من يوم 25 يناير وانا مش مصدق نفسي.. معقولة يا عالم؟!.. الناس ممكن تقف قصاد الظلم والاستبداد.. وينجحوا بالشكل الرائع ده؟. وبعدين الناس دى كانوا عزل من السلاح.. والموضوع ده اتكرر فى بلاد كتيرة.. مش احنا بس يعنى واضح ان الحكاية سهلة ومش صعبة زى ماحنا فاكرين. جيت في يوم الصبح مسكت جرنال قديم من اللي بتفرشه سنيه في المطبخ لقيت صورة الرئيس السابق.. وقعدت ابحلق في الصورة وابص على سنيه وهي واقفة زي الأسد ورايا تحرسني وأنا قدام الحوض بغسل المواعين.. وقلت في سري.." والله فكرة!! ".. تاني يوم قلت لها "أنا هتأخر النهارده يا سنية.. عندى اجتماع مهم فى الشغل.. يعنى مش عاوز سين وجيم بتاعة كل يوم.. اتأخرت ليه؟. ورحت فين؟.. وجيت منين؟.. والكلام ده".. راحت رده عليا بصوتها اللى زى زمارة القطر "برضه هسألك يامنيل رحت فين وجيت منين". .طبعا انا كنت تحت الكنبة وانا برد عليها"حاضر حاضر.. اللى انتى عاوزاه يا سنية.. اللى يريحك يا حبيبتى"!! الشعب يريد.. اسقاط الستات طبعا ماصدقت انى هربت من اللومان.. قصدى البيت.. وطلعت جرى ع القهوة واتقابلت مع مجموعة من جيراني لقيت كل واحد من اللى موجودين راح مطلع اللي جواه من غير ماحد يفتح أى موضوع.. رحت قايل لهم: "مش معقول كده.. هما فاكرين نفسهم إيه.. كفاية.. من يوم ما اتجوزنا واحنا زي العبيد مشغلينا زي الخدامين.. كنس ومسح في البيت.. وشغل بره البيت عشان نجيب لهم القرش!!".. رد واحد من الجيران.." ليك حق.. ده حتى الوليه مراتي بتمدني على رجلي زي العيال لو اتأخرت في طابور العيش!!".."وياريتها جت على قد كده.. دى ساعات تمنعنى من دخول الحمام كمان.. واقعد اترجاها وأقولها أنا إيه ذنبى.. ده انا واقف فى الطابور من صباحية ربنا.. تقولى ولو.. مش هتدخل الحمام يعنى مش هتدخل الحمام "!! ورد واحد تاني وهو بيعيط.."ولا يوم ما نسيت عيد جوازنا.. ربطتني في السرير 3 أيام بلياليهم.. حاولت أشرح لها إن اللى نسانى هي مصاريف البيت والعيال اللى مش قادر أدبرها، ...برضه مفيش فايدة!!" أخدتني الجلاله وصرخت فيهم.." كفايه ذل بقى.. لازم نقوم بثورة ونطردهم من حياتنا ونتجوز وظاويظ صغيرين يدلعونا ويرجعونا 20 سنه لورا".. ما دريتش بنفسي إلا وانا بسمع تصفيق الرجالة اللي في القهوة كلها.. ولقيت ناس تانية من اللى كانوا فى الشارع انضموا ليهم وقعدوا يهتفوا.." تسقط سنيه واللى زيها.. تسقط سنية والسنيات كلها".. و"بص بص بص ...جوز سنية قائد ثورتنا على واحدة ونص".. بس الغريبة ان الواد القهوجي كان عمال يبص لنا ويتكلم في التليفون!!.. دقت ساعة الزحف! وحانت ساعة الصفر.. كل ستات الجيران كانوا متجمعين عند سنية في البيت زي ما بيعملوا كل أسبوع.. كل رجالة الحي اتجمعوا وشالوني على أكتافهم وابتدت المظاهرات وانا بصرخ بعلو حسي وهما ورايا.."مش هنمشي هما يمشوا" ، "الشعب يريد اسقاط الستات".."الشعب يريد اسقاط السنيات".." تسقط الستات وأولهم سنيه المفتريه..أنا عاوز واحدة صغيرة زي العسليه".. وفجأة واحنا واقفين تحت البلكونه لقينا الشبابيك اتفتحت في وقت واحد.. ولقيت الستات كلهم لابسين الحلل في دماغهم وماسكين فى ايديهم سكاكين المطبخ وكمان سواطير وبتقودهم سنيه اللي صرخت فينا صرخه خلت قلوبنا تقع في رجلينا وقالت.."من أنتم؟ ..من أنتم؟؟".. وياريتها رسيت على "من انتم" دي..الوليه المفترية راحت مكمله.."دقت ساعة الزحف".."دقت ساعة الزحف"!! المشكلة اني مش فاكر أي حاجة بعد الجملة دي.. كل اللي فاكره عنبر المستشفى اللي فقت فيه ووكيل النيابه بيسألني انا والمصابين من الجيران.."يا جماعه فهموني.." أمن الدوله " اتحل.. والأمن المركزي هرب من الميدان بقاله أكتر من شهر.. يبقى مين اللي خرشمكم كده؟" بقلم: عمرو عكاشة ------------------------------------------------------------------------ المحروس بيتظاهر!! رجعت البيت في يوم لقيت المحروس مجتمع مع زمايله في الشغل وشغالين يكتبوا يافطات.. وأول ما شافوني لموا بسرعة اليفط وخبوا المكتوب عليها بايديهم.. اتغظت أوي وحسيت ان في حاجه مريبه.. ولقيتهم بيتكلموا بشويش عشان ماسمعهمش.. استعبطت وجبتلهم شاي يمكن ألمح حاجه كده ولا كده.. فضلوا ساكتين وباصين عليا ولا كأني واحد جاسوس طب عليهم. مفيش.. شويه وخرجوا كلهم من البيت.. وملقتش مكانهم غير شوية أقلام وورق متقطع.. فتحت التلفزيون وشوية لقيت المذيع بيقول انه وصلته معلومات بتقول ان في مظاهره كبيره "فئوية" في شركه خاصة.. وانه هاينتقل دلوقتي ع الهوا لتغطية المظاهره ويشوف الموظفين بيتظاهروا ليه.. أول ما جابوا شكل الشركه.. مصدقتش.. دي الشركه اللي بيشتغل فيها المحروس.. ولقيت ناس كتيره ماسكه يفط وبتهتف بشعارات من نوع " هو يمشي.. مش هنمشي".." لا للفول والطعميه.. نعم للكباب والملوخيه ".."احي احي احي..التكييف مش شغال ليه".." هي عزبة أبوك ولا إيه..كلنا ولاد تسعة يا بيه".. الشعب ومحروس.. إيد واحدة أما المحروس فظهر وهو معلق يافطه على صدره كاتب عليها.." انسف مديرك القديم" وشكله فرحان بيها اوي.. ومكدبش خبر وقعد يتزاحم مع الناس على الكاميرا لغاية ما عرف الأروبه يبقى وشه في وش الكاميرا.. المذيع مالقاش مفر انه يسأله: " ياريت توضح لنا انتوا بتشتكوا من إيه مع إن الشركة دي سمعتها ممتازه وكانت دايما مريحه الموظفين بتوعها ".. رد المحروس وهو مركز على الكاميرا وفيه ناس وراه بتعمل باي باي: "مريحانا ايه.. ده كان قبل الثورة.. بس دلوقتي لينا مطالب ولازم تتنفذ.. يعني خد عندك مثلا..المدير لازم يمشي"..استغرب المذيع وقال له: " بس ده صاحب الشركة.. يمشي ازاي؟!!"..رد المحروس والابتسامه ما بتفارقش وشه وهو بيزاحم ويثابر عشان محدش ياخد مكانه: "ما هياش قضيه..ييجي ابنه.. عمه.. ابوه لو عايش..المهم احنا زهقنا من وشه".. رد المذيع وهو بيحاول يلاقي حته يظهر فيها قدام الكاميرا: " طب طلباتكم التانية ايه.. ولوسمحتم من غير ما تزقوا.. كلكم هتظهروا في التلفزيون بس من غير زق لو سمحتم.. لو سمحتووووووووو"... تقريبا صوت المذيع بقى يبعد يبعد لغاية ما اختفى ومظهرش تاني والمحروس استولى على الميكروفون وأخدته الجلاله وقعد يقول: " أيوه مش عايزينه.. هو فاكر نفسه مين.. صاحب شركه على نفسه.. مش علينا.. وبعدين يعني إيه أجازه شهر واحد بس في السنه.. في شرع مين؟..هو احنا عبيد عنده.. أقل من تلات شهور مش هنوافق.. والمرتب يبله ويشرب ميته..لازم يزودنا 200 في الميه ويصرف لنا علبتين حلويات مولد مش علبه واحده بس.. وفين ياميش رمضان.. هو يحلله لنفسه ويحرمه علينا.. وبعدين يعني ايه ما يديناش عيديه.. هواحنا مش زي ولاده.. ولا احنا كخه.. وازاي ما يكونش لكل موظف تليفون محمول.. وريموت للتكييف.. وازاي مفيش تليفزيون ورسيفر في كل مكتب.. ومواعيد الشغل لازم تتغير.. بدل من تسعة تبقى من عشره..على الواحد ما يصحى من النوم.. وعلى فكره انا صاحب فكرة المظاهره دي وحتى الورق والأقلام أنا اللي جايبهم على حسابي.. واناشد الشعب انه يقف معانا في تحقيق مطالبنا الشرعيه "...وقعد يهتف وكلهم وراه: " الشعب واحنا إيد واحده.. الشعب واحنا ايد واحده"! ارحل ارحل يامحروس تقريبا قطعوا الإرسال.. وجابوا فاصل وبعدها عمل صاحب الشركة مداخله ع الهوا وطمن المشاهدين إنه هيتفاوض دلوقتي مع المتظاهرين وهيعمل اللازم.. وفعلا جمعهم المدير قدامه وقال لهم: " أنا مش هاقدر ازودكم غير 50 في الميه".. الناس فرحت راح المحروس بسرعة مبرق لهم وقال: " ده مش اللي اتفقنا عليه.. اقل من 200 في الميه مش عايزين".. راح المدير بهدوء قال: " افهم من كده انه مش عاجبكم ال 40 في الميه زياده؟ ".. الناس بلمت وقعدت تزمزق وتقول: "بس انت قلت 50".. راح المدير قايل وكله برود: "يعني مش عاجبكم ال 30 في الميه".. الناس بصت لبعض مزبهله ولسه بتزمزق.. راح قايل: "خلاص آخر كلام مش موافقين ع ال 20 في الميه؟".. راح كلهم في نفس واحد قايلين: "موافقيييييييييييين".. راح ابتسم بخبث وقال: " بس ليا شرط.. المحروس هيتوقف عن العمل"! مرت لحظة صمت والمحروس كله ثقة وتحدي انهم مش ممكن يتخلوا عنه.. راحت الناس قايله: " بس ده غلبان ومخه على قده.. مكانش قصده".. راح المدير متنرفز: " أيوه ولا لأ ".. راحت الناس على طول شايله المحروس هيله بيله على بره وهي بتهتف وتقول: " ارحل ارحل يا محروس.. الشارع والبيت بينادوك..ارحل ارحل يا محروس.. مش ناقصينك وحياة أبوك"!! بقلم : رانيا صالح