بإرادة الفنان وبعشقه للمسرح ولحجرات التدريب استطاع أن يقهر مرض السرطان لفترة طويلة وعندما رحل عن دنيانا كان عبق البروفات ورائحة المسرح في أنفاسه انه رائد فن البالية في مصر د.عبدالمنعم كامل الذي وافته المنية اثر أزمة قلبية في منتصف ليل الاثنين الماضي بمدينة الاسكندرية وعقب عودته مباشرة من بروفة باليه "بحيرة البجع" والتي كان مقررا اقامتها بمسرح سيد درويش بالاسكندرية وقبلها كان العرض بالقاهرة وظل يرعاه حتي يظهر للجمهور في أبهي صوره.. وعبدالمنعم كامل هو صانع فرقة الباليه القومية ومؤسسها حيث تسلمها عندما كانت مجرد فرقة تعليمية تابعة لمعهد الباليه وأخذ يسعي بها لعالم الاحتراف وكافح كثيرا في هذا المضمار من تقديم أعمال جديدة وتدريب الراقصين والسعي علي المسارح ليقدم عروضه خارج نطاق الأكاديمية والعمل علي تسويقها ولكن كان حلمه أن تقدم الفرقة عملا متكاملا بمصاحبة أوركسترالية حية وكانت بارقة الأمل التي تعلق بها افتتاح مبني دار الأوبرا الجديدة في الجزيرة وساعده د. طارق علي حسن علي نقل الفرقة إلي الدار وكان أول عمل كلاسيكي باليه دون كيشوت ولا أنسي دموعه ودموع زوجته أرمينيا في الكواليس عقب نجاح العرض ليتم بذلك اعلان مولد الفرقة المحترفة وليبدأ مع الراحل ناصر الأنصاري الذي تولي رئاسة الأوبرا بعد ذلك في بناء الفرقة والتعاقد مع راقصين أجانب والاعتماد علي المدربين المصريين أمثال عادل عفيفي وعلية عبدالرازق وشريف بهادر وبدأ في بناء الريبرتوار الذي بدأه بعيون التراث الكلاسيكي الجمال النائم وكسارة البندق وبحيرة البجع ولم يكتف بذلك بل استعان بالمصممين العالميين لتصبح فرقة الباليه المصرية لديها رصيد فني يفوق ال 30 عملا متنوعا بين كلاسيكي وحديث بالإضافة لاشتراكها في الأوبرات العالمية أمثال الأرملة الطروب وكارمن وعايدة والتي تولي إخراجهم أيضا وجاءت فرصته عندما تولي منصب رئيس الأوبرا ليستقدم أهم العروض العالمية مثل عروض ايفمان ومينا باوش وبولشوي بيلا روسيا والفلامنكو وفرق كوبا واسبانيا وكندا وتركيا وكان يعشق عروض المسرح في الهواء الطلق وفي مجال الباليه المصري فقدم باليه أوزيريس علي موسيقي جمال عبدالرحيم وباليه النيل علي موسيقي عمر خيرت وفي أحدث أحاديثه الخاصة الكثيرة لهذه الصفحة أكد انه يعكف علي تصميم باليه عزيز الشوان ايزيس وايزوريس وأعتقد انه لولا انشغاله بإدارة الأوبرا لكان قدم الباليهات المصرية المحلية التي تعبر عن هويتنا.. عبدالمنعم كامل أو مايك كما ينادونه أحبابه رحل بعد أن فتح طريق نهضة هذا الفن ومهده علي مدار أكثر من ربع قرن وعلي تلاميذه أن يكملوه.. وداعا وفي جنة الخلد.