الإخوان على مختلف مراتبهم ومواقعهم داخل الجماعة نسخة كربونية فى القول والعمل، فها هى السيدة نجلاء حرم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، شاركت فى المؤتمر النسائى "متطوعات نحو النهضة" ، لدعم تنفيذ مشروع النهضة الاخوانى بعد تصريحات وتأكيدات لها بانها خادمة مصر الاولى، وليست سيدة مصر الاولى ، وهى التصريحات التى اراحت الناس لكونها تعنى انها ستكون بمنأى عن السياسة او التدخل فيها، على عكس ما كانت تفعله سوزان مبارك قبل ثورة يناير . السيدة نجلاء التى بشرت المصريين بأنها لا تهوى الاضواء، وتفضل الانزواء فاجأت الجميع بظهورها فى جميع الجرائد المصرية الاسبوع الماضى، بحضورها المؤتمر الذى بدأ فعالياته بدار المعلمين بمدينة نصر، برعاية المهندسة عزة توفيق حرم المهندس خيرت الشاطر باعتبارها إحدى القيادات النسائية المهمة فى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين. لا شىء قانونى يحرم السيدة نجلاء من قيامها بهذا الدور ولكن قيامها به يتعارض مع ما اكدت عليه بمحض إرادتها ولكن قد تبرر هى او المؤيدون لها ما فعلته بذريعة انه يأتى فى اطار انها خادمة للمصريين وليست سيدة اولى لهم او عليهم ! حرم رئيس الجمهورية شاركت بصفتها خادمة مصر الاولى فى المؤتمر الذى يعقد تحت شعار "كونى سراجا منيرا " وهو شعار دينى وليس سياسيا، واعلنت عن مشاركتها فى تنفيذ مشروع النهضة، بوصفها رئيسة لجنة الابداع والتطوير بالمشروع الذى يضم عشر لجان، معتبرة ذلك عملا تطوعيا لايتعارض مع تصريحاتها وهو ما اصاب المتابعين والمراقبين بالدهشة. الدهشة سببها ان نهجهها الجديد لا يتماشى مع النموذج الذى قدمته لنفسها عقب فوز زوجها بكرسى الرئاسة، وهو نموذج سيدة وقورة تعكس كل السيدات فى مصر، وهمها الاساسى الاهتمام بشئون منزلها فقط، دون الخوض فى السياسة مثلما كانت تفعل زوجة الرئيس المخلوع والتى كانت احد اهم اسباب خلعه . ما يحدث اعتبره البعض سيرا على نهج الجماعة التى تقول شيئا وتفعل نقيضه فى الوقت ذاتة وليس ادل على ذلك اكثر من اعلان الجماعة عن المنافسة فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة على 30% من المقاعد ونافست على 100% واعلانها عدم الترشح للرئاسة وترشيحها للشاطر ومن بعده مرسى فى اللحظات الاخيرة وكأنها لا تعرف من الشعر العربى الا شطرة واحدة من شعر ابي نواس : كلام الليل يمحوه النهار " . والسؤال المشروع هو: هل السيدة نجلاء لديها المؤهلات والامكانات التى تؤهلها لرئاسة لجنة الابداع والتطوير فى مشروع تعول عليه الجماعة فى إحداث النهضة فى مصر ؟ السيدة نجلاء حاصلة ثانوية عامة، وكل مؤهلاتها انها عملت مترجمة فى بيت الطب المسلم بلوس انجلوس للامريكيات اللاتى اشهرن اسلامهن هناك . المفارقة العجيبة هى ان سوزان مبارك كانت جامعية مقارنة بالسيدة نجلاء وليس فى ذلك تبريرا لما فعلته حرم آخر الفراعنة وانما وضع للنقاط على الحروف حفاظا على الصالح العام خاصة وان مشروع النهضة من المفترض فيه انه اصبح مثار متابعة واهتمام كل المصريين بصرف النظر عن قبولهم او رفضهم له خاصة وان اللجنة التى تترأسها السيدة نجلاء هى المنوطة بوضع معايير انجاز ومراقبة جميع اللجان لمراقبة الافكار المبتكرة والبحث والعلمى والابداع .