عرف فن المونولوج أسماءً لامعة من النجوم مثل "يوسف وهبي" و"حسن فايق" الذى احتفظت الإذاعة المصرية له بمونولوج، كان قد سجله فى منتصف الثلاثينيات عن مكافحة (الكوكايين) الذى انتشر فى مصر أثناء تلك الفترة، وكان يقول فيه: "شم الكوكايين خلانى مسكين"، وفى بعض الأحيان كان المونولوج طريق الفنان للسينما، وأشهر من غناه "إسماعيل ياسين"، و"محمود شكوكو"، و"أحمد الحداد"، و"أحمد غانم"، و"سيد الملاح"، و"ثريا حلمي"، و"سعاد مكاوى"، و"محمد عبدالمطلب". ويعتبر "يوسف وهبي" من مؤسسى فن المونولوج، وبدأ حياته مونولوجستاً فى المسارح، رغم أنه كان من عائلة غنية، واشترك مع "محمد عبدالقدوس"، وحينما كان طالبا بمدرسة السعيدية، قام بعمل مونولوج مع "مختار عثمان"، يتجه نحو الموسيقى الغربية، ومن أشهر المونولوجات التى غناها "وهبي" هى مونولوج "شم الكوكايين.. خلانى مسكين.. مناخيرى بتون.. وقلبى حزين.. وعينيه فى راسي.. رايحين جايين"، وكان هذا المونولوج من تأليف وألحان "حسن فايق". وبرع الفنان حسن فايق فى هذا الفن، فبدأ حياته كمونولوجست فى الإذاعة المصرية، وألف العديد من المونولوجات، ولحنها، وكان يعطيها لأصدقائه؛ كى يقوموا بغنائها، كانت تعتمد على السخرية من الحياة الاجتماعية، وقام بعمل مونولوجات تعبر عن الحركة الوطنية فى ذلك الوقت، وتسخر من الإنجليز، مثل المونولوج الذى غناه بعد تصريح 28 فبراير، والذى قال فيه: "ننه ننه واسكت ننه نام.. يامشجع لفكرة تقبل والسلام.. اصحى ياللى بتخدم اصحى وقوم قوام.. دول هيكلفتونا بشوية كلام". أما الفنان "إسماعيل ياسين" فيعتبر من أشهر من قام بغناء المونولوج، وعمل كمطرب فى بداياته، لكنه لم ينجح بسبب شكله وخفة دمه، لكن هذه الصفات جعلته يلمع فى تقديم المونولوج، وكان من نجوم الصف الأول فى هذا الفن، ويحرص الجمهور على مشاهدة مونولوجاته التى منها "قولوا للعروسة اتمخطرى.. وسط البنات يا مدلعة.. وهاتوا لعريسها عيش طرى.. عشان سنانه مخلعة"، و"خطبوها اتعززت.. وفاتوها اتندمت.. لو كانت اتجوزت.. ما كانتش اتألمت"، و"ما تستعجبش ما تستغربش فيه ناس بتكسب ولا تتعبش.. وناس بتتعب ولا تكسبش"، و"كلنا عاوزين سعادة.. بس إيه هى السعادة.. ولا إيه معنى السعادة.. قولى يا صاحب السعادة"، و"عاوز اروح.. متروحش" مع الفنانة سعاد مكاوي. ويدخل "شكوكو" ضمن أبرز من غنى المونولوج فى مصر، وله العديد من المونولوجات التى اشترك فيها مع "إسماعيل ياسين"، مثل مونولوج "الحب بهدلة"، "واحنا التلاتة حاجة شرباتاتة"، حتى إن شركة مصر للطيران كانت تخصص قنوات تذيع مونولوجات شكوكو فى رحلاتها، ومن أشهر مونولوجاته "حبك شمعة وقلبى فانوس وبتلعب بي.. وحوى يا وحوي.. ياما هواك غرمنى فلوس إرحم قلبي.. وحوى ياوحوي"، و" وليلة الجمعة ويوم السبت"، و"الليله ليلة الاربعين"، و"حب ودلع"، و"أستاذ قنفد خرشوف"، و"شارلوك هولمز مين واحنا موجودين"، و"انتى انتى ولا انتيش دارية.. انتى انتى يابطة ياغالية"، و"ماكان انعزر ولاباع جزر". وتعتبر "ثريا حلمي" هى أشهر فنانة قدمت المونولوج فى مصر والعالم العربي، ولقبت بملكة المونولوج بعد أن قدمت حوالى 400 مونولوج حجزت من خلالها مكانها وسط عمالقة هذا الفن، وبدأت ثريا تقديم المونولوج فى عام 1944، وكان أول مونولوج لها هو "شاور عقلك على مهلك.. لا فكرك فكرى ولا فكرى فكرك.. اتفضل روح على أهلك"، واشتهرت ثريا بمنولوج (زنوبة والعبيط)، ومن خلاله التحقت بفرقة فوزى الجزايرلي، فغنت "القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها.. وياما ناس عارفها ما فيش شعور عندها". كما غنت من ألحان الموسيقار رءوف الجنانينى "لحن الزغطة" ومن نظم فتحى قورة، و"براغيت القنطرة" من نظم عبدالفتاح شلبي، و"ياهدوم الحبايب" من نظم مصطفى السيد، وألحان زكى عثمان، و"كنت فين يا على" من ألحان محمود الشريف، و"عيب اعمل معروف.. عيب منتاش مكسوف.. عجوز وماشى بيتلخلخ.. وبدلته بمبة مسخسخ.. وقال يطرقع بلبانة ويشكى من شدة حبه"، و"آه يازين العاشقين" مع شكوكو، و"أنا كده" مع إسماعيل يس. ودرس "سيد الملاح" أصول فن المونولوج، فبرع فيه واشتهرت مونولوجاته بتقديم الانتقادات اللاذعة للعادات السيئة، الأمر الذى جعل مونولوجاته هادفة وتعبر عن ظاهرة وحالة معينة، ومن أشهر مونولوجاته "العتبة جزاز والسلم نايلو فى نايلو"، و"أبريق الشاي"، و"ادلع يا عريس". ومن أشهر المونولوجات فى تاريخ الفن المصرى "يا نجف بنور يا سيد العرسان" لعبدالعزيز محمود، و"بوريه من الستات" لسيد سليمان، و"بطلوا ده واسمعوا ده" لعزيز عثمان، و"يا خارجة من باب الحمام" لتحية كاريوكا، و"اضحك كركر.. اوعى تفكر" لليلى مراد، وغيرها من الأعمال الفنية التى لا تنسى.