في مجلة «الشباب» المصرية عدد أبريل عام 1999 كتب الكاتب الساخر أحمد رجب مقالا حول كذبة أبريل قال فيها: نحن في أول أبريل، وقد اعتاد الناس أن يكذبوا في هذا اليوم كما اعتادوا أن يكذبوا في أي وقت، ولا أحد يعرف على وجه التحديد كيف نشأت كذبة أبريل ؟ هناك رواية تقول إن كذبة أبريل نشأت منذ 420 سنة عندما غير شارل التاسع ملك فرنسا بداية السنة الميلادية من أول أبريل إلى أول يناير، فقد ظل الفرنسيون يحتفلون برأس السنة أول أبريل بتبادل هدايا رمزية كاذبة والأكاذيب المرحة. وسواء كانت أصل كذبة أبريل حكاية شارل التاسع أو غيرها فقد نجح الإنسان عمومًا في خلق احتفال عام بالكذب في أول أبريل، أو على الأصح في خلق إيجاد اليوم العالمي للكذب. إن الإنسان يتوق إلى قول الأكاذيب كما يشتهي سماعها أيضًا، بل إنه يسعى إلى شراء الأكاذيب بالفلوس، فإن أكثر الناس شهرة هم الكتاب الذين يؤلفون قصصًا لم تحدث، والممثلون الذين يمثلون شخصيات وهمية، والمخرجون الذين يوفرون الحبكة والإتقان لكل كذبة. ويبدو أن الكذب ضرورة في حياة الإنسان فلو لجأ إلى الصدق المطلق لأصبحت حياته شديدة التعقيد وامتلات أقسام الشرطة بالمتنازعين وأسِّرة المستشفيات بالمكسورين. ورغم أن الإنسان شديد التعلق بالكذب فإنه يرفض أن يوصف بأنه كذاب، ولذلك فهو يطلق على أكاذيبه أسماء مختلفة، فأحيانا يسمى الكذب مجاملة أو لباقة أو ترضية. والكذب الأبيض ضرورة في الحياة الزوجية (والكذب الملون أحيانًا) لأن المرأة تتمتع بذهن يستوعب الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يسقطها ذهن الرجل، فإن استجواب المرأة للرجل بعد أن يلقى بأكذوبته عليها يمثل معاناة البائس الذي يتعرض لاستجواب تعذيبى من الجستابو. إن نفس السؤال من المحبوبة أيام الغرام كان يطرب حبيبها طربًا شديدًا لأنه مؤشر غيرة عليها، أما بعد زواجه منها فقد ثبت أن هذا السؤال يتسبب في هبوط أحشاء الزوج مع الإسهال واضطراب الدورة الدموية بسرعة النبض وارتفاع الضغط.