في مقاله «النهضة الأخلاقية.. بداية التقدم» ب «الأهرام» استعرض د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بعض جوانب منظومة الأخلاق، والقيم، والمثل العليا، التى جاءت بها جميع الرسالات السماوية، معتبرا أنها مرتكزات ودعائم أساسية لأى مشروع نهضة، فلا نهضة حقيقية بلا أساس أخلاقى، مؤكدا أن مكارم الأخلاق ضرورة لا غنى عنها لأى مجتمع يصبو إلى الرقى ويرنو إلى المعالي. وقال د.بديع: إن الواجب علينا جميعا أفرادا، وهيئات، أن نُقدِّم القدوة العملية، والنموذج القويم، لهذه النهضة الأخلاقية، ونضع لذلك البرامج العملية والخطوات التنفيذية. ولأهمية القضية واصَل الرجل حديثه في مقال ثان يوم 2 أبريل تحدث فيه عن بعض الأخلاق الأصيلة، الضرورية والواجبة للنهضة، مركزا على فضيلة الصدق بالوفاء بالعهد، وصدق المشاعر بالحب والتآلف. ثم انتقل إلى الأمانة موضحا أنها كل ما ائتمن الله عز وجل الإنسان عليه، من أمر، ونهى، لإصلاح الدنيا والآخرة، مؤكدا أنه «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له». وتطرق في هذه الجزئية إلى أمانة الكلمة، مؤكدا أن للكلمة أهمية ومكانة كبيرة، بالإضافة إلى أثرها البالغ فى حياة الأمم؛ لذلك جاء التأكيد النبوى لأهميتها وخطورتها فى آن واحد، بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى نار جهنم سبعين خريفا»، فإذا كانت كلمة تُدخل هذا الجنة وتدخل ذاك النار، فإنها تكون سببا فى البناء والتنمية والنهضة، والكلمة تشمل كل أنواع الكلمات المنطوقة، والمقروءة، والمسموعة، وهذا ما يجب أن يلتزم به الإعلام، بحيث يجعل من أمانة الكلمة منهجا يحافظ عليه، وهدفا يعمل للوصول إليه، وقيمة عليا وميثاق شرف يلتزم به، «ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا». كل ما قاله فضيلة المرشد في الأهرام كلام جميل, وكلام معقول, ومعلوم بالضرورة, ولكن يبدو واضحا أن هذا المقال وصل للأهرام قبل إعلان المرشد نفسه ترشيح الجماعة نائبها خيرت الشاطر - الذي يعتبره الإخوان مهندس نهضة مصر- لرئاسة الجمهورية، فقد سبق ذلك وعود وعهود بعدم خوض الجماعة هذه الانتخابات.. ولكن الأهرام نشرت المقال القديم الذي وصلها قبل المستجدات التي دفعت الجماعة لتغيير موقفها، والرجوع عن وعودها، والتنكر لعهودها.