برحيله اكتمل غياب البرتقالة.. .في مستشفي صفد بالجليل، بعد سنوات من صراع سرطان الكبد، رحل سميح القاسم ، أحد شطري البرتقالة.. وكان محمود درويش قد سبقه إلي الموت، بعد أن توقف قلبه في مستشفي بامريكا.. كانت الرسائل المتبادلة بين درويش وسميح (1986-1987) حدثا شعريا، وحدثا إنسانيا أيضا، وهي ما أطلق عليها (كتابات شطري البرتقالة). ليست الرسائل وحدها، لكنها العلاقة الإنسانية والشعرية والتاريخية العميقة، التي محت في كثير من الأحيان الفارق بين الشاعرين، والصديقين ،ضمتهما داخل أيقونة واحدة، هي شعر المقاومة، أو ما أسماه نزار قباني في قصيدته الشهيرة (شعراء الأرض المحتلة) عام 1968 حين سألته يوما، في إحدي زياراته للقاهرة، عن الفارق بينه وبين درويش، قال (ربما هو الأجمل، لكني الأكثر صبرا، كنت دائما جمل المحاميل ). رفض سميح القاسم أن يغادر فلسطين ( سجن مرات، وخضع للإقامة الجبرية مرات أكثر) علي حين خرج محمود درويش (وكان ذلك سببا في الخلاف بين الصديقين ) لكن سميح القاسم ظل دائما حارس البيارة، وشجرة الزيتون، المتمسك أكثر بشعر المقاومة، وبصورة الشاعر المحارب ستون كتابا من الشعر والمسرح والرواية والترجمة، قدمها سميح القاسم، رواية (الصورة الأخيرة في الألبوم) وسيرة ذاتية (إنها مجرد منفضة) وهي تكشف عن الجانب الساخر في شخصية القاسم وكتاباته، وفي الشعر تجاوز العشرين ديوانا منها (لا أستأذن أحداً، دمي علي كفي، يكون أن يأتي الرعد ،نشيد الحجر) حين أوصاه درويش بشجرة الخروب في قريته بفلسطين، كتب سميح : » أخي العزيز: أرجو أن تعذرني، لن أزور شجرة طفولتك في البروة، ولن أحفر عليها اسمينا.. ببساطة وبصراحة تامة: لا أستطيع.. شئ آخر أستطيعه من أجلي ومن اجلك، هو أن أحفر اسمينا علي الريح.. وأن أنقش الريح علي الوطن، وأن أكتب الوطن علي لحمي، وأن أنثر لحمي في القصيدة.. » برحيله اكتمل غياب البرتقالة.. .في مستشفي صفد بالجليل، بعد سنوات من صراع سرطان الكبد، رحل سميح القاسم ، أحد شطري البرتقالة.. وكان محمود درويش قد سبقه إلي الموت، بعد أن توقف قلبه في مستشفي بامريكا.. كانت الرسائل المتبادلة بين درويش وسميح (1986-1987) حدثا شعريا، وحدثا إنسانيا أيضا، وهي ما أطلق عليها (كتابات شطري البرتقالة). ليست الرسائل وحدها، لكنها العلاقة الإنسانية والشعرية والتاريخية العميقة، التي محت في كثير من الأحيان الفارق بين الشاعرين، والصديقين ،ضمتهما داخل أيقونة واحدة، هي شعر المقاومة، أو ما أسماه نزار قباني في قصيدته الشهيرة (شعراء الأرض المحتلة) عام 1968 حين سألته يوما، في إحدي زياراته للقاهرة، عن الفارق بينه وبين درويش، قال (ربما هو الأجمل، لكني الأكثر صبرا، كنت دائما جمل المحاميل ). رفض سميح القاسم أن يغادر فلسطين ( سجن مرات، وخضع للإقامة الجبرية مرات أكثر) علي حين خرج محمود درويش (وكان ذلك سببا في الخلاف بين الصديقين ) لكن سميح القاسم ظل دائما حارس البيارة، وشجرة الزيتون، المتمسك أكثر بشعر المقاومة، وبصورة الشاعر المحارب ستون كتابا من الشعر والمسرح والرواية والترجمة، قدمها سميح القاسم، رواية (الصورة الأخيرة في الألبوم) وسيرة ذاتية (إنها مجرد منفضة) وهي تكشف عن الجانب الساخر في شخصية القاسم وكتاباته، وفي الشعر تجاوز العشرين ديوانا منها (لا أستأذن أحداً، دمي علي كفي، يكون أن يأتي الرعد ،نشيد الحجر) حين أوصاه درويش بشجرة الخروب في قريته بفلسطين، كتب سميح : » أخي العزيز: أرجو أن تعذرني، لن أزور شجرة طفولتك في البروة، ولن أحفر عليها اسمينا.. ببساطة وبصراحة تامة: لا أستطيع.. شئ آخر أستطيعه من أجلي ومن اجلك، هو أن أحفر اسمينا علي الريح.. وأن أنقش الريح علي الوطن، وأن أكتب الوطن علي لحمي، وأن أنثر لحمي في القصيدة.. »