يحتفل أقباط مصر، اليوم الأحد، بعيد الشعانين أو عيد أحد الزعف، وهو يأتي قبل أسبوع من عيد الفصح الأحد الأخير من الصوم واليوم الأول من أسبوع الآلام، بحسب الديانة المسيحية. وكلمة الشعانين هي كلمة عبرانية معناها بالعربية يارب خلصنا، ويحتفل المسيحيون في هذا اليوم بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام مدينة أورشليم. ويقول المقريزي في كتابه الخطط الجزء الأول عن احتفالات هذا اليوم:" أما في أحد الشعانين (السعف) كان القبط يخرجون من الكنائس حاملين الشموع والمجامر والصلبان خلف كهنتهم ويسير معهم المسلمون أيضاً ويطوفون الشوارع وهم يرتلون وكانوا يفعلون هذا أيضاً في خميس العهد، وكان الفاطميون يضربون (سك عملة ذهبية لتوزيعها) خمسمائة دينار على شكل خراريب ويوزعونها على الناس وكان يباع في أسواق القاهرة من البيض المصبوغ ألوان ما يتجاوز حد الكثرة فيقامر به العبيد والصبيان والغوغاء، وكان القبط يتبادلون الهدايا من البيض الملون والعدس المصفى وأنواع السمك المختلفة كما يقدمون منها لإخوانهم المسلمين. يشار إلى أن عيد (حد السعف) أو (أحد الشعانين) يمثل ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس راكبا على حمار، ويستحب الأقباط فيه عمل مسيرة للأطفال لتمثيل مشهد دخول القدس ويحمل الجميع جريد النخل والسعف وأغصان الزيتون للتعبير عن فرحتهم بدخول المسيح إلى مدينة القدس. وتبدأ الكنيسة في أسبوع الآلام بدءا من بعد ظهر اليوم في ذكرى آلام المسيح وتآمر اليهود عليه يوم (الجمعة العظيمة)، وتنتهى الاحتفالات الحزينة بعيد القيامة (الأحد المقبل). ويحتفل المصريون على اختلاف طبقاتهم ودياناتهم بأسبوع الآلام وشم النسيم وهى الاحتفالات التي تتوحد فيها وتتعانق الحضارة الفرعونية مع الإسلامية والقبطية في تناغم فريد من نوعه يؤكد على وحدة المصريين وتماسكهم منذ القدم.