يعيش أهالي محافظة الدقهلية كارثة بيئية تهدد حياتهم يوميا بسبب مياه الري الملوثة والتي تروي أراضي قري المحافظة يأتي ذلك وسط تجاهل مسئولي وزارة الري لإيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة والتي تشهد تفاقما بمرور الوقت, بل انها أصبحت المصدر الرئيسي للكوارث المرضية لأبناء المحافظة من فشل كلوي وسرطان وأمراض الكبد وغيرها من الأمراض المزمنة ويعتبر مصرف عمر بك الكبير أهم المصارف التي تسبب التلوث لقري الدقهلية. ففي البداية يقول أحمد عبد العال من قرية الناصرية ان مصرف عمر بك الكبير من أكبر المصارف وأطولها بمحافظة الغربية, يبدأ من زفتي مرورا بمركز مدينة طنطا والمحلة الكبري وسمنود وبقية مراكز الغربية ويخترق قري عديدة تصرف فيه مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع والصرف الزراعي. ويؤكد الكيميائي رائد ستين مدير عام إدارة الصرف الصناعي وضبط جودة مياه الصرف بشركة مياه الشرب بالدقهلية ان مصرفعمر بك الكبير بالمحلة الكبري تسبب في تلوث600 ألف متر مكعب من مياه النيل حيث يختلط بهذه المياه صرف صناعي وصحي بالإضافة لمياه الصرف الزراعي في محطة خلط بمنطقة محلة روح بالغربية. ويتم الدفع بالمياه إلي فرع النيل والتي تستخدم مياهها فيما بعد للري. وذلك إلي جانب الصرف الصناعي من معاطن الكتان ومصانع غزل المحلة حيث يوم غسل الكتان وتركه بالمياه لعدة أيام ليفرز بعض المواد من فطريات وبكتيريا لتختلط في النهاية بمياه الري في طريقها من الغربية مروا بالدقهلية حتي البحر المتوسط. وأكد ان هيئة مياه الشرب مثل جميع الهيئات لايمكن لها تنقية ومعالجة الصرف الصناعي. فمن الصعب تنقية مياه الصرف الصحي والصناعي لوجود العناصر الثقيلة مما يسبب تدمير خلايا المخ والإصابة بمرض الزهايمر وان هذه العناصر يصعب التخلص منها فنيا وتسبب تلوث الصرف الصحي وتلوث المياه الجوفية وتلف مواتير المحطات وخطوطها ولم يعد أمام الفنيين سوي استخدام الكلور. إلا أن زيادة نسبته علي الحد المقرر تتسبب في الأمراض السرطانية. ويضيف الدكتور عبد الله السعيد منصور الأستاذ بالمركز القومي للبحوث أن هناك تجارب في أوروبا في تنقية العناصر الثقيلة باستخدام الاشعة لمدة24 ساعة من نوع معين والتي تمتص العناصر الضارة الأمر الذي يساعد علي تنقية المياه قبل دفعها مرة أخري مع العلم أن تكلفة هذه الاشعة تقل كثيرا عن تكلفة أي من المشاريع المقترحة لفصل وتنقية المياه من العناصر الثقيلة ويتكلف مشروع تنقية المياه من العناصر الثقيلة400 مليون جنيه. ويؤكد محمد هشام عامل بإحدي محطات الرفع أن هناك عدة اقتراحات لتنقية المياه وذلك بوقف صب مياه الصرف بمصرف عمر بك علي ان يصب بمصرف رئيسي بالغربية بطول22 كم وبتكلفة170 مليون جنيه. ويري الدكتور أبو العلال الأستاذ بكلية علوم المنصورة أنه من الضروري إغلاق مصرف عمر بك الكبير لأنه سبب رئيسي في انتشار أمراض الكبد الوبائي والكلي والسرطان في محافظتي الدقهلية ودمياط, وذلك تزامنا مع تاريخ وجود هذا المصرف قبل الثمانينيات والدليل واضح من كثرة المرضي بمستشفيات جامعة المنصورة ومراكزها المتخصصة.