توفي، اليوم الأربعاء، الفنان الكوميدى سيد زيان، بعد صراع مع المرض، استمر سنوات طويلة غاب خلالها عن الساحة الفنية. وعرف سيد زيان بأدائه المميز في الأدوار الكوميدية، وأسلوبه وخفة ظله، بجانب موهبته الفطرية التي أهلته للتألق في المسرح والسينما والتليفزيون أيضًا، وتقديم عدد من الأعمال المتميزة، وترك بصمة قوية في قلوب كل جمهوره ومحبيه وكل عشاق الفن. وبجانب تألقه في الكوميديا، برع أيضًا في تقديم الأدوار التراجيدية ليثبت أنه فنان موهوب بالفطرة وقادر على التنوع وتحقيق المعادلة الصعبة في التمثيل، ورغم غيابه عن الساحة الفنية بحكم ظروفه المرضية وصراعه الطويل مع المرض، إلا أنه ظل حاضرًا في قلوب كل جمهوره من خلال فنه الجميل الذي سيظل حتى بعد رحيله. اسمه بالكامل "سيد زيان عطية سليمان"، ولد في 10 أبريل عام 1942م في حي الزيتون بالقاهرة، والتحق بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة المصرية. بدأ مشواره مع الفن كممثل تراجيدي، من خلال فرقة المسرح العسكري، التي قدمت العديد من المسرحيات العالمية والعربية، ثم اكتشف موهبته في الكوميديا، بعدما انضم إلى فرقة الهواة مع الفنان "عبدالغني ناصر"، الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية "إعلان جواز". بعد النجاح الجماهيري، الذي حققته تلك المسرحية، أسند إليه المخرج نور الدمرداش دورًا بارزًا في مسرحية "حركة واحدة أضيعك"، ثم جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه "فؤاد المهندس"، للمشاركة معه في مسرحية "سيدتي الجميلة"، حيث تعاقد بعد ذلك للعمل مع فرقة الفنانين المتحدين وكانت محطة مهمة في مشواره. انتقل من فرقة الفنانين المتحدين إلى فرقة الريحاني، التي عمل بها لمدة تسع سنوات، ثم اشترك في العديد من المسلسلات التليفزيونية، واختطفته السينما ليقدم البطولة المطلقة لأول مرة في أفلام دورية نص الليل، وحظ من السماء، وكيف تسرق مليونيرا. من أبرز أعماله المسرحية "بمبة كشر"، وبرغوت في العش الذهبي، وزنقة الستات، وقصة الحي الغربي، ولعبة زواج، والعسكري الأخضر، ومن أهم أعماله السينمائية شبح الماضي، والعتبة جزاز، وأرملة ليلة الزفاف، ومدرسة المشاغبين، وآنسات وسيدات، وأريد حلا، والمتسول، وعفوا أيها القانون، والبيه البواب، والجراج، وغيرها. قدم أيضًا العديد من الأعمال التليفزيونية منها أبيض في أبيض، واللعب في المضمون، والمال والبنون، والتوأم، والفرسان، وعمر بن عبد العزيز. في عام 2003، أصيب بجلطة في المخ، أدت إلى إصابته بالشلل النصفي، مما أبعده عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتعرض لأزمة صحية مرة أخرى بعدما تحسنت صحته وأصبح يسير بمساعدة العصا دخل على إثرها المستشفى للعلاج على نفقة القوات المسلحة المصرية، وظل يصارع المرض لسنوات، حتى غاب عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض تاركًا وراءه تراثا فنيا مميزا.