الجمال وحده هو القادر على صنع عاصفة مدوية داخلك، يقتلع نبضك من رتابته الحزينة، ليحيله إلى موسيقى ونغم عذب لامثيل له، فأيا كان الجمال الذي تعشقه لا يهم، فقط العشق هو الادعى والأجدر بالاهتمام، حتى وإن كانت محبوبتك مجرد "دمية خشبية". «كوبيليا» هي تلك الدمية التي أسرت قلب صانعها، فأودت به إلى عذاب النفس الذي طالما حيره، فإما عشقه الخشبي وإما أن يحيا مع حبيبته البشرية «سفانيلدا». هي قصة الكاتب الألمانيا إرنست هوفمان، والتي تستعد فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت قيادة أرمينيا، لتجسيدها في 20 إلى 23 أكتوبر المقبل، في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. ويتم تجسيد "كوبيليا" للمرة الأولى على مسرح الأوبرا، ويتم تقديمها عبر ثلاثة فصول تتخللها موسيقى الملحن الفرنسي ليو ديليب، كما يحتوي العرض على بعض الموسيقى الفولكلورية مجرية بولندية، وتدور أحداث العرض في مدينة ما بين المجر وبولندا. وفي لقاء جمع "فيتو" بفرقة باليه الأوبرا وراقصيها، أثناء استعدادهم وتدريبهم على المسرحية، شرح الفنان ممدوح حسن الذي يقوم بدور "فرانس" عاشق الدمية، أن "كوبيليا" هي دمية يقع في غرامها ثلاثة من الراقصين، وهم: أحمد يحيي، وأحمد نبيل، وممدوح حسن. وينخدع فرانس خلال العمل بجمال الدمية التي يفتن بها ما إن يراها، فيحاول الوصول إلى داخل القصر للحصول على الدمية، إلا أن صاحب الدمية يتربص له، ويعمل على تخديره، حتى يتسنى له الحصول على روح فرانس ليضعها داخل الدمية. ويعتقد صانع الدمى أنه استطاع النجاح في نقل الروح إلى الدمية، وأنها تستطيع الحركة والتعامل كآدمية عادية، إلا أن الأحداث لا تأتي كما تشتهي السفن، ليكتشف صانع الدمى أن فعلته لم تلق أي نجاح مما كان يتخيله، وأن تلك الدمية قد استبدلتها حبيبته بنفسها حتى ينخدع بها، وتستطيع التقرب منه. ويعتبر «كوبيليا» من أهم المسرحيات العالمية وأشهرها، فمهما تطورت رقصات الباليه وتعددت مسرحياتها، إلا أنه لاغنى لأي دولة في العالم عن تقديم المخزون التاريخي المسرحي للباليه، وذلك بسبب إجماع الناس عليه وتقديرهم وحبهم للمسرحيات القديمة، التي بدأت الدول إحياءها ببعض المعالجات في الموسيقى وغيرها من التفاصيل الصغيرة، ومازالت بعض الدول تقدم تلك المسرحيات على شكلها القديم لتحفظ قيمتها ورونقها.