أكدت مصادر رفيعة المستوى أنه لا توجد محاولات وقيعة بين مصر والسعودية، مشيرة إلى أن تقريب وجهات النظر بين الطرفين تم على المستوى الرسمى خلال الأيام الماضية. وكشفت المصادر أن دولتي «الإمارات العربية المتحدةوالكويت» تبذلان دورًا كبيرًا لفك الجمود وحالة التوتر في العلاقات بين مصر والسعودية، وذلك عقب زيارة مستشار الملك سلمان إلى القاهرة منذ أسبوعين. وأضافت المصادر: "إنه علينا أن نتعامل مع هذا الملف على المستوى الرسمى بين مسئولى البلدين"، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيحل من خلال توضيح الأمور بين الطرفين وتأكيد مصر أهدافها فيما يتعلق بالأزمة السورية وحرصها على وحدة تراب الشعب السورى وعدم تطور الأمر كما حدث في ليبيا. وتابعت المصادر أن الوساطة الخليجية يرعاها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. وأكدت المصادر إجراء لقاءات سيادية في مصر والسعودية لإزالة حالة التوتر الأخيرة وعقد لقاء رفيع المستوى بين الجانبين لتأكيد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين القاهرة والرياض، والتي تفوق العلاقات بين الدول، حيث إن الشعبين الشقيقين يتعاملان مع بعضهما البعض بمحبة وإخاء تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقالت المصادر إن العديد من الاتصالات أجريت بين البلدين للتحضير لجلسة مباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية في مجملها سواء اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، والارتقاء بهذه العلاقات لتحقيق طموحات الشعبين، بجانب بحث القضايا الإقليمية. وأوضحت المصادر أن العمل المثمر والمشترك بين المملكة العربية السعودية ومصر لا غنى عنه لتحقيق الأمن القومي العربي ودعم الاستقرار في هذه المنطقة، مؤكدة حرص قيادة البلدين على استمرار العمل في تعزيز العلاقات وتكثيفها بين الجانبين وأن الأمن القومي لمصر يرتبط بشكل وثيق بأمن السعودية وأمن دول الخليج بصفة عامة. يذكر أن الرئيس السيسي استعرض في الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة ثوابت السياسة الخارجية المصرية. وعلى صعيد التجاذبات والتصريحات الإعلامية التي شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج أكد الرئيس مجددًا عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، مشددًا على أن مصر تتبنى سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي العربي من خلال تبني رؤية وطنية. وأعاد الرئيس تأكيد موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية، والذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام إرادة الشعب السوري، فضلًا عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا، مؤكدًا أن تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخرًا في مجلس الأمن جاء على أساس تلك الثوابت أخذًا في الاعتبار أنهما تضمنا الدعوة إلى تطبيق الهدنة في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وهو ما يؤكد عدم وجود تناقض في تصويت مصر لصالح هذين القرارين. ونفى الرئيس أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر، جاء ردًا على موقفها من التصويت في مجلس الأمن، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي لمصر في شهر أبريل الماضي وأن الحكومة اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.