهر) هل هناك ترتيبات تجرى لتغييرات إستراتيجية في دور الأزهر؟ من يطالبون بتهميش دور الأزهر ويقولون "لازم نشيل الأزهر" هم مؤسسة عدائية، أوضح لهم أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى أن نلغى دور الأزهر، ولكن لابد من تنقية التراث الدينى من الشوائب التي كتبها بعض المتطرفين قديمًا؛ لأنها لا تمت للإسلام بأى صلة، وأصل الدين هو القرآن الكريم والسنة المؤكدة، وما دون ذلك فهو عبارة عن فتاوى تؤدى إلى انحراف العقول، ولابد من التخلص منها لأن الأزهر مسئول مسئولية دينية عن تنقية الخطاب الدينى، أما المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب فدوره مختلف فهو يواجه الإرهاب والإجرام، ومسئوليته تختلف عن مهمة الأزهر الشريف، وما تتعرض له مؤسسة الأزهر من هجوم في الفترة الأخيرة هو أمر عادي، وهذا من أجل هدم فكرة مؤسسية الأزهر، وهذا لا يمكن أن ينجح؛ لأن الأزهر أساس مصر وأساس الإسلام في العالم، والأزهر غير مدان على الإطلاق، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يعلم أن هناك لغطا في المفاهيم الدينية، ويعلم أن هناك منحرفين داخل جامعة الأزهر، ويحاول حل تلك المشكلات، والتعامل معها.