مطالبات القاهرة بجولة للمفاوضات «مجرد كلام».. وأديس أبابا غاضبة من تصريحات سامح شكري حول مبادرة حوض النيل في الوقت الذي كان يؤكد فيه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، نهاية الأسبوع الماضى، أن تناول وسائل الإعلام قضية سد النهضة أساءت للقاهرة في المفاوضات الفنية، كان وزير الخارجية الإثيوبية يعلن لوسائل إعلام بلاده أن 65% من السد تم الانتهاء منه مؤكدًا في لغة استفزازية أنه مشروع لن يتم الوقوف أمامه أبدًا. وبعيدًا عن الرسالة التي أراد «السيسي» إيصالها للداخل المصري، جاءت تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي تتفق مع حالة التجميد التي دخلت فيها مفاوضات سد النهضة منذ أكثر من شهرين دون أي أسباب، خاصة بعد أن أعلنت كل من مصر والسودان موافقتهما على العقد القانوني للمكاتب الاستشارية لسد النهضة، أما الدكتور حسام مغازي، وزير الري السابق، فكانت آخر تصريحاته قبل مغادرته الوزارة أن مصر والسودان تنتظران إثيوبيا لتحديد موعد التوقيع المفترض في مارس الماضي وهو أمر لم يحدث. ورغم تصريحات سامح شكري، وزير الخارجية، الذي يدير ملف «سد النهضة» في وقتنا الحالي، أنه لا يوجد أي عوائق بين البلدين، إلا أن مصادر فنية داخل مفاوضات سد النهضة أكدت أن القاهرة طالبت بطرق غير رسمية أكثر من مرة بتحديد موعد لجلسة المفاوضات المقبلة، وهو أمر لم تجب عليه أديس أبابا لمدة شهر، ثم حددت بعد ذلك أن تجرى المفاوضات في مارس، وكانت آخر نتائج حسام مغازي، وزير الري السابق، في هذا الشأن هو ما تلقاه من إثيوبيا بشكل غير رسمي أن الوقت غير متاح في ظل المجاعة التي تعانى منها إثيوبيا ناشدت بشأنها العالم التدخل لإنقاذ ما يقارب 10 ملايين إثيوبي. موقف «الخرطوم» لم يكن أفضل حالًا من أديس أبابا بعد أن تحجج الرئيس السوداني عمر البشير باستفتاء دارفور الذي تم خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدًا بشكل غير رسمي أن بلاده غير مستعدة للدخول في جولة أخرى من المفاوضات حتى الآن. مصدر داخل اللجنة الفنية أكد أيضًا أن القاهرة أرسلت أكثر من خطاب للبلدين من أجل عقد المفاوضات ولم تتلق ردًا، فيما أشارت مصادر سودانية ضمن اللجنة الفنية أن تغيير الدكتور حسام مغازي فرصة جيدة لفسحة من الوقت تكسب بها إثيوبيا أرضًا جديدة بعد الاقتراب من افتتاح المرحلة الأولى من السد خلال 2017. «الفسحة» لم تكن السبب الوحيد لتجاهل إثيوبيا أي دعوات لعقد جولة مفاوضات سد النهضة بل هناك سبب آخر كشف عنه ذات المصدر وهو غضب أديس أبابا من تأكيد سامح شكري أن مصر لا يمكن أن تعود إلى مبادرة حوض النيل إلا بعد تغيير اتفاقية عنتيبي. موقف وزير الخارجية كان صادمًا للإثيوبيين خاصة بعد حديث حسام مغازي، وزير الري السابق، أن مصر على استعداد أن تعود لمبادرة حوض النيل دون تغيير في عنتيبي وهي الاتفاقية التي تقتضي توزيع مياه النيل دون النظر إلى الحصص التاريخية للبلدان ورفضتها مصر والسودان وجمدا عضويتيهما في مبادرة حوض النيل بسبب تلك الاتفاقية. «حجة جديدة لكسب الوقت».. هكذا علق مغاوري شحاتة، مستشار وزير الري، على الوضع الحالى، وأكمل بقوله: إثيوبيا تدرك جيدًا أنه لا عودة لمبادرة حوض النيل دون تعديل اتفاقية عنتيبي وما حدث هو نتيجة فتح حسام مغازي هذا الباب ومن ثم استغلته إثيوبيا لتعبر عن غضب مصطنع.