المذيع: أهلا بكم إلى أمسية جديدة من "الغيط غيطك"، فى حلقة الليلة، نستضيف مجدداً "البقرة الحلوب"، بمناسبة فوزها بالجائزة الأولى، فى مسابقة الشعر، التى نظمها وأشرف عليها المجلس الأعلى للحيوانات، فى البداية، ألف مبروك على الجائزة. -"البقرة": أولا اسمها "مبارك"، وليس "مبروك"، أرجوكم تعلموا اللغة العربية، ولا تهينوها بهذا الشكل المزرى.. -المذيع: بقرتى العزيزة، والله أعلم بذلك، وأنت تعلمين أنى أعلم، ولكنها كلمة دارجة، كما أننى لو قلت: "مبارك"، سيسموننى بأننى "فلول"! -"البقرة": يجب أن تفعل ما تعتقد أنه صواب، ولا تأبه بالآخرين.. -المذيع: يبدو أنك تريدين أن تخرجى بنا بعيدا عن موضوع الحلقة، لأننى فى هذه الحالة سوف أسألك: وما الصواب الذى تفعلينه أنتِ؟ -"البقرة": ماذا تريد أن تقول؟ أنا أشرف من أية "بقرة" فى مصر. -المذيع: أرجوك اهدئى، ولا تنفعلى، لم أقصد شيئا، ولنظل فى موضوع الحلقة. -"البقرة": لا مانع! -المذيع: نريد أن نتحدث عن الجائزة والقصيدة الفائزة وموضوعها. -"البقرة": حصلتُ على الجائزة الأولى فى الشعر، التى ينظمها المجلس الأعلى للحيوانات،عن قصيدة "الخيانة".. -المذيع: وما موضوع القصيدة؟ -"البقرة":أتحدث فيها عن الخيانة المشروعة. -المذيع:ولكن المخرج خالد يوسف قدم منذ سنوات فيلما عنوانه "خيانة مشروعة".. -"البقرة": الحيوانات ليست كالبشر، نحن لا نقتبس أفكاركم، ولا نستبيح إنتاج الآخرين.. -المذيع: إذن ما الخيانة التى ترمين إليها فى قصيدتك؟ -"البقرة": أقصد أن من حقى أن أخون زوجى الحيوان، إذا كان غير قادر على إشباع رغباتى، أو من أجل تحقيق أهدافى وطموحاتى، لكن دون أن يعلم، تقديرا لمشاعره. -المذيع: لكنك تطرقت فى القصيدة أيضا إلى إباحة خيانة الوطن. -"البقرة": القصيدة، بالفعل، أباحت خيانة الوطن، وبيع قضيته، من أجل الحصول على مكتسبات يصعب الحصول عليها من الوطن.. -المذيع: ولكن هذه المعانى خطيرة، ولا أعتقد أن هناك فى حيوانات مصر الشرفاء من يقرك عليها. "البقرة": يبدو أنك إنسان رجعىٌّ، ولا تؤمن بالحرية والإبداع. -المذيع: وهل للخيانة مكان فى قاموس الحرية والإبداع؟ -"البقرة": المعانى التى وردت فى القصيدة تعجزون، أنتم معشر البشر، عن فك طلاسمها، فهى فوق مستوى تفكيركم.. -المذيع: وكيف أقرك المجلس الأعلى للحيوانات على ذلك؟ -"البقرة": لأن أعضاءه مبدعون مثلى ومؤمنون بحرية تلبية نداء الجسد، فى أى وقت، وبعيدا عن أى تضييق، تحت شعار العرف والدين.. -المذيع: سؤال أخير، من كتب لك قصيدتك، رغم أن من كان يكتب لك رحل؟ -"البقرة": ما أكثرهم! فإذا رحل أحدهم، فالبديل جاهز، و"كله بتمنه"!