جاءت الطوبة في رأس عسكري الأمن المركزي المسكين الذي لا يعرف الفارق بين السفارة الأمريكية.. وستاد القاهرة فهو يقف حارساً حيث يكلفونه تختلف الأماكن والورديات.. وهو علي حاله بأجره الضعيف وجسده النحيف.. وكم عاني ولا أحد يكلف خاطره بنظرة عابرة إليه كأنه الفراغ في فراغ.. سالت الدماء من رأسه ولم تفلح الخوذة في حمايته.. انتحي جانبا.. يحاول إيقاف نزيف الدم بعد إذن حضرة الضابط.. وأمسك بالطوبة التي اصابته يكلمها: العسكري: أنا عملت لك إيه أنا متعور لوحدي.. متعور في لقمتي وهدمتي وماهيتي ووحدتي وغربتي. الطوبة: كفاية بقي قطعت قلبي يا ابن الناس. العسكري: أنا عارف إنك مغلوبة علي أمرك زي حالاتي.. لكن مين اللي حدفك علي دماغي؟ الطوبة: عيل مبرشم.. باين علي شكله!! العسكري: بس الجماعة اللي في المظاهرة زعلانين عشان الفيلم اللي عملوه في أمريكا وشتموا فيه سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. الطوبة: أيوه لكن الواد اللي حدفني عليك صايع وعواطلي ؟ العسكري: مش يمكن واحد شبهه.. والواد اللي ضربك كان قاصد بتوع السفارة وزعلان عشان سيدنا النبي؟ الطوبة: طيب إيه رأيك قبل الواد ما يحدفني عليك الواد كان بيسب الدين لواحد صاحبه! العسكري: أنت متأكدة؟ الطوبة: أيوه أنا هاكدب عليك ليه.. وبعدين الواد ده كان عند شارع محمد محمود ومجلس الوزراء والمجمع العلمي.. بنت خالتي هي اللي قالت لي.. ما هو كان بيضرب بيها. العسكري: يا ابن الايه؟.. ده طالع يخربها. الطوبة: وهو اللي ولع عربية المطافي. العسكري: أنا متشكر قوي ياست طوبة.. ومش عارف أقولك إيه ولو إنك بطحتي دماغي وأنا غلبان. الطوبة: ما أنا برضه حدفتني ناحية العيال.. ودخلت في رأس واحد بياع سميط وجبنة.. كان واقف يسترزق! العسكري: والله ما كان قصدي. الطوبة: حصل خير.. ما هو بتاع السميط حدفني علي عسكري زميلك.. وفضلت رايحة جاية لغاية مابقيت شوية تراب من كتر التعب. العسكري: والواد الصايع راح فين أنا ما عرفتش امسكه! الطوبة: راح يقبض من المعلم اللي سلطه عليكم!!