«مخيون» يجتمع ب«عليا النور» لمناقشة استعدادات الحزب للانتخابات.. وجولات مكثفة في المحافظات ل«جس النبض» كل الشواهد والتحركات الحالية لمشايخ الدعوة السلفية، وتحديدا قيادات ذراعها السياسية حزب النور، تشير – بما لايدع مجالا للشك- إلى أنهم تعلموا الدرس جيدا بعد الخسارة الفادحة التي تكبدوها خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي خرج منها الحزب ب"فضيحة سياسية" أسهمت بقدر كبير في ابتعاده عن المشهد السياسي لأشهر عدة، وخروج أصوات من داخل الدعوة تطالب بالعودة إلى حظيرة "الدعوة" وترك السياسة لأهلها. الانتخابات المحلية.. أو "معركة الثأر" الفرصة الأخيرة التي تسعى قيادات "النور" لاستغلالها في العودة وبقوة إلى المشهد السياسي والتأكيد للجميع أن الانتخابات البرلمانية ونتائجها المخزية التي منى بها الحزب لا تتعدى كونها جولة في معركة طويلة الأجل. ووفقا لحديث مصدر داخل حزب النور، فإن الهيئة العليا للحزب، اجتمعت بحضور الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب، والسيد خليفة مساعد رئيس الحزب، وصلاح عبدالمعبود عضو الهيئة العليا، وطارق السهري رئيس الهيئة العليا، مجدى سليم الأمين العام المساعد، والمهندس طارق الدسوقى الأمين العام المساعد، بمكتب "مخيون" لمناقشة الاستعداد لانتخابات المحليات، وكيفية استغلال أعضاء مجلس النواب في كسب أرضية جديدة للحزب والدعوة السلفية لاستقطاب قواعد شعبية بخلاف التي فقدتها. المصدر ذاته أوضح أيضا أن قيادات "عليا النور" استعرضت خلال الاجتماع ذاته تشكيل اللجان النوعية بالحزب وكيفية تطويرها خلال الفترة المقبلة، وآليات العمل خلال شهر رمضان المبارك، بما يخدم توجه الحزب في هذه المرحلة المتمثل في زيادة الانتشار في المناطق الشعبية والريف من خلال تقديم مساعدات لغير القادرين، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار الذي ضرب جميع السلع الغذائية في الفترة الأخيرة. كما أكد المصدر أن الحزب يهدف خلال المرحلة المقبلة إلى الوجود بشدة في انتخابات المجالس المحلية، خاصة لما تسمح به من تواصل شبه مستمر ودائم بين المواطن والعضو المنتخب، وهو ما يندرج تحت خطة "السنوات الخمس" لإعادة بناء وترميم القواعد الشعبية التي فقدتها الدعوة السلفية والحزب. وأشار المصدر إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الحزب في أمر خوضه انتخابات المحليات تتمثل في وجود تيار قوي يطالب بضرورة فصل العمل الدعوى عن الحزب وعدم اقحام الدعوة السلفية في التحركات السياسية خلال انتخابات المحليات، وألا يتم الترويج للحزب من خلال الدعوة السلفية وشيوخها، وهو ما أثار حالة من الجدل داخل الاجتماع، حيث رأى فريق ضرورة المشاركة في انتخابات المجالس المحلية ليتمكن من الإعلان عن وجوده وأن يستغل المجالس المحلية لتكون جسرًا للتواصل مع القواعد الشعبية بشكل أكثر من الناحية التنظيمية وتحت مظلة الدولة وهو ما يزيد رقعة تحرك الحزب ليصل لشرائح عديدة بمساعدة شيوخ الدعوة. وكشفت المصادر عن وجود رأي يتبناه عدد قليل من قيادات الحزب يرى ضرورة الابتعاد التام عن الحياة السياسية والاكتفاء بوجود عدد من النواب ممثلين للحزب ويشكلون حائط صد للدفاع عن الحزب، إلا أن الاجتماع ذهب بضرورة معاودة الكرة مرة أخرى والسعي إلى استقطاب قواعد شعبية جديدة واللعب على وتر الدين في منحى عن السياسة وأن يشعر المواطن بوجود أعضاء وقيادات حزب النور خلال الفترة المقبلة مما يساعد على استعادة وضع الحزب وترتيبه بين القوى السياسية. كما أوضح المصدر استعداد يونس مخيون رئيس الحزب، وجلال مرة مساعد رئيس الحزب، إلى إجراء رحلات مكوكية تطوف كل محافظات الجمهورية والأمانات المختلفة للحزب؛ للوقوف على حالة التأهب والاستعداد وعقد اللقاءات والاجتماعات السريعة مع رؤساء الأمانات وحثهم على الاستعداد لخوض الانتخابات المحلية منذ الآن من خلال العمل على تقديم المساعدات لأهالي الدائرة والتواصل معهم بشكل مباشر ودائم، مؤكدين دعم الحزب المرشحين ماليا في حال ضمانهم النجاح من خلال وجود ظهير قوى لهم من خلال العائلات والأهالي من حولهم.