يبدو أن لجوء حزب «النور» السلفى الى قيادات الحزب الوطنى المنحل لانقاذهم من المأزق السياسى القابع فيه الحزب بسبب عدم قدرته على اتمام قوائمه الانتخابية، بسبب بندى وجود اقباط وسيدات على قوائمه، سيفجر خلال الأيام القليلة المقبلة أزمة قد تهدد مسيرة الحزب السياسية خلال الفترة المقبلة. دشن عدد كبير من شباب الحزب، فى أكثر من محافظة حملة ضد القيادات المشاركة فى التفاوض مع فلول الوطنى، ونسقت معهم بشأن خوضهم الانتخابات البرلمانية تحت عبائتهم، الحركة دشنها الشباب بمساندة بعض القيادات الرافضة لترشح اى من اعضاء «الوطنى» على قوائم «النور»، برز منهم الاسابيع الماضية الدكتور «خالد علم الدين» القيادى السابق بالمجلس الرئاسى للحزب. الأسباب التى دفعت الشباب لم يكن خلفها تنسيق الحزب مع فلول الوطنى فى الانتخابات القادمة فقط، بل لحرص الحزب على استقطاب شخصيات قبطية مشهورة للدفع بها بقوائم الحزب فى الانتخابات، والانباء التى وردت لعدد كبير من أبناء الحزب باستبعاد المجمعات الانتخابية لأسمائهم وما صرح به ياسر برهامى نائب رئيس مجلس ادارة الدعوة وعدد من قياداتها والحزب عن احتمال ظهور سيدات غير محجبات على قوائمهم الانتخابية كان له دور كبير فى تمرد شباب «النور» على قياداتهم. وزعت حركة المعارضة السلفية فى أكثر من محافظة خلال الاسبوع الماضى منشورا بأسماء بعض قيادات الدعوة والحزب، على «ياسر برهامى» و«عبدالمنعم الشحات» المتحدث باسمها و«يونس مخيون» رئيس الحزب و «اشرف ثابت» نائبه ومساعده الاعلامى «نادر بكار» و المهندس «جلال المرة» أمين عام الحزب و «صلاح عبد المعبود» و «شعبان عبدالعليم» القياديين بالهيئة العليا للحزب، مطالبة اياهم بالتوقف عن الانتقاص من شأن الحزب بالتحالف مع الفلول او الاقباط أو السماح لسيدات غير محجبات بالترشح على قوائم الحزب، بالتناقض الواضح مع مبادئ المدرسة السلفية، ما يشوه صورتها، ويسهل من عملية نيل اعدائها منها - على حد وصف المنشور - او الاستقالة من قيادة الدعوة، متهمين اياهم بتعمد الإساءة لتاريخ الدعوة السلفية، التى لن يزيدها شيئا دخول ابنائها البرلمان من عدمه، ومطالبين اياهم بانه اذا كان هناك ضرورة ملحة لخوض الانتخابات البرلمانية، على المقاعد الفردية معتمدة على شعبيته وشعبية ابنائه لتلاشى الوقوع فى جرم التحالف مع فاسدين من الحزب الوطنى، او اى من القيادات القبطية، مهددين بالاستقالة من الحزب وترك مهامهم الادارية بالحزب حال عدم الاستماع لمطالبهم، وتكوين حملة طرد لكل القيادات التى تريد افساد الدعوة وتشويه صورتها، محذرين بأنها المرة الأخيرة التى سيقدمون فيها بالنصيحة لقيادات الحزب. على صعيد متصل كان قد عطل أكثر من مكتب ادارى بالحزب عمله خلال الأسابيع الماضية اعتراضاً على السياسة التى ينتهجها الحزب فى اختبار مرشحيه للانتخابات القادمة .