أخطأ مرشح الإخوان الرئاسى الدكتور محمد مرسى وأخطأ منافسه الفريق أحمد شفيق ،عندما حاول كل منهما العزف على أوتار الدين ،لمغازلة الأقباط واستقطابهم فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وفيما بدا شفيق «هادئا» فى معالجة ملف مستقبل الأقباط فى دعايته الانتخابية ، وخرج عن النص أحيانا عندما خاض فى شأن المناهج التعليمية وآيات القرآن وآيات الإنجيل ،فإن مرشح الإخوان المعروف إعلاميا ب«الإستبن» مارس ارتباكا ومتاجرة معهودة من جماعته باللعب بورقة الدين! ولأن أقباط مصر أذكى من أن توقعهم جماعة نفعية براجماتية مثل جماعة الإخوان المسلمين فى حبائلها،اتجهت أصواتهم فى الجولة الأولى لمرشحين يرحبون بإقامة الدولة المدنية،التى لا مكان فيها لمن يحكم باسم الله ،أو بديكتاتورية مقدسة ،وتوزعت أصواتهم بين أحمد شفيق, وعمرو موسى, وحمدين صباحى،ويومئذ خرج مبشرو الدولة الدينية ليصموا الأقباط بما ليس فيهم لمجرد أنهم لم يصوتوا ل«إستبنهم»! ثم سرعان ما عاد ل«مرسى» قليل من رشاد ،فحاول الارتماء فى أحضان الأقباط من جديد فقال «لا فض فوه»: إن الإسلام والمسيحية وجهان لعملة واحدة،ما أغضب الذين فى قلوبهم مرض ،ومن لا يرون فى المرآة إلا أنفسهم ..وفقط! ولم يكن ما قاله مرسى عن قناعة وحسن نية، بل محاولة مكشوفة لاستقطاب أصوات الأقباط ،وإذا ما تحقق له حلمه تخلى مثل مرشده عن وعوده وتحلل من كلامه ،كما يخلع المرء ملابسه! وكان مما قاله «مرسى» ضمن حوار متلفز: العقيدة الاسلامية لا تختلف عن العقيدة المسيحية ولا يوجد بينهما سوى خلاف ديناميكى وخلاف فى الآليات والوسائل ،ما أزعج عددا ممن ينتمون إلى الجماعة ،حتى أن مصطفى العدوى عضو مجلس شورى الجماعة انتقد ما قاله «إستبنهم» وادعى أن فيه شططا وكأنه غير عالم بأن «مرسى» لم يقل ذلك إلا من أجل الاستهلاك الإعلامى واستقطاب من لن ينتخبوه ! غير أنه على الشاطئ الآخر من النهر يقف رجال عقلاء لم تدنسهم السياسة مثل الدكتور الاحمدى ابو النور -عضو مجمع البحوث الاسلامية- الذى أكد ل «فيتو» أن الاسلام والمسيحية دين واحد فى اصول العقيدة؛ لأن الله هو الذى أرسل الرسل ،رافضا الزج بالدين فى ملعب السياسة ! مذكرا بقول الله تعالى:«شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتفرقوا فيه ». وشدد على أنه لايوجد اختلاف فى الاصول العقائدية بين الديانتين ؛ لأن الله هو الذى ارسل الرسل لكن ليس صحيحا انه كما قال «مرسى»: يوجد خلاف ديناميكى وآليات ووسائل ، فالدعوة للوحدانية هى صلب الدعوة لدى الاسلام والمسيحية. أما الدكتور ابراهيم عبد الشافى -العميد الاسبق لكلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر- فقال ل «فيتو»: إنه لا خلاف أو اختلاف بين الاسلام والمسيحية-كما يحلو للمتفاخرين بجهلهم أن يرددوا- لأن الاصل العقائدى واحد وهو الدعوة للوحدانية . كما يجزم الدكتور عبد الحميد مدكور- الاستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- ان كلام مرسى – وإن قاله بغرض الترويج لنفسه بين الأقباط- صحيح ،لأنه لا يوجد فرق بين أصل الرسالة المسيحية وبين أصل الرسالة الاسلامية وقال ل «فيتو» المسيحية دين إلهى ولها نبى مرسل أدى أمانته أمام الله سبحانه وتعالى مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى سمى الديانات الاخرى ب«الاسلام». «أكاذيب مرسى» و«مناورات شفيق» على الأقباط اعتبرها حسنو النية رسالة واضحة للجميع مفادها ان كلا المرشحين -مع الفارق الناجم عن اختلاف الايدولوجيا السياسية بينهما- يعلم ان من يحكم مصر لابد وان يكون مدركا لأبعادها السياسية وأن مصر وطن واحد للجميع والبنية الاخلاقية فى الاسلام والمسيحية بنية واحدة ولا فرق بينهما ،فالدين لله ومصر سوف تبقى لجميع أبنائها ولو كره الكارهون!