من الطبيعي جدا أن يتحدث الجميع خلال هذه الفترة عن الانتخابات الرئاسية وما أفرزته من فوز الدكتور محمد مرسي بالكرسي كأول رئيس منتخب عقب ثورة يناير .. ومنذ اليوم الأول لإعلان النتيجة اتجه الكثيرين نحو التأكيد على أنها نتيجة إجبارية غير حقيقة ونادى البعض بضرورة النظر إلى الأمام من اجل مصر وطالب البعض الآخر بسرعة قيام الرئيس المنتخب بالوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه وهناك أيضا الكثيرين يشعرون بالتخوف من حكم الإخوان لمصر متمثل في مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة قبل أن يكون رئيسا .. وبين كل هذه الآراء المختلفة هناك الكثير من الشعب المصري أصبح يعيش في حاله توهان لا يعرف ماذا ينتظره في المستقبل القريب أو البعيد .. هذه الحالة تبدو منطقية خاصة أننا شعب لم يمر بهذه الظروف من قبل .. توهان ناتج عن التخوف من ضياع الدولة المدنية بمفهومها الشامل في ظل قدوم رئيس ينتمي في الأساس إلى الإخوان المسلمين ولذلك ذهب الكثيرين بمطالبة الرئيس الجديد بضرورة الإعلان عن انفصاله التام عن جماعة الإخوان حتى يطمئن من هو خائف .. وللأسف الشديد من يطالبون بذلك يدعون بأنهم النخبة السياسية في مصر خلال عصر ما قبل الثورة وهم في الأساس ليسوا نخبة ولكن كانوا بمثابة النكبة على الثورة منذ قيامها وحتى الآن ويتحملون جزءا كبيرا جدا مما يحدث وسيحدث في مصر .. هؤلاء الذين يطالبون مرسي بالانفصال عن الجماعة هم مقتنعون داخليا بان ذلك لم ولن يحدث وهذا طبيعي جدا ولذلك هم في الأساس يطلبون من الرئيس الجديد أن يكون « منافق « .. نعم يطلبون منه أن يقول إنه انفصل عن الجماعة وهو لن ينفصل وبالتالي فهو سينافق في حاله القول بذلك .. فإن شئنا أم أبينا فإن الدكتور مرسي رئيس الجمهورية المنتخب لم ولن ينفصل عن جماعته وهذا حقه ولكن الأهم من ذلك أن يكون رئيسا لكل المصريين بالعدل وحق المواطنة لكل من يحمل جنسية مصري وخاصة فيما يتعلق بملف الأخوة الأقباط .. الدكتور مرسي لن ينفصل عن المرشد وخيرت الشاطر وإن قال مليون مرة إنه انفصل لأنهما في الأساس أصحاب الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى في وصوله للكرسي ولكن الأهم ألا يسمع كلامهما في أى شيء يمكن أن يضر بمصر وشعبها .. الدكتور مرسي لن نجبره بان يكون منافقا ولابد أن ننتظر مرور ال100 يوم الأولى لكي نقيم التجربة وفقا للبرنامج الذي أعلنه قبل الانتخابات .