الخبراء العسكريين والأمنيين أكدوا على امتلاك مصر لزمام المبادرة وحيازتها لقاعدة معلومات متقدمة عن تحركات العناصر الإرهابية بالإضافة إلى عودة (الصحوة العربية) وبروز تحالف عربى لمواجهة الأخطار المحدقة بالدول العربية، وتشكيل القوة العربية المشتركة للتصدى لهذه الحماقات الإرهابية سوف يساعد كثيرًا فى مواجهة الإرهاب ودحره يرى اللواء فؤاد فيود رئيس جمعية علماء مصر أنه لابد من تحديد الإطار الفكرى للجماعات الإرهابية أولًا فالتنظيمات الإرهابية جميعها تنبثق من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، لأنه عندما تأسست جماعة الإخوان عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا شكل ما يسمى بالتنظيم السرى، بقيادة عبد الرحمن السندى وهؤلاء من البداية تطرفوا فى فكرهم الدينى بالرغم من أن بداية الإخوان دعوية لكنهم عندما انخرطوا فى السياسة بدأت أفعالهم تتجه إلى الترهيب وسجلاتهم فى هذه الأعمال واضحة. وقد فسرت الجماعة مقررات الدين تفسيرًا خطأ بهدف الوصول إلى الحكم. الإسلام برئ من الأفكار المتطرفة التى أدت إلى القتل والإرهاب وأمام هذه الأحداث العظيمة فإننا نطرح عدة تساؤلات بشأن تفسير بعض الأمور الذين اتكأ عليها الإرهابيون فيما جاءوا به من فتاوى بخصوص قتل المرتد وزواج البنات البكر قبل البلوغ ثم مسألة الحاكمية لله وإزاء هذه الأمور الثلاثة من هو القائم بالتطبيق؟.. وهذه الأمور الثلاثة يجب أن يتدخل الأزهر ويصدر فتوى قطعية حول تفسيرها ودواعيها وفى هذا الإطار نريد تنقية الفكر الدينى من الأمور الخلافية. ويواصل د. فؤاد فيود حديثه أنه بالنسبة للتصدى للإرهاب الحالى لابد أولًا من تصحيح المفاهيم التكفيرية ثم تطبيق القانون على من يرهب ويكفر المواطنين بحسم.. ولا يغيَّر الفكر المتطرف إلا بالفكر المستنير والتوعية المستمرة خاصة فى مراحل التعليم المختلفة، وعمل لقاءات للشباب فى المواقع المختلفة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وينهى د. فؤاد فيود حديثه قائلًا: إن المواجهة الأمنية للإرهاب لابد أن تتم فى إطار القانون. تشديد الرقابة الحدودية يوضح د. نبيل صادق الخبير فى الشئون الإسرائيلية وإدارة الأزمات أن العمليات الإرهابية تراجعت خلال الفترة الأخيرة. ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل أولها قيام جهاز الأمن بالعمليات الاستباقية وهى منع العمليات الإرهابية قبل حدثها، وجاء هذا نتيجة ارتفاع الأداء الأمنى ومساعدة المواطنين بالإبلاغ عن العمليات الإرهابية سواء بوجود مكان العبوات الناسفة أو الأشخاص المشتبة فيهم. ولكننا فى نفس الوقت نجد التنظيمات الإرهابية داخل وخارج مصر بدأوا فى تطوير عملياتهم الإرهابية سواء بالمال أو السلاح أو التقنية وساعد فى ذلك أن هذه العناصر الإرهابية قادمة من دول صديقة سواء كانوا من الجنسيات العربية أو التركية أو الأجنبية، وبالطبع من الصعب كشفهم لأنهم يحملون جوازت سفر عادية وهم غير مسجلين لدى الأمن المصرى. ويتطلب ذلك التعاون مع كافة أجهزة الأمن خاصة أجهزة الدول المجاورة لتبادل المعلومات حول التنظيمات والعناصر الإرهابية المتواجدة بها والتى يمكن أن تنقل نشاطها داخل مصر.. ويمكن متابعة هؤلاء المشكوك فيهم والذين يدخلون مصر بأخذ بيانات الأماكن التى يتواجدون فيها خلال فترة إقامتهم بالبلاد. وهذا لا يمنع حدوث العمليات الإرهابية لكنه يقلل من خطرها. ولا ننسى أن هناك عددًا كبيرًا من الأنفاق اكتشفت على الحدود مع رفح مما أدى إلى تقليل الوارد من السلاح والعناصر الإرهابية داخل سيناء... ولم تنه حتى الآن هذه الأنفاق فقد وصل طول بعض الأنفاق المكتشفة إلى 2800 متر. وعملية 16 فبراير التى قامت بها القوات الجوية المصرية بقصف معسكرات داعش فى مدينة درنة الليبية كان لها تأثير ايجابى، فقد أثبتت العملية أن القوات المسلحة المصرية يصل ذراعها إلى أى مهان لمعاقبة الإرهابيين. ثم جاءت عملية عاصفة الحزم التى شاركت فيها 10 دول عربية بقيادة السعودية فى قصف الحوثيين فإن هذا يشير إلى ظهور صحوة عربية فى اتجاه تأمين المصالح العربية المشتركة.. ومن هذا المنطلق لا نستبعد أن تقوم القوة العربية المشتركة بتوجيه ضربات استباقية ضد معاقل الإرهاب فى قطاع غزة لتجفيف منابع الإرهاب التى تهدد مصر من ناحية سيناء. وكل ما يحدث فى المنطقة العربية هو خطة قديمة وحديثة فى الوقت نفسه هدفها تقسيم كافة الدول العربية إلى دويلات من خلال إثارة النعرات الطائفية والقبلية.. وهذه الخطة أعلن عنها عام 1977 ونشرتها دورية أمريكية (فورين أفيير). وتكررت نفس الفكرة فى كتاب نشرته إسرائيل عام 1983 بعنوان:استراتيجية إسرائيل فى الثمانينيات بقلم الكاتب عوديد يافون، وقدم للكتاب البروفسير إسرائيل مشاهاك بالجامعة العبرية بالقدس.. وتعرض فيه إلى تقسيم كافة الدول العربية إلى دويلات، لكن كيف يحدث ذلك.. ولكن البشائر بدأت عام 2003 بغزو أمريكا للعراق والتى عملوا على تقسيمها إلى 3 دويلات طائفية، وبعد ذلك تم تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، ويعملون حاليًا على فصل شرق وغرب السودان عن دولة السودان.. وما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن استمرار للخطة الصهيو أمريكية حتى تكون إسرائيل أقوى دولة فى المنطقة اقتصاديا وعسكريًا. قاعدة معلومات حديثة ويطالب اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة السابق بوجود قاعدة معلومات مصرية عربية تمكن أجهزة الأمن من القيام بعمليات وقائية استباقية قبل تحركها عبر الحدود إلى داخل مصر.. والحكومة المصرية مطالبة سياسياً بمنع العبث الإسرائيلى بالأمن القومى لأن إسرائيل تتعاون مع الجماعات الإرهابية بهدف استنزاف القوات المسلحة المصرية فى سيناء.. وأمام الجهات المختصة مهمة شاقة وهى القضاء على الأنفاق لأنها الكارثة الحقيقة التى تسرب العناصر الإرهابية المدربة والمسلحة. ويواصل اللواء محمد رشاد حديثه بضرورة وجود غطاء شعبى قوى لبناء قاعدة معلومات تغطى كافة أنحاء البلاد، والشعب المصرى هو عين أجهزة الأمن فى كل مكان، وعلى ذلك لابد من احترام المواطن وحسن معاملته حتى نستطيع التعاون معه، وهذه المهمة هى مهمة وطنية، وفى هذا الإطار لابد من إعادة التعاون مع مواطنى سيناء الذين يتعرضون للقتل من قبل عناصر الإرهاب عندما يجدوا أحدهم يتعاون مع أجهزة الأمن.. وإزاء هذا الخطر الذى يتعرض له المواطنون السيناويون لابد من تسليح رجال القبائل ومدهم بالمعلومات والحماية الأمنية حتى يستطيعوا مواجهة الإرهابيين، ولتعرف تمامًا أنه لا وجود للأمن بسيناء بدون غطاء قبلى، ولابد من عودة التوازن بسيناء بالقضاء على الإرهاب من خلال إتاحة الفرصة للقبائل للقيام بدورها. وينهى اللواء محمد رشاد حديثه بضرورة تشكيل دوريات مشتركة من رجال القبائل وأجهزة الأمن وإدراج ذلك فى الخطة الأمنية داخل سيناء، يصاحب ذلك التنمية السريعة لسيناء عن طريق تقديم الخدمات المختلفة لأهالى سيناء والعمل على توطينهم وخلق فرص عمل لهم، واستيعاب عمالة إضافية قادمة من الوادى للتوطن بسيناء بجانب إخوتهم أهل سيناء. زمام المبادءة ويؤكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق أن الدولة ممثلة فى الجيش والشرطة يؤمنان الحدود الجوية والبحرية والبرية.. لكن هناك إشكالية يجب دراستها فالجماعات الإرهابية تزايدت بعد ثورة 25 يناير فقبل الثورة لم تتجاوز أعدادهم 1300 عنصر، وهذه الأعداد تزايدت فى سيناء من خلال المعابر والبحر ووصلت أعدادهم الآن إلى عدة آلاف ، ويتم التصدى لهذه الجحافل، وتم تدمير 1800 نفق تورد الإرهابين.. ومازال التصدى مستمرًا لظاهرة الأنفاق.. ويتم تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية.. وأصبحت المبادءة فى يد القوات المسلحة المصرية فقد أحكمت الحصار على العناصر الإرهابية.. والقوات المسلحة تملك الآن قاعدة معلومات والتى بسببها نفذت القوات المسلحة والشرطة عمليات ناجحة ضد هذه الجماعات.. لكن الوقت مازال طويلًا فىمواجهة الإرهابيين.. ويستمر الجهد حتى يتم القضاء التام على هذه الجماعات المارقة.. ونستطيع القول بكل أمانة إن زمام المبادرة أصبح الآن قى يد القوات المسلحة والشرطة.. أما الأنفاق فلم تعد لها أهمية أو فاعلية فى تسريب عناصر الإرهاب.. لكن هناك بعض الأنفاق مازالت موجودة وجارٍ البحث عنها لتدميرها. ويرحب اللواء عبد المنعم سعيد بصحوة الدول العربية والتى بدأت فى التعاون العسكرى والأمنى فيما بينها للتصدى للإرهاب الذى يهدف لإسقاط هذه الدول مدعومًا بقوى خارجية تريد الخير للعرب. والحرب ضد الإرهاب أصعب من الحروب النظامية، ذلك لأن تكتيك الإرهاب هو العمل فى الخفاء وكذلك فهو ليس له أخلاقيات أو مبادئ. وينهى اللواء عبد المنعم سعيد حديثه بأن الأمور اتضحت لدى الشعب والجيش والشرطة وأصبح العدد معروفًا وواضحًا، ويتم حاليًا التصدى بكل حزم، لكن الآخر يتطلب استكمال تنمية سيناء لنشر النشاطات الزراعية والصناعية والتجارية فى كل ربوع سيناء وهذا يساهم فى محاصرة عناصر الإرهاب الأسود، ويساعد على التصدى للجماعات الإرهابية وإبعاد خطرها عن الوطن المفدى (مصر).