تحول المجتمع من الإنتاج إلى الاستهلاك لم يضع خطًا ينهى به مهنته.. اختفاء زملائه في المهنة لم يدفعه هو الآخر لهجرها، وعبارة «صنع في الصين» لم تشغله يومًا ليتوقف عن كتابة «صنع في بلدى» على فوانيسه التي تتمع بجماهيرية عريضة في عدد من محافظاتجنوب مصر. سيد محمد أمين، المعروف بين زبائنه ب»عم سيد»، من محافظة المنيا، امتهن صناعة الفوانيس اليدوية (الزجاج والصاج) منذ قرابة ال40 عامًا، تفنن خلال الأعوام المنقضية تلك في صناعة ألوان شتى ل«الفوانيس»، وضع فيها عصارة موهبته فأصبح «ملك الفوانيس». انطلاقة «عم محمد» ل«الصعيد الجوانى» بدأت في المنيا، ليذيع صيته بعدها ويمتد إلى المحافظات المجاورة، أسيوط وسوهاج، وبنى سويف أيضا.. وعن رحلته مع «فوانيس رمضان» قال «عم محمد»: مازلت أعمل في صناعة الفوانيس على الطريقة القديمة، صاج وزجاج يكون مطليًا بألوان مختلفة، فوانيسي «مالهاش مثيل في الصعيد كله»، لكننى أواجه حاليًا شبح انقراض مهنتى. وعن نوعية الزبائن التي تقبل على شراء «الفوانيس» التي يصنعها، قال «عم محمد»: يقبل العديد من أهالي القرى بمحافظة المنيا وعدد من محافظات الصعيد على شرائها لإقبال الأطفال صغار السن عليها لكونه يعمل بشمعة خلاف أنواع الفوانيس الصيني المستوردة المصنوعة من البلاستيك أو الفوانيس المصرية المصنوعة من الأرابيسك والتي تعمل بالفيشة.. وفيما يتعلق بالمدة الزمنية التي تستغرقها عملية تصنيع الواحد، أوضح أنه يمكن أن ينتهى من صناعة فانوس خلال نصف ساعة، ويمكن أن يصنع 25 فانوسًا في اليوم الواحد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه يصنع فوانيس ب»الجملة» تطلبها منه محال لعب الأطفال، وأن أغلب زبائنه من أهالي القرى وأحياء محافظة المنيا. «عم محمد» أكد أيضًا أن أسعار منتجاته متفاوتة، يحددها الحجم، فالفانوس الصغير يصل سعره 7 جنيهات، أما بقية الأحجام فسعرها يتفاوت ما بين 12 و30 جنيهًا.