أستاذ وليد!

وأنا في تانية إعدادي، كان عندنا حصة اسمها حصة تعبير، مع أستاذ اسمه وليد، كتب على السبورة عناصر موضوع مُعين وسابنا نكتب فيه.
بعد شوية دخل سأل مين خلص؟
رفعت أيدي وقلت له أنا.. خد مني الكشكول أبو جلاد أصفر غامق وقال لي ارجع مكانك.. وبعدين راح سأل بصوت عالي: فين أبانوب ده؟.. جريت والفرحة ملياني وقلت أنا أهو يا مستر!
راح بص لي وقال الآتي:-
أيه يا ابني إللي أنت كاتبه ده؟
بص يا حبيبي.. ما تفكرش تكتب تاني.. إحنا مش ناقصين قرف.
رُحت له بعد الحصة وقلت له: ممكن تقول لي أنا غلطت في أيه؟
رد عليا وقال لي: يا عم غلط أيه ونيلة أيه.. أنت هتعمل لي فيها طه حسين.. خُد هات لي كشكول التحضير من الأوضة.. "للأسف رُحت أجيبه".
روحت البيت اليوم ده.. وصعبان عليا جدًا من الأستاذ وليد وإللي عمله معايا..
تفوت أيام وشهور وسنين وألاقيني كتبت الآتي:-
بدل موضوع التعبير كتبت 37 مقالا.
بدل موضوع التعبير كتبت 5 قصص قصيرة.
بدل موضوع التعبير كتبت مسلسلا.
بدل موضوع التعبير كتبت مسرحية.
بدل موضوع التعبير ليا برنامج لوحدي وبكتب "الاسكريبت" بتاعه.
مش بقول إن كلهم حلوين ولا أني شاطر، بس حبيت أقول للأستاذ وليد شكرًا أن الموضوع ماعجبكش!
الخلاصة أن إللي بيفهموا في بلدنا في كل حاجة دول كتير أوي، وإللي مش عايزينك تنجح دول برضه كتير أوي، ممكن تسميهم محبطين، أو قُطاع طرق، بس برضه أنت إللي في أيدك تنجح وتعدي وتبص عليهم وتضحك، بعد ماكانوا هما إللي بيضحكوا طول الوقت.
وربنا يكتر لينا من الأستاذ وليد، علشان بسببه دايمًا هتطلع ناس حلوة.