عبدالناصر أهدى حكام الغرب قطعًا أثرية نادرة «إسماعيل» أهدى ملوك أوروبا 4000 قطعة أثرية.. وتمثال أوزوريس هدية الرئيس المؤمن ل«تيتو» ربما الجهل بأهمية التاريخ أو التفكير في المصالح الشخصية ونظر البعض تحت الأقدام، هو السبب وراء سرقة وتهريب الآثار المصرية، التي ينظر إليها الجهلاء على أنها مجرد تماثيل حجرية لا قيمة لها، فيبددونها عن طريق الإهداء أو البيع أو تحقيق المصالح، وهو ما فعله عدد من حكام مصر واقتدى بهم الشعب في الفترة من عام 1800 وحتى 1980. بداية فقدان مصر لآثارها كانت مع ظهور مبدأ "القسمة"، في مطلع القرن الثامن عشر، حيث كان ينص قانون الآثار المصرى في ذلك الحين على إجراء القسمة على الآثار المُكتشفة بين البعثات الأجنبية والحكومة المصرية. وفى عهد "محمد على" اتخذ من الآثار وسيلة لتحقيق مصالحه مع دول أوروبا، فأهداهم العديد من الآثار المصرية ومن أبرز الآثار التي هادى بها محمد على الدول الأخرى مسلة معبد الأقصر، التي تعرف اليوم بمسلة الكونكورد الشهيرة لشارل ملك فرنسا، وكذلك أبراج الزودياك التي تزين سقف متحف اللوفر، وأهدى مسلة أخرى إلى ملك بريطانيا "جورج الرابع" عام 1821. وفى عام 1818، أرسل مجموعة ضخمة من الآثار المصرية إلى المتحف البريطانى مقابل 2000 جنيه، وهو ثمن يقل عن تكاليف الحفر والنقل. وفى عصر الخديو سعيد باشا، اشتهر عدد من المصريين بتجارة الآثار؛ ومن أشهر التجار سرقة للآثار "محمد عبد رب الرسول" الذي ساعد الأجانب في الوصول إلى مقابر لم تكتشف مقابل المال. وفى عهد الخديو عباس حلمى الأول، سمح لجنرال إنجلترا بإخراج صندوقين بكل منهما مومياء، إضافة إلى إعطائه للأرشيدوق النمساوى ماكسمليان إحدى قاعات قصور المماليك القديمة، تضم أول نواة لمتحف الآثار الفرعونية المزمع إنشاؤه وقتها، ونقلت القاعة بالكامل عن طريق البحر إلى فيينا. كما أهدى الخديو إسماعيل لملوك وقناصل النمساوفرنسا وألمانيا نحو 4000 قطعة أثرية. وفى عصر الملك فؤاد، وقعت أول سرقة منظمة للآثار المصرية والتي تعرضت لها آثار الملك "توت عنخ أمون"، وقام بها مكتشفها اللورد "كارنافون" ومساعده "هوارد كارتر" عندما دخلا المقبرة بعد كشفها سرًّا مساء يوم 26 نوفمبر 1922، وسرقا كل محتوياتها، وتوجد هذه القطع الآن في متحف "ميترو بوليتان" بنيويورك. وفى عصر ما بعد ثورة 23 يوليو 1952، وعلى يد حكام مصريين، ضاعت العديد من القطع الأثرية المصرية؛ حيث أهدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعض القطع المكررة على نطاق ضيق للاتحاد السوفيتى ودول أوروبا الشرقية. كما أهدى معبدا كاملا للولايات المتحدةالأمريكية، وهو معبد دندور، والذي كان موجودًا بالنوبة المصرية، ويوجد الآن في متحف المتروبوليتان بنيويورك منذ عام 1978م،. وفى عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فقدت مصر نخبة من أجمل آثارها أيضًا، بسبب الإهداءات التي قدمها للبلاد الأخرى على سبيل الوجاهة السياسية. ومن أبرز هذه الإهداءات تمثال الإلهة أوزوريس الذي أهداه إلى الرئيس اليوغسلافى تيتو، كما أهدى للرئيس السوفييتى بريجينيف تمثالًا جالسًا للإلهة إيزيس تقوم فيه بإرضاع الطفل حورس. وأهدى تمثالًا من البرونز للطائر أبيبس لشاه إيران، وتمثال لأيبيس للرئيس جيسكار ديستان، كما قدم إناء من المرمر من عصر الملك زوسر كهدية إلى مؤسسة كيزبى في واشنطن. كما أعطى تمثالًا للطائر أيبيس على قاعدة سلم لقصر الرئاسة بالجيزة لحرم رئيس إسبانيا، بالإضافة إلى تمثال واقف لأوزوريس أهداه لرئيس جمهورية المكسيك. وأرسل إلى رئيس جمهورية إسبانيا إناء من المرمر من عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة، كما منح لإمبراطورة إيران تمثال أيبيس من الخشب الرأسى والرجلان من البرونز ومحفوظ داخل الجسم مومياء لطائر أيبيس، وأسدان رابضان يواجه أحدهما الآخر. وأهدى للرئيس الأمريكى كارتر لوحتين من الحجر الجيري، تمثلان تقديم القرابين.