منذ أكثر من عام، تحديدًا في الخامس من يوليو لعام 2015، طالعتنا مجموعة من المواقع الإخبارية، بخبر استشهاد الشيخ الصوفي، سليمان أبو حراز ابن قبيلة السواركة، والذي يعتبره أهالي سيناء، علامة من علامات التدين والزهد. ذلك المسن الذي تجاوز عمره المائة عام، والذي يسكن منطقة المزرعة في جنوبالعريش، والمعروف بكلامه الطيب والبساطة في توصيل المعلومة لأصحاب الحاجات الدنيوية، ومن يسلكون الطريق إلى الله، وكانت طريقته البسيطة في توصيل تعاليم الدين الوسطي سببًا في تولد العداء بينه والجماعات التكفيرية بشمال سيناء، والتي تطلق على نفسها تنظيم أنصار بيت المقدس، فأعلنت منذ العام الماضي عن اختطافه وقتله، بدعوى تعاونه مع الأمن. ولكن كما تقول الحكمة «كثير الكذب كثير النسيان»، خرجت علينا بالأمس صفحات تابعة للتنظيم الإرهابي، تعلن إعدام كاهنين مسيحيين، ومع ظهور الصورة تبين أنها للشيخ أبو حراز الذي اختطف منذ شهور وأطلق سراحه، وتم اختطافه مرة أخرى ليستشهد على يد الجماعة المتطرفة. وأكدت مصادر أمنية بمدينة العريش أن الصور التي نشرها تنظيم بيت المقدس مساء أمس، لكاهنين أثناء إعدامهما هي لشيخين مسلمين من سيناء وليس كاهنين، وأحدهما تأكد الأمن من مقتله وهو أكبر رمز ديني في سيناء، كان مخطوفا منذ شهر لدى عناصر بيت المقدس بالعريش، وهو الشيخ سليمان أبو حراز عمره 100 عام، وهو شيخ مسن وضرير ومن كبار الطريقة الصوفية، ويعد أكبر رمز ديني في سيناء، وله شعبية جارفة داخل وخارج سيناء ومن دعاة الدين الإسلامي المعتدل. وادعى تنظيم بيت المقدس أنه قتل أبو حراز بدعوى أنه ساحر ودجال، إلا أن حقيقة الأمر أن التنظيم الإرهابي يشعر بالقلق دائما من المشايخ المعتدلين ذوي الشعبية الكبيرة والمؤثرين لدى الأهالي، وأبو حراز كان ينبذ الفكر المتطرف، وسبق اختطافه من أمام منزله تحت تهديد السلاح، ويعد اغتياله خسارة فادحة لسيناء وسبب اغتياله احتقانا كبيرا لدى أهالي سيناء. ولم تكن محاربة الجماعة التكفيرية لأبو حراز فقط لمساندته للدولة، ولكن تحججوا وادعوا عليه كذبًا بالكفر فقط، لأنه كان يحث الناس على الإكثار من الصلاة على النبي، كطريقة للتقرب إلى الله، وهو ما اعتبرته الجماعات الوهابية شركا، بحجة أن كل سائل لغير الله هو مشرك، مستدلين بقول النبي«إذا سألت فأسال الله»، ولا يجب أن تكون هناك واسطة بين العبد وربه، إلا أن الحاج سليمان أبو حراز، يجيز الاستعانة بالأنبياء والأولياء في الدعاء إلى الله ليستجيب الله لدعواتهم.