وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر.. والإدعاء بحِلِّه تضليل وفتح لأبواب الانحراف

أكد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من التهاون فى هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأى صورة من الصور، لا سيما إذا صدر ذلك عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن فى ذلك تضليلًا للرأى العام، وفتحًا لأبواب الانحراف والإدمان، لافتا إلى أن الادعاء بأنه حلال خطأ فادح.
وقال وزير الأوقاف، فى بيان أمس: «لن أطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعى فى حُرمته، وإنما أكتفى بالإشارة إلى ما سطّره علماء الإسلام الراسخون، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشى فى كتابه زهر العريش فى تحريم الحشيش، وهو كتاب مطبوع مشهور ومتداول، وكذلك العلامة السيد عبد الله بن الصدِّيق فى كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش فى القرآن، وقد طُبع مرات عديدة».
وشدّد وزير الأوقاف على أن الاستسهال فى تعاطى الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، وأن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطى ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما فى ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر، فإنه حينئذ لا يرتكب محرّمًا فقط، بل يعرّض أرواحًا بريئة للفناء، وإثم ذلك عند الله عظيم. وشدد على ضرورة تحصين الوعى العام، والرجوع إلى أهل العلم الثقات فى فهم الأحكام، وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية فى التصدى لكل ما من شأنه أن يُضلّل الناس أو يُشجع على الانحراف.
فى سياق متصل، قالت دار الإفتاء، إنها تابعت ما أُثير حول حكم تناول مخدر الحشيش، موضحة أن الشرع الشريف قد كرَّم الإنسان، وجعل المحافظة على نفسه وعقله مِن الضروريات الخمس التى دعت إلى مراعاتها جميع الشرائع، وهى: النفس، والعقل، والدين، والعرض أو النسل، والملك أو المال؛ حتى يتحقق فى الإنسان معنى الخلافة فى الأرض فيقوم بعِمارتها، لذا فقد حرَّم الإسلام تحريمًا قاطعًا كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل.
وأضافت أن من هذه الأشياء التى حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيميائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدى إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهى تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد التى تصيب الفرد والمجتمع.
وأكدت أن الشرع كما حرَّم كل مُسْكِر فقد حرم كل مخدِّر ومُفتِر؛ واتفق العلماء على تحريم كل ما هو مخدِّر ومُفْتِر ولو لم يكن مُسْكِرًا، ونَقَل الإجماع على هذه الحُرمة الإمام بدر الدين العينى الحنفى فى كتابه «البناية»، حيث قال فى خصوص جوهر الحشيش: إنه مخدر، ومفتر، ومكسل، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه. وشددت على أن القواعد الشرعية تقتضى القول بحرمة المخدِّرات بجميع أصنافها وأنواعها؛ حيث ثبت أَنَّ إدمانها فيه ضرر حسِّى ومعنوى، وما كان ضارًّا فهو حرام؛ لما جاء فى الحديث الشريف: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
فى سياق متصل، قررت جامعة الأزهر، إحالة الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، إلى التحقيق؛ لظهورها الإعلامى دون تصريح من جهة الإدارة. وأوضحت جامعة الأزهر، فى بيان، أن قرار الإحالة جاء لمخالفة قرار مجلس الجامعة رقم 1224 لسنة 2018، والذى ينص على أنه يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الأزهر العمل أو الظهور أو التصدى للفتوى فى وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دون تصريح؛ ضبطًا للخطاب باسم الجامعة، وحفاظًا على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
إلى ذلك، شهد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، واللواء مجدى الوصيف، سكرتير عام محافظة مطروح، نيابة عن اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، فعاليات حفل تخريج 100 متعاف من الإدمان بمركز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بمدينة مطروح.