على غرار جماعة الإخوان المسلمين، تسعى الحركة السلفية فى مصر لبناء تنظيم عالمى ضخم له أهدافه وخططه, فقد جرت اتصالات سرية طوال الفترة الماضية، بين قادة الدعوة في مصر، وفي مقدمتهم ياسر برهامي، وأعضاؤها بعدد من الدول الخليجية، لرسم الخطوط النهائية للتنظيم، والتفاصيل فى السطور التالية. فقبل أسابيع، التقى «برهامي» الذى يحلم بكيان عالمى يُنصب نفسه أميراً عليه، محاكيا نموذج مؤسس الإخوان، الإمام حسن البنا، بمشايخ السلفية فى ليبيا، وتونس، وغزة، واليمن، برعاية أمريكية، إلى جانب دعم هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر السعودية. وتسعى الهيئة التي برز اسمها مؤخراً في السعودية،لاستخدام نجاح الدعوة السلفية فى الحياة السياسية بمصر، لإنشاء كيان ضغط اقتصادى وسياسى، يساهم فى نشر المنهج السلفى على نطاق واسع، وخاصة فى شمال أفريقيا. وطبقاً لمصادر في الدعوة السلفية، فإن فكرة التنظيم الدولي، بدأت عقب نجاح حزب النور في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث حل ثانياً بعد الحرية والعدالة، رغم كونها التجربة للدعوة الأولى للسلفية في عالم السياسة – على حد تعبير المصدر – واستغلالاً لقدرتهم على حشد الجماهير، وهو ما ظهر في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، ومن قبلها استفتاء مارس 2011 على التعديلات الدستورية. وأضافت المصادر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسعودية، تقوم بدور الممول الرئيسى لتحركات السلفيين، حيث سهلت لهم الاتصال والانتقال بين الدول العربية، منذ ثورة يناير وحتى الآن، على أمل نشر الفكرة، والترويج للتنظيم الجديد خلال فترة قصيرة، وبالتالي إنشاء فرع للهيئة بعدد كبير من الدول، وبتنفيذ سلفي 100%. ووقع اختيار الهيئة، ومشايخ الدعوة السلفية، على ياسر برهامي، نائب رئيس «الدعوة»، وصاحب اليد العليا في تحركات السلفيين، وإصدار القرارات الحاسمة، ليكون أميراً للتنظيم، وقائداً لعملية تحول المشايخ من عالم الدعوة والدين، إلى الحياة السياسية. ويتصدر التنظيم الجديد، اهتمام عدد من الدول الخليجية، خاصةً أنه يقوم على مرجعية فكرية مغايرة لفكر القاعدة، الذى يرفضه الخليج، وأيضاً توجه جماعة الإخوان، وتحديداً عقب صعودها لسدة الحكم في مصر، ومخاوف أمراء الخليج من انتقال «العدوى» إليهم – على حد تعبير المصدر. وشددت المصادر على أنه منذ نشأة السلفية، خاصة مدرسة الاسكندرية، وهم يحاكون تجربة الإخوان فى كل تحركاتهم، لكن بتحفظ شديد، لذا كان طبيعياً أن يتهم قادة السلفية، الإخوان بالكفر في أحيان كثيرة، والاهتمام بالسياسة والسلطة أكثر من الدعوة، لكن بعد سنوات سار السلفيون على نفس المنهج، وقرروا فجأة بعد الثورة، اختراق العمل السياسي، والترشح في الانتخابات، والمنافسة على السلطة التنفيذية، رغم فتوى مشايخهم بتحريم السياسة والانتخابات. وحول الموقف الغربي، وتحديداً الأمريكي من التنظيم الجديد،قال المصدر، «التنظيم يلقى قبولاً مطلقاً من جانب واشنطن، حيث تسعى لبناء كيان مؤسسي بديل لجماعة الإخوان، حال سقوطها المفاجئ». وتابع قائلاً :« أمريكا لا تريد تكرار أزمتها حينما سقط نظام الرئيس السابق، حيث فوجئت بعدم صموده في ثورة يناير، وحينها لم تكن جاهزة لسيناريو الرحيل، لذا تأخر قرار مساندتها للثورة، خوفاً من البديل، الذي لا تعرف عنه أي شيء، وبالتالي تريد نظاما جديدا لتسلم زمام الأمور، فضلاً عن ضرب الجماعات الجهادية،وبقايا تنظيم القاعدة». ويواجه المخطط الجديد، رفض عدد من مشايخ الدعوة السلفية، الذين يتمسكون حتى الآن بعدم الانخراط في العمل السياسي، والبقاء في المسجد، لممارسة مهمة الدعوة إلى الله عز وجل – على حد تعبير المصدر – لذا يسعى «برهامي» لإقناعهم بأن مهمة التنظيم ستكون دعوية، لتطبيق شرع الله في الدول العربية والإسلامية، والتصدي للفكر العلماني، وبعدها سيعود السلفيون إلى مساجدهم مرة أخرى.