تحتفل الكنيسة بعيد دخول المسيح أورشليم المسمى «بأحد الشعانين» وتأتى تسمية الشعانين من الكلمة العبرية «هوشعنا» التى تعنى «خلصنا» حيث هتفت الجموع الصاعدة إلى أورشليم للسيد المسيح وهو يمتطي حماراً» قائلين:«اوصنا» أى «خلصنا» وذلك فى الاسبوع السابق لعيد القيامة المجيد . ويقوم الاقباط فى هذا الاحتفال بشراء سعف النخيل واغصان الزيتون والورد من امام الكنائس، ويقومون بتضفيره الى اشكال جميلة تشبه القلوب، ويصنع منه اشكال كالصلبان والقربان والجحش, ويذهبون فى الصباح الباكر الى الكنيسة, وهم يرنمون قائلين:«ارشمنا ياابونا» ويصلى الكاهن.. ويرش الماء رمز البركة على السعف, ويعود الاحتفال بأحد السعف الى أورشليم. كانت أورشليم تتزين قبل هذا العيد بأسابيع، حيث تبيض المقابر، حتى لا يلمس أحد من الجموع هذه المقابر، فيتنجس ولا يستطيع أن يشارك فى احتفالات الفصح، وفى العاشر من شهر نيسان العبرى، يذهب رب كل عائلة إلى ساحة الهيكل ويشترى حملاً بمعرفة الكهنة. أما فى حالة شراء شخص الحمل من خارج الهيكل، فعليه أن يذهب إلى الكهنة ليفحصوه جيداً، ويقررون مدى صلاحيته، وعند ذبح خروف الفصح، ونزع الدهون منه , يؤخذ الدم من الخروف، ويسكب أسفل المذبح ،وينشد مزامير «هلليل» وهى مزامير 113 إلى 118. وتشترك الحشود المجتمعة فى هذه الألحان، بترديد الجملة الأولى من كل مزمور. حتى يصلوا إلى المزمور«118» وهم يرتلون العدد 25، 28 «آه يارب خلص (هوشعنا)». جاء فى كتاب التلمود تعليقاً على نبوة «زك 9: 9» عند دخول المسيا الملك «لو شعب إسرائيل كان باراً، فسوف يأتى المسيا على سحاب السماء، أما إذا كان خاطئاً، فسوف يأتى المسيا وديعاً راكباً على جحش ابن اتان» فهكذا دخل الملك أورشليم وقت أن ساد الفساد ليس فى اليهودية فقط بل فى العالم أجمع. فكان هناك احتياج كبير إلى مخلص يشبع جوعها للخير بديلاً عن الشر الذى غرقت فيه. ولكن الملك يدخل على جحش ابن اتان ولا يدخل على حصان كقائد منتصر فى حروب ! لكننا إذا عرفنا أن الحمار فى ذلك الوقت لم يكن رمزاً للهوان والذل,بل كان عند المجتمع اليهودى رمزاً للنبل,فقد ورد فى سفر القضاة أن «عكسة ابنة كالب» أنها فى ليلة زفافها كانت تركب على حمار«قضى 1: 14» كما أن يائير الجلعادى أحد القضاة الذين حكموا إسرائيل فى عصر القضاة، كان يركب الحمار «قضى 10: 4» , كما أنه معروف أن الملك كان يركب الحصان حينما يخرج على رأس جيشه ليهزم أعداءه، فإذا أتى إلى المدينة كان يركب الحمار «رمز النبل» أى أن الملك يأتى للسلام وليس للحرب، فهنا ندرك لماذا دخل المسيح أورشليم راكباً على «حمار»ليقول للجموع المحتشدة إنه ملك للسلام، وليس ملك أرض يحارب لأجل أن يخلصهم من أيدى الرومان الغزاة فى ذلك الوقت. مظاهر الاحتفال عندما كان المسيح ذاهباً إلى أورشليم كان حريصاً أن يدخل على جحش، لم يجلس عليه أحد من الناس قط. هذا لأننا نرى فى «1صم 6: 7» أن أقطاب إسرائيل يوصون فى نقل تابوت العهد أنه يحمل على عجلة جديدة تجرها بقرتان لم يعلهما ثير، أما فرش الثياب على الطريق فهو من مظاهر التكريم للملك المقبل، وأن وضع الثياب تحت أقدام الملك تعنى الطاعة والخضوع مع الفرح لقدومه. أما عن سعف النخيل فكان معروفاً أن الملوك والقادة حينما يعودون من مواقع الحرب, كانوا يستقبلون بسعف النخيل «امك 13: 15» وهتاف الشعب وصراخه للملك الآتى فهى مقتبسة من المزمور«118» , وهو مزمور كان يتلى كجزء من طقس الفصح كما ذكرنا.