تحدثت الأديبة هلا مراد، عن شعر سميح القاسم، عن الحرية والثورة، في شعر أحد أعمدة شعراء المقاومة الفلسطينية والعربية، وعرضت في الندوة أطروحتها في الماجستير التي استغرق العمل فيها نحو أربع سنوات من البحث ومحاولات التواصل المضنية مع الشاعر الذي أمضى كل عمره داخل فلسطين، إلى أن فارق الدنيا قبل نحو 3 أشهر. وقالت الباحثة هلا مراد، إن سميح القاسم شاعر كبير، لم يحظ بفرصة الشهرة كما حصل لغيره كالشاعر محمود درويش، نصف البرتقالة الآخر، كما وصفهما غسان كنفاني منذ سبعينات القرن الماضي. وتابعت: لم يكن سميح القاسم حاضرًا في المشهد الإعلامي والثقافي العربي بالصورة التي تليق به وبشعره، ولم يحظ بدراسات وأبحاث، حتى خبر وفاته لم تهتم به غالبية المحطات الفضائية ومختلف وسائل الإعلام، إلا كخبر مثل بقية الأخبار اليومية العادية، باستثناء بعض الوسائل الإعلامية، ولفتت إلى أن سميح القاسم مات وكان لديه 18 ديوان شعر، وهي درست شعر القاسم في كل إصداراته، وليس ديوانًا بحد ذاته. وأشارت إلى كلمته في تأبين صديقه ورفيقه محمود درويش، حيث قال: لست هنا لأرثي محمود، فقد اعتدت عليه حيًا مفعمًا. وأوضحت: سميح كان يحب أن يموت مع المقاتلين والفدائيين والمقاومين، لا على سرير المرض، وكان يحب أن يموت على أرض فلسطين، وكان له ما تمناه في الموت على أرض فلسطين. وأضافت: هو شاعر المقاومة الذي تنبأ بثورة أطفال الحجارة، وهو سيد من تحدى الصهاينة وجنودهم. وقالت: هو شاعر مباشر وجريء، اعتقل عدة مرات من قبل الكيان الصهيوني، وعلى إثر تلك الاعتقالات لجأ أحيانًا إلى الرمزية في بعض أشعاره. وأضافت: تمكنت من التواصل معه عام 1998 – 1999، وحينها كان التواصل مع الأرض المحتلة يتم من خلال عدة وسائل ومكاتب ودول، وكانت معاناة حقيقية، لكنها أثمرت بالنسبة لي أنني تواصلت معه هاتفيًا ومن ثم من خلال الرسائل أيضًا. وأكدت أن القاسم لم يلق الكثير من الاهتمام في العالم العربي، ربما لو كان ممثلا أو فنانًا أو لاعب كرة قدم لحظي بمتابعة أفضل. مشيرة إلى أنه أهم وآخر شعراء فلسطين الذين تشبثوا بها ورفضوا الخروج والمنفى.