«دخلت أطمّن على الحيوانات.. وطلعت بدراع مقطوع»، هكذا بدأ «محمد إبراهيم بسطويسي»، عامل سيرك طنطا، شهادته أمام النيابة العامة، والتي حصلت «المصري اليوم» على نصها، عن الليلة التي تغيّر فيها كل شيء. أقوال عامل سيرك طنطا في واقعة النمر «يوم الواقعة دخلت السيرك حوالي الساعة ستة ونص المغرب، زي العادة، دخلت من شباك التذاكر، ولقيت المدربة محاسن كوتة واقفة هناك، سلمت عليها، ضحكت معاها شوية، وقلت لها: (إزيك يا كوتش؟)، ردت: (الحمد لله) وهزّرت وقلت: (لو في حد مضايقك، أنا موجود أهو، وهي ضحكت وقالت لي: (ماشي يا بسطويسي)». دخل بعدها إلى حيث تُحبس الحيوانات، ليتفقدها قبل العرض، ثم استعد للعرض الأول لفقرة الأسود والنمور، والتي تُقام على جزأين في اليوم الواحد. «الفقرتين نفس المحتوى تقريبًا، كل فقرة ربع ساعة، الأولى بتبدأ الساعة 8:30، والتانية الساعة 11:30 بالليل، وده بيحصل جوه القفص الحديدي الكبير اللي في قلب السيرك، في شارع الجيش أول طنطا». وبحسب روايته، فإن المدربة محاسن كوتة هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة السيرك والعروض، ولا يشاركها أحد في اتخاذ القرارات أو إدارة الحيوانات. «أنا مساعد الأسود والنمور، وشغلي يبدأ بإخراج الحيوانات من مكان المبيت بتاعهم، اللي هو أقفاص حديد، وبنمشي بيهم لحد القفص الكبير بتاع العرض». المدربة محاسن كوتة والمسؤولية عن فقرة الأسود «الحيوانات بتكون نمر أصفر و4 نمور تانية ومعاهم أسد، والمدربة بتستناهم جوه القفص، ومعاها كرباج، وعصاية في نهايتها مسمار، بتحط فيها قطعة لحمة، تكافئ بيها الحيوان لو نفّذ فقرته». وعن وسائل الحماية المتوقعة، أشار إلى أن البروتوكول ينص على وجود «خرطوم مياه، وشوكة حديدية، ومسدس مواد مخدرة» خارج القفص. «بس اللي كان موجود يومها هو الشوكة بس، خرطوم المياه مكنش موجود، والمسدس برضه لأ». ومع انطلاق العرض الأول، تولى «بسطويسي» موقعه خارج القفص، حسب تعليمات المدربة. «كنت واقف جنب سور القفص، ومهمتي أربط النمر الأصفر لما يخلص فقرته، المدربة كانت بتبص لي أربع مرات ورا بعض، وده معناه أربط، وبعدها تبص لي تاني 4 مرات كأنها بتقول لي أفكّه». شهادة عامل سيرك عن غياب وسائل الحماية انتهى العرض الأول بسلام، لكن مع بداية العرض الثاني، كانت الكارثة.. «نفس التعليمات، نفس المكان، النمر الأصفر خلّص فقرته، وقف على الترابيزة اللي قدامي جوه القفص، وأنا من بره دخلت إيديا الاتنين وربطت الحبل في الطوق اللي حوالين رقبة النمر، بعدها المدربة بصت لي، معناها أفكّه، وفكّيته». «النمر رجع وقف على الترابيزة، والمدربة ضربت النمر الأبيض اللي كان جوه القفص ضربة واحدة بالكرباج، في اللحظة دي، النمر الأبيض جري عليّ، النمر الأصفر نط من الترابيزة، وأنا فجأة لقيت النمر الأبيض ماسك دراعي الشمال، بيعض فيه، ومخالبُه مغروسة جوا جلدي». صرخ، وسقط أرضًا، بينما تحرك زملاؤه سريعًا داخل السيرك. «الناس كلها كانت بتزعق، وكنت حاسس إني خلاص، دراعي هيروح مني، أو حياتي كلها». ختم شهادته بجملة واحدة: «أنا دخلت السيرك علشان أطمن على الحيوانات.. لكن طلعت منه بدراع ممزق ومغروس فيه ناب نمر».