إبراهيم جندية: التحاليل أكدت وجود آمونيا وعناصر ثقيلة بنسب متفاوتة بالمياه تسببت النهضة الصناعية بالغربية، فى تحويلها إلى قبر لأبنائها الذين يعانى معظمهم من أمراض الكبد والكلى، بسبب مياه الشرب التى اختلطت بمياه الصرف الصحى، حيث تعانى أكثر من 70% من قرى الغربية من التلوث نتيجة ارتفاع نسب المواد الكيماوية بمياه النيل، بالإضافة إلى سوء معالجة المياه داخل المحطات الخاصة، وتهالك البنية التحتية. فى هذا السياق قال إبراهيم جندية، موظف سابق بمجلس محلى كفر الزيات، إن لجنة الصحة فى المجالس السابقة أجرت دراسة على المياه وكشفت هذه الدراسة أن 40% من المواد الكيماوية والأسمدة والمبيدات الزراعية التى تستخدم لعلاج الآفات تتسرب إلى مياه الصرف الصحى، والتى بدورها يتم صرفها بنهر النيل، وتنتقل هذه المواد إلى الإنسان عبر النبات والحيوان، وأكدت الدراسة التى أجريت على عينات مختلفة من المياه قبل المعالجة وبعدها وجود آمونيا وعناصر ثقيلة بنسب متفاوتة بتلك المياه، كما أشارت إلى أن استخدام الكلور فى المعالجة بالمحطات يؤدى إلى أكسدة الأمونيا التى توجد بمياه الشرب قبل المعالجة، مؤكدا أن هناك قرارات بحظر وجود أمونيا بمياه الشرب، هذا بالإضافة إلى ارتفاع نسبة العناصر الثقيلة خاصة الرصاص، فى العديد من المحطات. وكشفت الدراسة التى قامت بها لجنة الصحة عن ارتفاع نسبة الهيدروكوبونات الحلقية فى المياه، والتى تبين أن مصدرها الصرف الصناعى، كما تبين وجود مادة «D.D.T» بنسبة تمثل 250 مرة أكثر من النسبة المسموح بها خارج المحطات بمياه الشرب، وكذلك وجود مادة «الإيروسبانو»، والناتجة عن إلقاء شركات الأسمدة والكيماويات المنتشرة فى كفرالزيات لمخلفاتها فى النيل، كما أن مواسير المياه نفسها تعد ناقلا للتلوث. من جانبه قال محمد المنوفى، المهندس بشركة مياه الشرب بالغربية، إن بعض محطات معالجة المياه فى محافظة الغربية تعتمد على المياه الإرتوازية الناتجة من الأبيار، وهى مياه جيدة الإنسان من عناصر، وما لايحتاجه، مشيرا إلى أن أكثر قرى الغربية تلوثا فهى قرى مدينة كفرالزيات الصناعية، والتى تمتلئ بمئات المصانع التى تقوم بصرف مياهها الملوثة فى نهر النيل مباشرة، وتعد مدينة كفرالزيات الثانية عالميا فى حيث التلوث البيئى والمائى، حيث يعانى آلاف الفقراء بقرى مدينة كفرالزيات من أمراض الفشل الكلوى والكبد، نتيجه تلوث مياه النهر. فيما أكد محمود الألفى، صاحب محطة لتنقية ومعالجة المياه بالغربية أنه لا يوجد فى مصر كوب مياه صالح للشرب بنسبة 100٪، فالمياه فى مصر ملوثة ولا يتم تنقيتها جيداً، أما المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية فأكد أن مياه الشرب بالمحافظة سيئة وغير صالحة للاستخدام، قائلا إنه يرى بعينه نماذج من تلك المياه فى المدن والقرى سيئة للغاية، بالرغم من جودة محطات التنقية والمرشحات الرئيسية، مؤكدا أن المواسير الرئيسية والبنية التحتية تحتاج إلى التغيير.