قطب من اقطاب الصوفية, ولي من أولياء الله الصالحين, الذين وَالوْا ربهم بالطاعة والمحبة , فوَالاهم الله بالرضا والكرامة.. من المغرب إلى مصر جاء السيد احمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر إلى مدينة طنطا عام 637هجرية 1240 م. كانت طنطا – انذاك- قرية صغيرة يطلق عليها «طندتا» فى مواجهة الحملة الصليبية وكما يقول المتصوفة ان العارف بالله كان يحجب نورعينيه عن مريديه حتى لايفتتنوا به , وقد قاد «طندتا» وأسروا «لويس التاسع» بالمنصورة بالعبارة الشهيرة: الله الله يا بدوى جاب الاسرى, ولقب البدوى بألقاب عديدة منها : الملثم والفتى والعطاب والزاهد والقطب والصامت وابو فراج والصالح والمعتقد وابو الفتيان , واخيرا العارف بالله وللبدوى كما يقول مريدوه كرامات فى حياته وبعد وفاته. ولد السيد البدوى بمدينة فاس المغربية في عهد الخليفة الموحدي الناصر محمد، وهاجر مع أبيه إلي مكة سنة 603ه، واستغرقت الرحلة إلي مكة 4 سنوات، واستقر فيها من عام 607ه وحتي وفاة والده سنة 627ه، وعاد الي مصر سنة 637ه، بعد رحلة إلي العراق ، ونزل البدوي مدينة طنطا ضيفا علي احد التجار وهو الشيخ ركن الدين , في عهد السلطان العادل الأيوبي بن الكامل محمد، وكانت اقامته علي سطح المنزل, لذلك عرف ب«السطوحي», وبعد موت ركن الدين انتقل إلي دار ابن شحيط شيخ البلدة، حتي توفي في 12 ربيع الأول 675ه، وينسب إليه الناس الكرامات ,ونسج حوله اتباع الطرق الصوفية الكثير من القصص. ويحتل المولد الاحمدى أو مولد السيد البدوى مكانة مرموقة منذ سبعة قرون، ويعتبر من أكبر الموالد الدينية فى العالم العربي, ويرجع هذا المولد إلى أن الآلاف من أتباع البدوى حضروا إلى طنطا بمجرد أن ذاع خبر وفاته لتأدية واجب العزاء , فلم تسعهم طنطا فضربوا خيامهم حول المدينة لثلاثة أيام. بدأ المسجد بخلوة بناها عبدالمتعال, أول خلفاء البدوي, بجانب قبر السيد البدوي, ثم حولها الي زاوية للأحمدية، وعني بها السلطان سيف الدين قايتباي عام 1483م 887ه , وامر علي بك الكبير ببناء المسجد الحالي عام 1769م 1182ه , وهو يتميز بالطراز الإسلامي الرفيع , وبنيت به ثلاث قباب أكبرها للبدوي, والقبة الغربية لعبدالمتعال , والشرقية للشيخ مجاهد شيخ المسجد في ذلك العصر. واوقف له علي بك الكبير اطيانا عديدة , تعتبر من اهم موارد المسجد المالية, وفي عهد عباس الاول تم تجديده مرتين,الاولي عام 1836م 1251ه , والثانية عام 1848م 1264ه. كما اوقف محمد سعيد باشا اوقافا ونظم القراءات بالمسجد عام 1860 1276ه، ولقي المسجد عناية من عدد من الحكام منهم الخديو اسماعيل والخديو عباس حلمي الثاني والملك فؤاد، وتوالت تجديدات المسجد بعد ثورة 1952. الشيخ محمد الشرنوبى- شيخ الطريقة الشرنوبية , عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية قال ل«فيتو»: الاحتفال بمولد السيد البدوى فى مدينة طنطا يعبر عن حب المصريين وعشقهم لآل البيت والأولياء والصالحين, كجزء من الميراث الثقافى الذى تربى عليه المصريون واستقر فى وجدانهم ,كشعب متدين بطبعه , وان مشاركتهم فى الاحتفال تتجدد فى شهر أكتوبر من كل عام, وتصل اعداد زواره الى عدة ملايين, منهم المشاهير وغيرهم , حتى ان السفير الأمريكى «فرانسيس ريتشاردوني» بالقاهرة- أثناء ولاية الرئيس جورج بوش الابن , فى زمن مبارك- كان ذاهبا للقاء الشيخ حسن الشناوى- شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذى تولى المشيخة بعده عبد الوهاب القصبى , وهو أحد أبناء محافظة الغربية- فى وقت كان المولد فيه مقاما, فآثر السفير الذهاب للمشاركة بالصدفة. وأضاف الشرنوبى أنه كان بمصاحبة السفير الأمريكى ليقوم بالترجمة , رغم اجادة السفير اللغة العربية , كما ان الشيخ علاء ابو العزايم شيخ الطريقة العزمية يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة , لأن الشيخ متزوج من أمريكية..وانبهر السفير الامريكي بطقوس المولد وحلقات الذكر,ما دفعه الى المشاركة فى الاحتفال لمدة 3سنوات, انتهت فى عام 2009 , حتى مجىء السفيرة الأمريكية «آن باترسون» للقاهرة . وكان السفير «ريتشاردوني» حريصا خلال مشاركته في المولد مع زوجته وابنته على الانخراط مع الصوفيين في احتفالهم ومشاركتهم مظاهر المولد وشراء الحمص والحلاوة الشهيرة، والغناء في السرادق الثقافي مع المشاركين في المولد لسماع المدائح النبوية فى حب النبى وأهل البيت من الطرق الصوفية المختلفة ...لافتا الى أن المولد يحضره مالايقل عن 2.5مليون زائر من جميع محافظات الجمهورية, يشاركون فى نشاط اجتماعى وثقافى وروحانى بهذه المناسبة التى تستمر لمدة أسبوعين, الأول يسمى ب «التعمير», ويعنى الاستعدادات والأنشطة التجارية والترفيهية , بجانب أسبوع الاقامة , فى شهر أكتوبر من كل عام. يشير الشرنوبى الى أن أعداد الزائرين تتزايد فى الأيام الثلاثة الأخيرة قبل نهاية المولد, وتبدأ من الثلاثاء حتى الخميس بنهاية الأسبوع الثانى, حيث تشارك 26طريقة مختلفة من مجموع الطرق الصوفية البالغ عددها 73 , منها 17 للطريقة الأحمدية وهى مجموعة فروع لكل قطب تحمل اسمه وله تابعون ومشاركون ومحبون .