مع بدء الدراسة انطلقت التحذيرات اليومية التى يطلقها مدير مدرسة «قصر هور» الابتدائية بمركز ملوي: «أبنائى الأعزاء.. لا تضعوا أيديكم فى أدراجكم حتى تنظروا فيها، ومن يجد ثعباناً أو عقرباً فعليه إبلاغى على الفور». النداء اليومى يكشف حجم المأساة التى تعيشها قرية «قصر هور» وخصوصاً فى المدرسة الابتدائية التى تضم 009 طفل، أما أهالى القرية فقد توفى منهم ستة بلدغات الثعابين وأصيب 81 آخرون بسم العقارب، فى الوقت الذى يبلغ عدد سكان القرية 02 ألف نسمة، وهم مشهورون بين القرى المجاورة بأنهم «حواة» إذ يتعايشون مع العقارب والثعابين فى ظل غياب تام للأمصال الواقية. أدهم القاضى - من أهالى القرية وولى أمر تلميذ بالمدرسة - يؤكد إصابة 81 شخصاً بلدغات العقارب والثعابين الشهر الماضى فقط، توفى منهم ستة بسبب عدم توافر الامصال المضادة للدغات العقارب والثعابين، كما أن المدرسة عمرها تعدى ستين عاماً، وسقفها مكون من عروق خشبية وبالجدران شقوق طولية وعرضية، بالإضافة لدورة مياه بدائية للغاية لدرجة أن العاملات والمدرسات يطرقن أبواب المنازل المجاورة لقضاء حاجتهن. أحمد طلعت - محام من أبناء القرية - مستنكراً: من غير المعقول مرور مدير المدرسة ووكيلها والمشرفين على جميع الفصول لتحذير التلاميذ من استخدام الأدراج قبل التأكد من خلوها من العقارب والثعابين، ومما يزيد الأمر سوءاً هو عدم وجود زائرة صحية بالمدرسة ولا وحدة صحية بالقرية.. متسائلاً: كيف يمكن انقاذ التلاميذ من لدغات الثعابين والعقارب؟ طلعت مضيفاً: نحن نرسل أبناءنا للموت بأيدينا، وهذا الوضع كارثى بمعنى الكلمة، والأهالى فى حالة غليان، وتقدمنا بشكاوى وبلاغات لجميع المسئولين، بدءاً برئاسة الجمهورية والمحافظ ووصولاً إلى رئيس المدنية والوحدات المحلية، وبالطبع لم يهتم أى مسئول بشكاوانا.