*حددها القانون رقم 103 لسنة 1961م. الأزهر مؤسسات عريقة صنعت المجد لمصر تجدد الثقافة وتنشر العلم وتمنع التعصب 15 معهدًا فى الخارج.. علماء معارون فى 87 دولة دار الكتب الأزهرية تحمى تراث الأمة من الضياع كتب- عيد حسن للأزهر الشريف ككيان عريق مؤسسات عملاقة اضفت عليه عراقته وأسهمت فى كتابة مجده الدينى والسياسى بحروف من نور فى قلوب المصريين وفى قلوب المسلمين فى كل بلدان العالم. ومن هذه المؤسسات، المجلس الأعلى للأزهر وقد بينت المادة التاسعة من القانون رقم 103 لسنة 1961م أنه يتكون برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ويختص بالنظر فى التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التى يقوم عليها الأزهر ويعمل لها فى خدمة القضايا الإسلامية الشاملة. ويقوم المجلس برسم السياسة التعليمية التى تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية، فى كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية واقتراح المواد والمقررات الدراسية، وكذا النظر فى مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامى واقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية وقبول الأوقاف والوصايا والهبات. كما يقوم بالنظر فى كل مشروع قانون أو قرار جمهورى يتعلق بأى شأن من شئون الأزهر وفى منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها بناءً على اقتراح الكلية أو الجامعة. ومن صلاحياته أيضا تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه، أو غيرهم من المتخصصين، لبحث الموضوعات التى تدخل فى اختصاصه وتدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها، بالإضافة الى النظر فيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح، وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفى كل ما يرى المجلس فائدة فى بحثه من المسائل التى تدخل فى اختصاصه. أما مجمع البحوث الإسلامية فنصت المادة "10" من القانون ذاته على أن "مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة فى كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضلات والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، وبيان الرأى فيما يجِّد من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. ويعاون المجلس جامعة الأزهر فى توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة فى امتحاناتها وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذى يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه ومجمع البحوث الإسلامية يؤدى رسالته فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة. ويتألف المجمع من عدد لا يزيد على 50 عضوًا من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على ال20، من غير مواطنى جمهورية مصر العربية، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التى تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية. وكان الدكتور محمود حب الله، أول أمين عام للمجمع، وكان شخصية عالمية أكسبت المجمع مصداقية بالعالم الإسلامى وجعله أولى أكاديمية بحثية، وشكله من بين كبار رجال الدين بالعالم المشهود لهم بالتقوى والعلم والورع، ليقوموا بالاجتهاد والفتوى، ويرأس مجلس المجمع شيخ الأزهر. ويشكل مجلس المجمع من بين أعضائه لجانًا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث فى مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية. ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية ولجانه متابعة ودراسة القضايا والموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية، والأحداث التى تموج بها، ويصدر بياناته المشتملة على رأى الشريعة الإسلامية فيها، هذا فضلًا عن تتبع ما ينشر من بحوث عن الإسلام الحنيف وبها مغالطات وإفتراءات، ومواجهتها بالرد والتصحيح، ومن هذا القبيل تشكيل لجنة دائمة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لشرح مبادئ الإسلام الصحيحة السمحة، والرد على ما ينشر ضد الإسلام على الشبكات الأخرى. ويفتح الأزهر الشريف أبواب معاهده وجامعته لطلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة به، سواء على منح الأزهر، أو على منح الجهات المانحة الأخرى، أو على حسابهم الخاص، وتتولى الإدارة العامة للطلاب الوافدين استقبال الطلاب الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجيه كل منهم للدراسة المناسبة لمستواه فى المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث، أو بجامعة الأزهر بجانب مدينة البعوث الإسلامية التى خصصت لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر. أما المعاهد الأزهرية الخارجية فينشئ الأزهر الشريف عددا منها فى بعض الدول التى لا يستطيع الأزهر استقدام جميع الطلاب من أبنائها الراغبين فى الدراسة به، ولا تسمح إمكانات هذه الدول المادية بتحمل نفقات إيفادهم للدراسة بالأزهر. وتسير هذه المعاهد الأزهرية الخارجية على نظام التعليم بالأزهر الشريف، خطة ومنهجًا وكتابًا، وتخضع للإشراف الفنى للأزهر، ويقوم مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية بإمداد هذه المعاهد بالمدرسين والكتب والمناهج الدراسية، وقد بلغ عدد هذه المعاهد الأزهرية الخارجية 15 معهدًا منها 13 معهدًا بأفريقيا، وواحد بكندا، وواحد بباكستان. ومن خلال الإدارة العامة للبعوث الإسلامية يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامى، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبناء المسلمين فى الخارج مبادئ الدين الإسلامى الحنيف وفرائضه وقيمه وسماحته، وذلك سواء على نفقة الأزهر الشريف أو على نفقة الدول الموفد إليها، وقد بلغ عدد الدول التى يوجد للأزهر علماء معارون إليها 87 دولة. أما الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة فيشرف مجمع البحوث الإسلامية من خلالها على طبع مصحف الأزهر الشريف ومصحف المطابع الأميرية، وإصدار تصاريح طبع وتداول المصحف الشريف لدور النشر المختلفة بعد مراجعة الأصول. وعن طريقها يقوم مجمع البحوث الاسلامية بمراجعة الشرائط القرآنية للتأكد من خلوها من الأخطاء، كما تتولى هذه الإدارة فحص المؤلفات الدينية، سواء كانت باللغة العربية أو الأجنبية، سواء كانت بحثا أو كتابا أو شريطا أو فيلما أو لوحة..إلخ، وذلك للتأكد من صلاحيتها وخلوها مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وعن لجنة الفتوى فتتولى مهمة تلقى استفتاءات الجماهير من الداخل والخارج، سواء عن طريق المقابلات الشخصية أو الهاتف أو المراسلات، والرد عليها، وكذلك إشهار إسلام الراغبين فى اعتناق الدين الإسلامى، وإعطائهم شهادات بذلك. أما دار الكتب الأزهرية فتقوم على حفظ تراث عظيم يبلغ 116.133 كتابًا فى مختلف العلوم والفنون، وتقع فى أكثر من نصف مليون مجلد، منها لا يزال مخطوطًا 40.000 كتاب. وأنشئ مبنى حديث لها مكون من 14 طابقًا، به 4 قاعات للمطالعة، و21 غرفة مجهزة بأحدث النظم المكتبية للراغبين فى الاطلاع، تخصص واحدة منها لكل باحث، وقاعة للمكفوفين مزودة بأحدث الأجهزة العلمية. ويجرى الآن إعداد قاعدة بيانات بيبلوجرافية لمطبوعات المكتبة لإدخالها على الحاسبات الآلية، وغير ذلك من إجراءات التطوير والتحديث للمكتبة الأزهرية، التى يجرى إنجازها لتصبح صرحًا من صروح المعرفة والإشعاع الثقافى لمصر والأزهر الشريف. إدارة إحياء التراث الإسلامى إحدى الإدارات المهمة وتؤدى عملها فى خدمة كتب التراث الإسلامى، وأصدرت التفسير الوسيط للقرآن الكريم، وموسوعة فى الحديث الشريف وصدر منها "جمع الجوامع للإمام السيوطى"، ويجرى الآن تخريج بقية أحاديث الأفعال والمسانيد تمهيدًا لطبعها، كما تتولى هذه الإدارة إصدار سلسلة البحوث الإسلامية، حيث يتم اختيار أفضل الكتب والأبحاث، وطبعها، وإصدار كتاب كل شهر. وأما مجلة الأزهر فيصدرها مجمع البحوث الإسلامية فى مطلع كل شهر هجرى، وتحمل رسالة الأزهر إلى جماهير المسلمين فى الداخل والخارج، وتتابع مجريات الأحداث الإسلامية والعربية بدراسات موضوعية وتحليلات علمية. وعن طريق اللجنة العليا للدعوة الإسلامية ينظم الأزهر الشريف دورات تدريبية للأئمة والدعاة والوعاظ من دول العالم الإسلامى، مدة كل دورة 3 أشهر يتم خلالها تدريب هؤلاء الدعاة على طرق الدعوة إلى سبيل الله وأساليبها، وما يجب أن يتحلى به الداعية من صفات وأخلاق لتأدية عمله على أكمل وجه. وتنظم هذه اللجنة محاضرات يلقيها عليهم أساتذة وعلماء الأزهر الشريف فى كل القضايا المعاصرة، وكيفية تعامل الداعية معها، ورأى الشريعة الإسلامية فى هذه القضايا، حتى يجمع الداعية إلى القدوة الحسنة الإلمام بقضايا العصر، وكيفية معالجتها فى ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية. أما قطاع المعاهد الأزهرية فيتولى الإشراف على العملية التعليمية بالمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، سواء كانت معاهد ابتدائية أو إعدادية، أو ثانوية، أو معلمين، أو قراءات، أى أنه يختص بكل ما يتصل بالتعليم قبل الجامعى بالأزهر الشريف. وتعتبر جامعة الأزهر أهم صرح تعليمى فى الأزهر الشريف وتختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى، وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه، كما تهتم ببعث التراث العلمى والفكرى والروحى للشعوب العربية والإسلامية، وتعمل على تزويد العالم الإسلامى، والوطن العربى بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى التفقه فى علوم العقيدة والشريعة ولغة القرآن الكريم، والمؤهلين للمشاركة فى كل أنواع النشاط والإنتاج والقدوة الطيبة. كما تهتم الجامعة بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية والإسلامية العربية والأجنبية، وتشمل الدراسة بها علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وسائر العلوم والمعارف الأخرى، وذلك لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين للمشاركة فى أنواع الإنتاج والنشاط الإنسانى. ولهذا تضمن القانون 103 لسنة 1961م إنشاء كليات للطب والهندسة والصيدلة والزراعة والتجارة واللغات والترجمة والعلوم والتربية وطب الأسنان، بالإضافة إلى الكليات الأزهرية الأصلية، وهى: كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية، كلية الدراسات العربية والإسلامية، كلية الدعوة الإسلامية، وقد أصبحت فروع وكليات جامعة الأزهر -أنواعها المتعددة- تتزايد بمحافظات جمهورية مصر العربية، حتى تتستوعب خريجى المعاهد الأزهرية، حتى بلغت ما يقرب من 60 كلية.