حين يستعد الحوت الزعنفي لالتهام فرائسه، يفتح ثاني أكبر حيوان على ظهر البسيطة فاهه على وسعه وتتدفق فيه كمية من المياه تفوق كتلة جسمه يستخلص منها وجباته من السمك الصغير والرخويات. حين يأكل يزيد هذا الكائن الذي يبلغ طوله 26.8 مترا ووزنه 70 طنا من سرعته، ويفتح فاهه ورئتيه وهو يسبح في المحيط. قوة اندفاع المياه التي تتدفق إلى فم الحوت تقلب وضع اللسان رأسا على عقب وتوسع منطقة الحلق وتحيلها إلى كيس هائل بين عظام الجسم وجلد ودهن الحوت، وحين يغلق فمه تخرج مياه البحر من صفائح عظمية في فمه ليلتهم بيسر كميات كبيرة من فرائسه الصغيرة. وفي الحيوانات الأخرى والإنسان قد يسبب هذا ضررا كبيرا لأعصاب الفم واللسان الذي له طول محدد. وكشف أمس الاثنين علماء كيف يفعل ذلك الحوت الزعنفي وأيضا ابن عمومته الأكبر حجما الحوت الأزرق دون الإضرار بجهازيهما العصبيين، ويقولون إن أعصاب الحوت يمكن أن تطول إلى ضعف طولها المعتاد ثم تنكمش مرة أخرى دون الإضرار بالأنسجة العصبية. ويقول الباحثون: إن هذا النظام العصبي الاستثنائي تتمتع به مجموعة من الحيتان ومنها الحوت الزعنفي والأزرق والحوت الأحدب وحوت المنك وحوت القطب الجنوبي. وتوصل العلماء إلى هذا الكشف من خلال دراسة الهيكل العظمي لحوت زعنفي وهو من الأنواع المهددة بالانقراض، والحوت الأزرق هو الحيوان الوحيد الأكبر من الحوت الزعنفي، إذ يبلغ طوله 30.5 مترا ووزنه 150 طنا.