المذيع : أيها السادة ، معشر البشر والحيوان ، أهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج «الغيط غيطك». فى حلقة الليلة ، نستضيف الباحث, والمحلل السياسى المعروف ، والحائز على جائزة « العمدة» التشجيعية ، حمارعم حسانين. ضيفنا سوف يقدم لنا قراءة تحليلية للمشهد الراهن ، فى مصر بعد مرور أكثر من عام على الثورة ، كما يوضح أسباب حالات الإضراب, والعصيان, وقطع الطرق ، التى لا تزال تجتاح قطاعات كبيرة ، من المصريين، بحثا عن مطالب فئوية بداية .. سيدى الحمار ، بم تفسر تنامى ظاهرة الإضراب بين فئات عديدة بالمجتمع المصرى بعد ثورة 25 يناير؟ - الحمار : أنا شخصيا ، لا أوافق على فكرة الإضراب, أوالاعتصام ، لأنها تلحق الضرر بمؤسسات الدولة, وبالمواطنين، وأنا شخصيا استغرقت 3 ساعات للوصول من المهندسين إلى مدينة الإنتاج الإعلامى . المذيع : كيف؟ - الحمار : عندما يُضرب الأطباء مثلا ، فإن المرضى سوف يتضررون ولن يجدوا من يعالجهم ، ونفس الحال ، عندما يُضرب سائقو النقل العام ، فإن المواطنين لن يتمكنوا من الذهاب أو العودة من عملهم ..وهلم جرا.. + المذيع : ولكن المضربين يرون أن لهم حقوقا أُهدرت فى عهد النظام السابق ، وآن الأوان ليستردوها ؟ -الحمار : لا أعتقد فى صحة هذا الطرح بشكل كامل . المذيع : لماذا ؟ - الحمار :ما تحصلت عليه من مصادر المعلومات قبل وصولى إلى البرنامج, يؤكد أن هناك عناصر محرضة على الفوضى, والتخريب ،حتى يبدو المجتمع المصرى فى صورة سيئة بعد الثورة .. المذيع «مقاطعا» : لا أوافقك على هذا الكلام ، وأعتقد أن كثيرين لا يوافقونك عليه .. - الحمار «بابتسامة صفراء»: أنتم أحرار فيما تعتقدون ، ولكن منذ متى وأنتم معشر البشر ، تفكرون أفضل منا نحن الحمير ، هذا إن فكرتم من الأساس؟! المذيع»متحرجا»:عفوا ..سيدى الحمار ، لا داعى للخروج عن النص . -ا لحمار «محتدا»: لم أخرج عن النص ، فبالفعل، من بيننا حمير يفكرون أفضل منكم ، وأعتقد أننى نموذج حى لذلك! المذيع:أرجوك ، سيدى الحمار ، دعك من هذا الغرور, والافتعال ، ولا نريد أن نخرج عن سياق الحوار .. -الحمار : وهو كذلك! المذيع:معنا الآن على التليفون ، المهندس حسن مبروك ، اتفضل يا باشمهندس.. -المهندس حسن «منفعلا»: «أنا مش عارف ليه ، أنتم مستضيفين فى البرنامج حد من الفلول...» المذيع «مقاطعا»: أرجوك ، لا تسء إلى ضيفى الكريم . -المهندس حسن:أنا لا أسئ إلى أحد ، ولكن هذه هى الحقيقة ، وأكبر دليل على ذلك ، أن ضيفك الكريم ، كان كاتبا منتظما فى صفحة « صوت الحمير» ، إحدى الصحف الناطقة باسم الحزب المنحل، كما كان يشارك فى جميع الفعاليات الخاصة به ، وكان يدافع باستماتة عن هذا النظام الذى أذل المصريين.. المذيع : شكرا يا باشمهندس ، ما رأيك سيدى الحمار فى هذا الكلام؟ -الحمار: الباشمهندس لم يخطئ ، وأنا ، باعتبارى من وجهاء الحمير ، كنت أدافع عن النظام السابق ، لأنه كان متعاطفا معنا إلى حد كبير ، ولم يعاملنا كما كان يعاملكم ، فالنظام السابق كان يتوسع فى زراعة البرسيم على حساب زراعة القمح، ونحن لم نجد يوما صعوبة فى تدبير طعامنا. المذيع»مبتسما»:تقصد أن النظام السابق كان متعاطفا مع الحمير؟ - الحمار :هذا حقيقى ، لأننا أحق منكم وأولى بالرعاية والاهتمام . المذيع: لماذا تصر على الإساءة إلينا ؟ -الحمار : يا صديقى ، هذه ليست إساءة ، بل واقعا لا يخطئه كل ذى عينين. + المذيع : نعود إلى موضوعنا الأساسى وهو الإضراب ، وأرجوك لا نريد خرق ميثاق الشرف الإعلامى ، حتى لا يصدر السيد وزير الإعلام قرارا بإغلاق القناة؟ -الحمار «هازئا»:لا تخش شيئا ، وعموما إذا أغلقت القناة ، سوف نستعين بك فى قناتنا الجديدة «بهايم تى فى».. المذيع:شكرا لك يا سيدى ..ولنبق فى موضوعنا وهو الإضراب . - الحمار :الإضراب والاعتصام من الآفات البشرية ، ونحن بقدر ما عانينا ونعانى من غباء البشر وبطشهم لم نعتصم يوما أو نضرب عن خدمتكم. المذيع:ربما لأنكم مقهورون على ذلك ، وليس بإمكانكم الإضراب أو الاعتصام .. الحمار : هذا غير حقيقى ، ولكننا أوفياء ، والبشر ليسوا أوفياء ، وأنتم انتهازيون وتستغلون الظروف أسوأ استغلال، أما نحن فمفطورون على الانضباط والسمع والطاعة لولى الأمر ، حتى لو كان ولى الأمر «عربجى». المذيع: ولكن الأمر بعد الثورة تغير ، ومن حق الناس ان تطالب بحقوقها ، ويبقى الاختلاف حول الطريقة التى يُطلب بها هذا الحق. الحمار: وهذا هو الاستغلال والانتهازية التى أقصدها ، ولكن يجب الانتظار حتى تتعافى الدولة ، وحينئذ سوف ينال الجميع حقوقهم .