رغم زيارات المتابعة لعدد من الوزراء والمسئولين إلى مدينة رشيد بالبحيرة، فإن واقع الآثار بتلك المدينة يؤكد أن الزيارات المشار إليها لم تكن إلا نوعًا من الشو الإعلامي، خاصة مع الحالة المتردية لمدينة تعد الثالثة عالميًا على مستوى مدن الآثار الإسلامية. وتضم المدينة قلعة "قايتباي" والمنازل الأثرية والمساجد والمتحف الوطني ما يؤهلها لتكون أكبر متحف مفتوح في العالم، إلا أنها محاصرة بالتعديات وأكوام القمامة والمياه الجوفية التي تهددها، ما يعرض تلك الآثار لمخاطر شديدة وسط حالة صمت مريبة لدى المسئولين. فبمحيط منطقة القلعة توجد تلال القمامة والمياه الملوثة، الأمر الذي أثر بالسلب فى بعض الآثار التاريخية النادرة بمدينة رشيد، فمسجد المحلي بشارع السوق، والذي يعد ثاني أكبر مساجد المدينة بعد مسجد زغلول، تعرض لتصدع جزء من المئذنة نتيجة إهمال مسئولي الآثار والمحافظة، وخلال زيارة الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، تجمهر أمامه الأهالي لإنقاذ المسجد ووعدهم بالحل وافتتاح المسجد في أقرب فرصة إلا أنه حتى الآن لم يتم افتتاحه. ويعد مسجد المحلي، أحد أقدم المساجد الأثرية بمدينة رشيد، ويضم 99 عمودًا، لكنه يغرق تمامًا في مياه الصرف الصحى، ورغم البدء في أعمال الترميم في عام 2008 فإنها توقفت بسبب عدم توفر اعتمادات مالية لاستكمالها. من جانبه أكد محمد كوجك، نائب رئيس مدينة رشيد، أن الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، تمكن من توفير المبالغ المالية التي يحتاجها ترميم مئذنتي مساجد العرابي والنور الأثرية، وتم الانتهاء من إجراءات العطاء بالوحدة المحلية لرشيد منذ أسبوعين، إلا أنهم ينتظرون قرار اللجنة، مشيرًا إلى أن وضع مسجد المحلي لا يسر أحدًا، مما يستلزم سرعة الانتهاء من عمليات الترميم حتى لا تحدث كارثة. كما تنتشر القمامة بشارع السوق مع وجود الباعة الجائين بجوار المنازل الاثرية بالمدينة الأشهر عالميًا في الآثار الإسلامية النادرة، بينما انتقد أهالي المدينة التعديات على منطقة تل أبو مندور الأثرية التي كان مخططًا لها استثمارها سياحيًا. وحتى متحف رشيد لم يسلم من التعديات على حرمه ويكاد لا يفصله سوى أمتار قليلة عن بنايات عالية مخالفة، وقامت الوحدة المحلية بتحرير قرار إزالة للمبنى الذي يتعدى على حرم المتحف، لكن القرار لم ينفذ حتى الآن، وزاد الطين بلة استحواذ المقاهي القريبة منها على حرم المتحف لتحوله إلى باحة لرواد المقاهي.