«اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب».. كانت الكلمات السبع السابقة، الأكثر توجيهًا للإعلامي الساخر باسم يوسف، العام الماضي، بعدما اكتشف عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى أن أحد مقالاته المنشور في صحيفة «الشروق» مقتبس» من موقع أجنبى دون الإشارة من قريب أو بعيد لمصدر المقال الأساسي، ما يمكن إدراجه تحت مسمى «السرقة الأدبية». الإعلامي الساخر، الذي لم يترك كبيرًا أو صغيرًا إلا وانتقده بطريقته وضع فجأة وعلى غير المعتاد في موقع المذنب، وكأن الفرصة جاءت لكل من وقع بين فكيه، فنال نصيبًا من الاتهامات ما دفعه إلى الخروج على الملأ، وتقديم اعتذار عما بدًا منه بحجة «ضغط الشغل». على الفور، فتح عدد كبير من الفنانين والإعلاميين النار على «باسم»، بعد أن نشرت إحدى الصحف الأجنبية ترجمة مقال باسم يوسف بجريدة «الشروق» المصرية، وأثبتت أنه «مسروق» من أحد المواقع الإلكترونية. الفنانة غادة إبراهيم بادرت بكتابة تعليقٍ على صفحاتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قائلة: «باسم طلع حرامى يا جدعان»، كما قامت بنشر بعض التعليقات الساخرة عن هذه الواقعة، في محاولة منها للثأر من الإعلامي الذي سبق وسخر منها بسبب «فستانها». فيما نشرت الفنانة الراحلة معالى زايد صورًا لأشهر السيدات اللاتى انتقدن باسم يوسف، وأعلنت أنه سارق لفكرة المقال. بينما قال الإعلامي أحمد موسى إنه ليس من الصعب على سارق برامج أن يقوم بسرقة مقالات. وسخر الفنان عمرو مصطفى على صفحته ب«فيس بوك» من الواقعة، قائلا: «اللى هيسرق بوست بعد كده من غير ما يقول هو ناقله من مين هنقوله (بس يا باسم)»، مضيفًا: «أنا قلت (هحط على البرنامج) وفجأة كل المصريين حطوا على باسم وانتهى للأبد، يا خسارة.. أعمل إيه دلوقتى كده أول حلقة باظت لأنه اتكشف خلاص.. حد عنده حل؟» أما سامح أبو عرايس، رئيس الجمعية العربية للمحللين الفنيين، فأخذ بواقعة السرقة إلى منحى يبتعد عن السخرية والنقد، فرأى أن سرقة باسم يوسف لهذا المقال تثبت انتماءه إلى الماسونية والمخابرات الأمريكية، مشيرًا إلى أن ذلك المقال مسروق من كاتب يهودى بريطانى اسمه «بن يودا» أو بالعربى بنيامين يهودا، ويظهر المقال العداء لروسيا لصالح المشروع الأمريكى والصهيوني. ومن أبرز التعليقات، التي جاءت على لسان النشطاء السياسيين، ما قاله الناشط السياسي محمد رضا عبر صفحته الشخصية بموقع فيس بوك: «مفيش حاجة اسمها باسم يوسف اعتذر عن أنه نسى يكتب المرجع واسم الكاتب في آخر سطر.. باسم المفروض يعتذر عن اقتباس وسرقة المقال.. «سورى» يا باسم أنا لو أبويا غلط مش هبرر له، اعتذر وخلى عندك دم ومهنية، اعتذر واحترم عقولنا». كما دافع بعض النشطاء الآخرين عنه منتقدين ما قام به الكثيرون من المصريين بتحريض الكاتب الأصلى للمقال عبر صفحته الشخصية بموقع «تويتر» على التقدم بشكوى ضد «يوسف» ورفع قضية ضده، رغم أن الكاتب لم يغضب مما حدث، وأكد أن الجميع يخطئون. أما الدكتور علاء عوض، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بالهارس فقد أشار إلى جانب آخر من القضية، مؤكدًا أنها أكبر وأعمق كثيرًا من أن باسم يوسف يسرق مقالًا، فرأى أن «سرقة مقال ونشره حدث بالتأكيد مرفوض.. لكن هل ينتهى الأمر بالاعتذار؟.. تعالوا نبص للموضوع في سياق أوسع.. «كم فيلم سينمائى في مصر السيناريو بتاعه مسروق حرفيا؟».. كم لحن جملة موسيقية مسروق بالكامل من ألحان غير مصرية.. كم بحث علمى مسروق واللى سرقه خد بيه درجة علمية أو جايزة.. الاعتذار مش هو المطلوب الآن لأن الاعتذار ممكن يبقى مفهوم لو كان ده حدث فردى لكن في أحوالنا الغريبة دى لازم نواجه أنفسنا بالحقيقة عشان نقدر نتجاوزها.. ولا ينتهى الأمر بمجرد اعتذار.. المسألة أعمق بكثير». وفيما يخص تعليق المترجمين الأساسيين للمقال الأصلي، أعلن الدكتور أحمد عبد الحميد، مدير قسم الترجمة والبحوث بموقع «ساسة بوست» أن اقتباس باسم يوسف مقال «بن جودا»، «يكاد يكون مقال باسم يوسف مقتبسًا بشكل كامل من مقال منشور في مجلة Politico Magazine، تحت عنوان Why Russia No Longer Fears the west وترجمته (ساسة بوست) تحت عنوان (لماذا لم تعد روسيا تخشى الغرب؟» وأوضح: «الأمر اكتشف بمحض الصدفة عند مطالعة فريق الترجمة مقال باسم يوسف الذي أجمعنا أن أفكاره مقتبسة بالكامل من مقال مجلة (بوليتيكو) بنفس التسلسل باستثناء مقدمة المقال ولغته اللتين حرص باسم على أن تكونا بالعامية المصرية الأكثر قربًا من القارئ». كما أضاف: «المقدمة التي كتبها باسم يوسف ونشرت في النسخة المطبوعة من صحيفة (الشروق) التي تحدث فيها عن ردع الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى للسوفييت إبان الأزمة المعروفة بأزمة الصواريخ الكوبية، اعتراها خطأ معرفي، فخلط باسم عن طريق الخطأ بين أزمة خليج الخنازير، وأزمة الصواريخ الكوبية». أما الكاتب الأصلى للمقال، فكان له دور بطبيعة الحال، في توضيح الحقيقة، وكذلك توجيه النقد في صورته الساخرة، فقد قال «بن جودا»: «من فضلك يا باسم لا تفعل ذلك مجددًا، فذلك يعتبر اتصالا بالكيان الصهيوني». بعدها رد عليه باسم يوسف، في تغريدة قائلًا: «أعتذر عن الواقعة، ولكنى بالفعل أضفت المرجع في نهاية المقال، ولكن لا أحد قرأ المقال لنهايته»، مضيفًا: «لكنه مقال عظيم بالفعل». وفى تغريدة لاحقة قال «بن جودا» لباسم يوسف: «أنا سامحتك على كل شيء.. باسم يوسف يقوم بعمل مميز في مصر، وجميعنا معرضون لأن نخطئ»، فيما رد الإعلامي الساخر: «أتحمل المسئولية لعدم إضافة المرجع في النهاية، تمت إضافته لاحقًا..أعتذر بشدة». رغم اعتذار باسم يوسف، الذي نشره على حسابه بموقع تويتر، وقال فيه: «أتحمل المسئولية لعدم إضافة مرجع المقال في النهاية، تمت إضافته لاحقا، أعتذر بشدة» إلا أن مستخدمى موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» دشنوا هاشتاج «#باسم_طلع_حرامى»، وبلغ عدد المشاركين فيه ما يقرب من 23 ألف حساب على تويتر. أما عن اعتذاره الرسمى للقراء؛ فجاء كالتالي: «يوم الثلاثاء هو أصعب أيام الأسبوع بالنسبة لفريق (البرنامج)، حيث يتم فيه إنهاء كتابة الحلقة وتحضير الضيوف لليوم الثاني، ولذلك يحدث في بعض الأحيان، أن يسقط سهوًا بعض من النقاط من مقالتى الأسبوعية في الشروق». وأضاف: «في آخر مقال، قررت أن أجرب النقل عن موقع سياسي أجنبى من وجهة نظر مختلفة لأزمة القرم، فقد وجدت فيه وجهة نظر مثيرة للجدل أحببت أن أعرضها، وتنبهت في الصباح الباكر لخطأ في أول المقال، فقمت بتصحيحه، لكن للأسف سقط منى سهوًا آخر سطرين، المذكور فيهما اسم وكاتب المقال الأساسى وكاتب آخر اقتبست منه بدرجة أقل، لم أتنبه للخطأ إلا متأخرًا بسبب ضغط العمل طوال اليوم، وتم التصحيح في النسخة الإلكترونية للجريدة، واعتذرت على حسابى الشخصى على (تويتر)، بعد التنويه عن المصدر».