وراء أبواب مغلقة، افتتح حزب العمال الشيوعي الحكم في كوريا الشمالية المؤتمر العام الأول منذ 36 سنة، يُرجّح أن يغتنمه الزعيم كيم جونج أون لتعزيز قبضته على السلطة، فيما أوردت وسائل إعلام رسمية أن المؤتمر سيكشف «خطة عبقرية» تُمكّن الدولة الستالينية من «النصر». ولم يكن كيم (33 سنة) وُلِد عندما عُقد المؤتمر السابق للحزب عام 1980، والذي اختار والده كيم جونج إيل وريثًا لجد كيم الثالث، كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية، والذي شهد عهده عقد كل المؤتمرات الستة السابقة، قبل وفاته عام 1994. ويُنتظر أن يشارك آلاف من المندوبين في المؤتمر الذي يُعقد في قصر «25 أبريل» الثقافي الضخم في العاصمة بيونجيانج. ورُفعت أعلام الحزب الشيوعي وكوريا الشمالية على جانبَي الجادات الرئيسة في بيونجيانج، كما رُفعت لافتات كُتب عليها «الرفيقان العظيمان كيم إيل سونغ وكيم جونج إيل دومًا معنا». وحشدت الدولة الستالينية كل طاقاتها لتنظيم المؤتمر، خلال سبعين يومًا، في حملة دانتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، مُعتبرة أنها عمل قسري. ولم يُسمح لنحو 130 صحافيًا أجنبيًا دُعوا إلى تغطية المؤتمر، ويرافقهم «حراس»، بدخول المبنى الذي زُيِّنت واجهته بصور عملاقة لكيم المؤسس ونجله. كما أُبقي المصورون ومصورو الفيديو على بعد مئتي متر من المكان، ولم يقم التليفزيون الرسمي الكوري الشمالي بتغطية مباشرة للمؤتمر، بل بثّ أفلامًا وثائقية عن إنجازات الحزب الحاكم، وأناشيد وطنية. وكان لافتًا أن كوريا الشمالية لم تدع وفدًا صينيًا إلى حضور المؤتمر، علمًا أن بكين تُعتبر أبرز حليف لبيونجيانج، وأرسلت إلى مؤتمر عام 1980 وفدًا ضحمًا برئاسة لي شيان نيان الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للدولة. وكانت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، الوحيدة التي تطرقت إلى انعقاد المؤتمر، فيما التزمت وسائل الإعلام الصينية الصمت تقريبًا حول افتتاح المؤتمر. ورفض ناطق باسم الخارجية الصينية التعليق على غياب بلاده، مستدركًا أن بكين تأمل بأن تحقق كوريا الشمالية «تنميتها الوطنية، وبأن تنصت إلى نداءات المجتمع الدولي للعمل معنا من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرقي آسيا». وكانت الصين أيّدت تشديد مجلس الأمن العقوبات المفروضة على بيونجيانج، بعد تنفيذها تجربة نووية رابعة وإطلاقها صاروخًا باليستيًا. ولم يعرف جدول أعمال المؤتمر، ولا مدته، لكن هدفه الرئيس هو ترسيخ سلطة كيم الثالث، كما يُفترض أن يكرّس استراتيجيته التي تقضي بالعمل للتنمية الاقتصادية وتطوير البرنامجين النووي والباليستي، في شكل متزامن، أو ما يُسمى «بيونجين». وبثّت الإذاعة الرسمية أن المؤتمر السابع للحزب الشيوعي «سيكشف خطة عبقرية لتحقيق النصر لثورتنا في النهاية». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الرسمية بتحقيق تقدّم في تطوير البرنامجين النووي والباليستي، وأرجعت الفضل إلى علماء الجيش ومهندسيه، في ما تحقق من إنجازات تشكّل «أكبر هدية» لمؤتمر الحزب. وتحدثت عن تحقيق «نتائج مذهلة»، مشيدة بإنتاج القطاع الصناعي الذي حقّق 144 في المائة من المستهدف، وتوليد الكهرباء الذي حقق 110 في المائة من المستهدف. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى «عظمة» كوريا الشمالية و«مكانتها»، بوصفها «دولة نووية». ودانت «لجنة إعادة التوحيد السلمية لكوريا» معارضة المجتمع الدولي البرنامج النووي الكوري الشمالي، وزادت: «سواء اعتُرف بذلك أم لا، لن يتغيّر وضعنا بوصفنا دولة نووية تملك قنبلة هيدروجينية». وقال يانج موو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول أن كيم الثالث «يسعى إلى تحقيق هدفين، هما الترسانة النووية والتنمية الاقتصادية». ورجّح أن «يعلن أن بلاده دولة تملك أسلحة نووية»، وأن «يطرح خطة لخمس أو سبع سنوات، لتنمية الاقتصاد الشعبي».