يعتبر الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي بمدينة الغربية من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر حيث تحتفل 67 طريقة صوفية ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير وذلك لمدة أسبوع وسط اجراءات أمنية مشددة حيث يحضره أكثر من 3 ملايين زائر من جميع محافظات مصر وعدد من الدول العربية. وقد ساعد مولد البدوي علي ربط الشمال المصري بجنوبه حيث ان كثيرا من أهل الصعيد لا يزورون الوجه البحري إلا في موعد إقامة هذا المولد كما يقام للمولد الأحمدي احتفالاً آخر ويعرف بالمولد الرجبي ويقام في النصف الأول من شهر ابريل من كل عام لمدة أسبوع ويتوافد الملايين علي زيارة ضريحه والاحتفال بمولده من أجل التقرب منه كأحد أولياء الله الصالحين وكان له كرامات عديدة وهو أحمد بن علي بن يحيي ولد بمدينة فاس 596 ه 1199م وعاش بمدينة طنطا وتوفي عام 675 ه 1276م وهو امام صوفي سني عربي وثالث أقطاب الولاية الاربعة لدي المتصوفين وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الرأية الحمراء ولقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية وله الكثير من الألقاب أشهرها شيخ العرب والسطوحي وينتهي نسبه من جهة ابيه الي الحسين بن علي بن أبي طالب. ولد البدوي بمدينة فاس المغربية وهاجر الي مكة مع عائلته في سن سبع سنوات واستغرقت الرحلة أربع سنوات منها ثلاث سنوات أقاموها بمصر وعندما بلغ الثمانية والثلاثون من عمره سافر الي العراق مع شقيقه الأكبر حسن ورجع بعد عام واحد الي مكة ثم قرر في نفس عام رجوعه الهجرة الي مصر وتحديدا الي مدينة طنطا لتكون موطن انتشار طريقته وينسب الي البدوي العديد من الكرامات أشهرها ما يتداوله العامة انه كان ينقذ الأسري المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري "حي.. الله الله يابدوي جاب اليسري" أي ان البدوي قد جاء بالأسري ويقام له في مدينة طنطا احتفالان سنويا أحدهما في شهر ابريل ليسمي بالمولد الرجبي والثاني في أكتوبر وتعرف طريقة سيدي أحمد البدوي باسم الطريقة الأحمدية نسبة لاسمه "أحمد" أو بالطريقة البدوية نسبة الي كنيته وتقوم الطريقة البدوية علي لبس الخرقة من شيخ الي شيخ والعهد بها والمبايعة والخرقة البدوية هي خرقة حمراء وكان لأحمد البدوي ميول نحوالزهد منذ صغره حتي لقبه قومه في طفولته بالزاهد وقد لبس خرقة التصوف في فاس علي يد الشيخ عبدالجليل اليسابوري وكان شقيق البدوي الأكبر قد أخذ خرقة للتصوف عن نفس الشيخ فأخذ أخوه الصغير أحمد اليه ليلبسه هو الآخر الخرقة وكان للبدوي صلة بالطريقة الدسوقية عندما استقر في مصر فكان له صلة وطيدة بإبراهيم الدسوقي نفسه في دسوق عن طريق مريدي كل منهما إذ كان هؤلاء يتولون تبليغ ما يطلب منهم فيترددون بين مدينتي دسوق وطنطا.