سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحة تكشف حقيقة القضاء على خصوبة المصريين.. طارق درويش: علميا لا يوجد وسيلة لذلك.. عاطف الشيتاني: تصريحات الوزير أسيئ فهمها.. وخطة للوصول ل110 ملايين مواطن في 2030
أثارت تصريحات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد بخفض معدلات الخصوبة لدى المصريين سواء الرجال أو النساء؛ لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية حتى وإن لم يرضَ المصريون عن ذلك حالة من الجدل والرفض الشعبي والمجتمعي. هرمونات الدجاج وتقدمت النائبة منى منير ببيان عاجل إلى مجلس النواب، تؤكد فيه أن هناك 20 ألف مزرعة دواجن في مصر تم حقن الدجاج بها بمادة تسبب الضعف الجنسي للجنسين سواء الذكر أو الأنثى. وتعقيبا على تلك التصريحات قال الدكتور طارق درويش مقرر المجلس القومي للسكان ل"فيتو"، "إنه لا يوجد مصطلح يسمى "خصوبة الرجال"، بل ذلك المصطلح يعزي إلى السيدات فقط، وكان حديث وزير الصحة يعزي إلى ذلك خفض معدلات الخصوبة ومعدلات الإنجاب". الأبحاث وخصوبة الرجال وأكد مقرر المجلس القومي للسكان أنه لا يوجد علميا أي وسيلة لخفض خصوبة الرجال، وما يجري من أبحاث علمية لم تتوصل إلى حل وفي دول الهند أجروا عمليات جراحية للرجال للقضاء على الخصوبة لديهم انتقاما من قبيلة "السيخ"، وليس لخفض معدل النمو السكاني. وأوضح أن ما تردد من حديث نائبة البرلمان بحقن مزارع الدواجن بهرمونات لكي تخفض الخصوبة لدى المصريين ومنع الإنجاب كلام مرسل ليس له أساس من الصحة العلمية؛ لأن الهرمونات التي تحقن للدواجن ما هي كمياتها لكي تؤثر في المصريين ومن ادعى ذلك لا يفهم معنى خصوبة الرجال. وتابع: "فضلا عن أن الهرمونات التي تحقن إلى الدواجن هي لزيادة حجمهم فقط وزيادة حجم المياه في الدواجن ثم يتم ترسيب تلك الهرمونات في دهون الدواجن ولا يوجد أحد يأكل تلك الدهون لذلك ما تردد هو كلام غير علمي"، مشيرا إلى أن الغرض من حديث خفض معدلات الخصوبة هو تنظيم الأسرة فقط بدليل أن هناك سيدات يحملن أثناء تركيب وسيلة تنظيم الأسرة. إستراتيجية 2030 وحول إعلان الإستراتيجية القومية للسكان للوصول إلى عدد السكان 110 ملايين مواطن في 2030، فكيف سيتحقق ذلك ونحن الآن 90 مليون مواطن، أجاب مقرر المجلس القومي للسكان بأن ذلك سوف يتحقق من خلال تطبيق الإستراتيجية بكل محاورها وتوفير خدمة تنظيم الأسرة وتوفير الوسائل في كل الأماكن ورفع خصائص السكان، مشيرا إلى إعداد دراسة بأنه في حال عدم تطبيق الإستراتيجية القومية للسكان واستمر الوضع على ما هو عليه سوف نزيد إلى 140 مليون مواطن في 2030، ولكن في حال تطبيقها بحذافيرها يمكن أن نصل إلى 108 ملايين مواطن، ومنذ إعلان الإستراتيجية تم البدء في تطبيق محاورها، ولوحظ ثبات معدل المواليد خلال الستة شهور الماضية. كما أشار الدكتور عاطف الشيتاني، رئيس قطاع تنظيم الأسرة والسكان سابقا بوزارة الصحة والمستشار بالمجلس القومي للسكان حاليا، إلى أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد عندما قال، خفض معدلات الخصوبة كان يقصد خفض معدلات الزيادة السكانية، لافتا إلى أن معدلات المواليد في مصر تبلغ 2.6 مليون مولود سنويا، وعند قسمة عدد المواليد على عدد السكان يكون الناتج هو معدل المواليد. خطة الحكومة وأضاف ل"فيتو"، أن معدل المواليد حاليا 300 لكل 100 ألف مواطن، وفي عام 2000 كان يصل معدل المواليد إلى 25.6 في الألف، مؤكدا أن الحكومة تهدف إلى خفض معدلات المواليد والزيادة السكانية، وذلك الهدف من تصريح خفض معدلات الخصوبة وبعيد كل البعد عن استخدام أي إجراء طبي للتأثير على خصوبة المصريين، فتم فهم الحديث بصورة خاطئة، وتم فهم مصطلح "الخصوبة" بطريقة خطأ. وأوضح أن ذلك سوف يتم من خلال تغيير الرسائل التي تصل إلى المواطنين عن تنظيم الأسرة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي تسعى الدولة لخفض معدل المواليد والزيادة السكانية ليتوافق مع معدلات النمو الاقتصادي حيث تم ربط معدل النمو الاقتصادي بعدد السكان منذ عام 1994 بمؤتمر التنمية الدولي. وتابع: "بعد ربط التنمية الاقتصادية والبشرية بالسكان حاليا تبذل الدولة جهودا؛ لخفض العدد ورفع قدرات البشر وتحسين خصائصهم، ووزارة الصحة حاليا تحاول إتاحة الخدمة وهي تنظيم الأسرة لكل الناس بأسعار غير مكلفة والتركيز على الوسائل طويلة المفعول، ووفقا للمسح الصحي السكاني الأخير يوجد 23% من السيدات في سن الإنجاب لديهن الرغبة في استخدام وسائل تنظيم الأسرة ولا يستخدمونها، وتزيد تلك الشريحة في محافظات الصعيد والوجه القبلي حيث زادت إلى 25% في محافظة سوهاج وحل ذلك هو إتاحة الخدمة لهن وجعلهن يستخدمن وسيلة تنظيم الأسرة". وأشار "الشيتاني" إلى أن المجتمع جاهز لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة حيث يوجد 59% من سيدات مصر يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة بشكل طوعي دون إجبار وإذا تم إضافة نسبة 23 % نسبة الاحتياجات غير الملباة مع نسبة 59% نصل إلى نسبة تتخطى 80% سوف يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، وبالتالي ينخفض معدل النمو السكاني. وأوضح أن نسبة 59% اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، يوجد 30% منهن يفضلن اللولب النحاسي وهو وسيلة ذات مفعول طويل تمتد إلى 12 سنة، ويليها الوسيلة الأكثر شيوعا أقراص منع الحمل والكبسولات تحت الجلد، ويوجد 13 % من السيدات المتزوجات لا يردن الإنجاب مرة ثانية ولا يستخدمن وسائل منع الحمل. وطالب وزارة الصحة أن تلجأ إلى وسائل تنظيم الأسرة طويلة المفعول لكل الناس وعمل قوافل طبية تصل إلى القرى والنجوع والأماكن الصعب الوصول اليها في مناطق جغرافية ليس بها وحدات طب أسرة. وتابع: "برنامج تنظيم الأسرة يعتمد على تلبية رغبات السيدة دون إجبار أو تحفيز، ويجب شن حملات توعية لذلك حتى تأخذ السيدة القرار الصحيح بتنظيم أسرة واستخدام الوسيلة خاصة وأن 30% من السيدات استخدمن وسيلة تنظيم الأسرة للمرة الأولى ثم انقطعن عن استخدامها فضلا عن وجود نسبة تشتري الوسيلة من القطاع الخاص سواء العيادات أو الصيدليات بدون معايير، ويقدم الخدمة دون مشورة صحية، ويجب التواصل مع الصيدليات لكي تصرف الخدمة وفق قواعد ومعايير استخدام وسائل تنظيم الأسرة في وحدات طب الأسرة". تجارب الدول وأضاف "الشيتاني" أن نائب وزير الصحة والسكان الدكتورة مايسة شوقي، تهتم حاليا بدراسة تجارب الدول في خفض معدلات النمو السكاني والاستفادة من تجاربهم، منهم على سبيل المثال دول إسلامية تونس وبنجلاديش وإيران حتى لا يتم ربط الدين بمسألة تنظيم الأسرة أو أن الدين يحفز على الإنجاب، مؤكدا أن مسألة مواجهة الزيادة السكانية تحتاج تكاتف الدولة بالكامل وليست عبئا فقط على المجلس القومي للسكان أو مسئولية وزارة الصحة وحدها. وأكد المستشار بالمجلس القومي للسكان، أن كل الدول التي نجحت عملت على إدماج السياسات السكانية في خطط التنمية بالدولة وتحسين الخصائص السكانية وتنمية البشر وكل الدولة فعلت إجراءات استثنائية، ومصر مصممة أن يكون برنامج تنظيم الأسرة طوعيا واختياريا لدينا غير إجباري. وعن الوسائل التي استخدمتها تلك الدول، أضاف أن تونس ألغت تعدد الزوجات وأباحت الإجهاض ودولة إيران أباحت تعقيم الرجال من خلال ربط الأنابيب جراحيا إلا أنه في مصر لا يمكن إباحة ذلك كل مجتمع حسب ثقافته وتقاليده، بينما في دولة بنجلاديش عملت على تعقيم السيدات وعمليات ربط الأنابيب. وأشار "الشيتاني"، إلى أن مصر عليها التركيز على الريف والصعيد في توعية السيدات بأخذ قرار تنظيم الأسرة ومنع الإنجاب وتحسين مستويات المعيشة وتغيير السلوك الإنجابي للسيدة وضرورة ربط التنمية بتنظيم الأسرة؛ لأن استخدام الوسائل ليس الحل الجذري للمشكلة السكانية وتوفير فرص عمل زيادة وتنوير المجتمع. أضاف أنه في دول أوروبا يوجد لديهم نسب خصوبة مرتفعة ومعدلات انجاب مرتفعة إلا أنه مع الثورة الصناعية وانتشار فرص العمل والتحاق السيدات بالعمل؛ لتحسين مستوى الدخل قررت البحث عن تنظيم الأسرة وعدم الإنجاب حتى لا يعيقها ذلك عن العمل. وأكد "الشيتاني" في نهاية حديثه، أنه لابد من ربط أهداف التنمية ورؤية مصر 2030 بالأهداف السكانية الديموغرافية والخطة الإستراتيجية للسكان.