وجوه ناعسة كل صباح أثناء الطابور المدرسي أو الحصة الأولى، ويواجه الآباء والأمهات معركة يومية في إيقاظ أبنائهم للذهاب إلى المدرسة، الأمر الذي يكرهه الطلاب، ولذا فغالبا ما تكون الحصة الأولى للنوم فقط. ونشرت الدكتورة كيلا والستروم كبير الباحثين في جامعة مينيسوتا مقالة علمية على موقع conversation تحذر فيها من مخاطر الاستيقاظ مبكرا والحرمان من النوم عند المراهقين، كما طالبت والستروم بتأخير موعد المدرسة للسماح للطلاب بالنوم. وقالت "والستروم" في مقالها: "إن الحرمان من النوم عند المراهقين نتيجة لبدء المدرسة في وقت مبكر موضوع مثير للقلق، مضيفا أنها كافحت منذ ما يقرب من عقدين من الزمن مع مديري المدارس والمشرفين ومجالس المدارس في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتأخير مواعيد الدراسة في المدارس الثانوية. وأظهرت الدراسات، أن عدم قدرة المراهقين على الاستيقاظ مبكرا ليس موقف يعبر عن كسل وإنما مسألة تتعلق بأنماط النوم لدى المراهقين، ولا تسمح آلية النوم في سن المراهقة بالاستيقاظ مبكرا. وأشارت الباحثة ماري كارسكادون في نتائج دراسة لها، في جامعة براون، أن الدماغ البشري لديه تحول ملحوظ في النوم خلال فترة المراهقة، وقد أثبت الباحثون في جميع أنحاء العالم أن بداية سن البلوغ لدى جميع البشر، ومعظم الثدييات تواجه تأخيرا في توقيت النوم، وكذلك فإن جسم المراهقين لا يبدأ بالشعور بالنعاس حتى نحو 11 مساء. وأضافت أن ببيولوجيا الدماغ في سن المراهقة تواجه صراعا مع الاستيقاظ مبكرا، ويفرز جسم المراهق هرمون الميلاتين "هرمون النوم" من الساعة 11 مساء وحتى 8 صباحا، ما يعني أن المراهق غير قادر على النوم حتى يبدأ إفراز الميلاتين، وأنهم غير قادرين على الاستيقاظ حتى يتوقف هذا الهرمون. وأضحت أن التغييرات في أنماط النوم من الأمور الخارجة عن سيطرة المراهقين، ولا يتمكنون من النوم مبكرا، بل يبقى بعضهم محدقا بالسقف، ولذلك لا ينبغي أن يستيقظ المراهق قبل 7 صباحا، وذلك وفقا لمؤسسة النوم الوطنية، ويشترط أن ينام المراهق ما بين 8- 10 ساعات يوميا، ويستغرق المراهق نحو 45 دقيقة للاستيقاظ من النوم ومغادرة السرير. ومن جانب آخر، كشفت النتائج السلبية الخطيرة لنقص النوم لدى المراهقين بالحصول على أقل من ثماني ساعات في الليلة الواحدة بأنهم سيكونون أكثر احتمالا لاستخدام السجائر والمخدرات والكحول. ويسبب قلة النوم لدى المراهقين ارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب بالإضافة إلى ارتفاع نسب مشاعر الحزن واليأس من 19% إلى 52%، كما وجدت الدراسات أن المراهقين الذين ينامون جيدا أقل عرضة لحوادث السيارات كما تنخفض لديهم الرغبة في استخدام المخدرات والسجائر، والكحول، ويتحسن الأداء الأكاديمي لهم. واتخذت المنظمات الصحية الوطنية الكبرى مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الطبية الأمريكية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية موقفا داعما لتأخير المدارس لطلاب المدارس الثانوية والإعدادية منذ عام 2014. وتواجه فكرة تأخير وقت الدراسة عددا من المخاوف منها تغيير طرق النقل وتغيير توقيت المراحل الدراسية الأخرى إلا أن بعض المدارس اعتمدت على التنسيق مع أنظمة المواصلات العامة، وتوسيع نطاق رعاية الأطفال للتغلب على هذه المخاوف.