كارثة بيئية تهدد محافظة الدقهلية بسبب مياه الري الملوثة.. يأتي ذلك وسط تجاهل مسئولي وزارة الري في ايجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة والتي تشهد تفاقما بمرور الوقت. بل انها أصبحت المصدر الرئيسي للكوارث المرضية لأبناء المحافظة من فشل كلوي وسرطان وأمراض الكبد وغيرها من الأمراض المزمنة.في البداية يؤكد الكيميائي رائد ستين( مدير عام إدارة الصرف الصناعي وضبط جودة مياه الصرف بشركة مياه الشرب بالدقهلية أن مصرف عمر بك الكبير بالمحلة الكبري يتسبب في تلوث600 ألف متر مركب من مياه النيل. حيث يختلط بهذه المياه مياه صرف صناعي وصحي بالاضافة لمياه الصرف الزراعي في محطة خلط بمنطقة محلة روح بالغربية. ويتم الدفع بالمياه إلي فرع النيل والتي تستخدم مياهها فيما بعد للري. ويضيف ستين أنه يصعب فصل مياه الصرف الصناعي التي تختلط بمياه الري فنيا فمصرف عمر بك الكبير يصب فيه صرف مياه زراعي ناتج من ري43 ألف فدان ممزوجة بنسبة ملوحة مرتفعة نتيجة الأسمدة والكيماويات بالأراضي الزراعية. بجانب الصرف الصناعي من معاطن الكتان ومصانع غزل المحلة حيث يتم غسل الكتان وتركه بالمياه لعدة أيام ليفرز بعض المواد من فطريات وبكتيريا لتختلط في النهاية بمياه الري في طريقها من الغربية مرورا بالدقهلية حتي البحر المتوسط. وأكد ستين أن هيئة مياه الشرب مثل جميع الهيئات لا يمكن لها تنقية ومعالجة الصرف الصناعي. فمن الصعب تنقية مياه الصرف الصحي والصناعي لوجود العناصر الثقيلة مما يسبب تدمير خلايا المخ والاصابة بمرض( الزهايمر) وأن هذه العناصر يصعب التخلص منها فنيا وتسبب تلوث الصرف الصحي وتلوث المياه الجوفية وتلف مواتير المحطات وخطوطها ولم يعد أمام الفنيين سوي استخدام الكلور. إلا أن زيادة نسبته علي الحد المقرر تتسبب في الأمراض السرطانية ويضيف الدكتور( عبد الله السيد منصور) الأستاذ بالمركز القومي للبحوث أن هناك تجارب في أوروبا في تنقية العناصر الثقيلة باستخدام الأشعة لمدة(24ساعة) من نوع معين والتي تمتص العناصر الضارة الأمر الذي يساعد علي تنقية المياه قبل دفعها مرة أخري. مع العلم بأن تكلفة هذه الأشعة تقل كثيرا عن تكلفة أي من المشاريع المقترحة لفصل وتنقية المياه من العناصر الثقيلة ويتكلف مشروع تنقية المياه من العناصر الثقيلة(400 مليون) جنيه. ويؤكد عامر المنبلوي عامل( بمحطة رفع بالمنصورة) أنه كان هناك عدة اقتراحات لتنقية المياه وذلك بوقف صب مياه الصرف بمصرف عمر بك علي أن يصب بمصرف رئيسي بالغربية بطول22 كم وبتكلفة170 مليون جنيه. وكان الاقتراح الثاني بتحويل مسار مصرف عمر بك إلي طريق جمصة ومنه للبحر المتوسط بطول(81 كم) وبتكلفة160 مليون جنيه. وكان المقترح الثالث هو معالجة المياه من الشوائب فقط دون تنقيتها من مصادر التلوث الصناعي. وقد أثبتت معامل الصحة بالدقهلية والقاهرة وعلي مدي عدة سنوات مدي تلوث المياه. ولم يحدث أي رد فعل من المسئولين وقد قام عدة خبراء من أساتذة الري بزيارة محطات الرفع الملوثة بمياه الصرف الصناعي والصحي ولا نجدهم سوي( سلبيين) لا يستطيعون فعل شيء لانقاذ أرواح أهالي الدلتا من المرض الفتاك.